أجمع الخبراء والمتخصصون علي أن توريث الوظائف من أكثر مساويء المجتمع المصري كما انه يعد افسادا حقيقيا للمجتمع وتدمير لنسيجه الاجتماعي هذا غير انه يعتبر خيانة للأمانة لما يترتب عليه من سلبيات لا حصر لها كزعزعة الولاء والانتماء لهذا الوطن بسبب احباط الشباب والاسر في عجزهم عن الحصول علي الوظائف التي يستحقونها. اكد الدكتور جمال النجار استاذ ورئيس قسم الاعلام بجامعة الازهر علي انه ضد التمييز قولا وفعلا ولا ينبغي علي الاطلاق أن يظل التمييز موجوداً لاي فئة من فئات المجتمع بعد ما شهدته مصر من ثورتين عظيمتين لأن التمييز للاسف الشديد يكرس لتوريث الوظائف ويكرس للعنصرية ويكرس لأشياء كثيرة لها مساوئها علي المدي الطويل كما أنه يتسبب في احباط ملايين الشباب ويجعلهم يكفرون بالمجتمع وبالعدالة الاجتماعية الغائبة والتي تحرمهم من حقوقهم في تولي الوظائف التي تليق بهم وبكفاءتهم وقدراتهم العقلية. سوءات المجتمع وأشار الي أن توريث الوظائف لأناس بعينهم كالقضاء والاطباء والدبلوماسيين من أكثر مساوئ المجتمع المصري كما انه ضد الصالح العام وضد تقدم البلاد لذا يحيي رئيس الوزراء وقراره السريع باقالة وزير العدل بعد التصريحات العنصرية التي أدلي بها وأهان فيها قطاع كبير من قطاعات المجتمع وان كان البعض يري ان في اقالة وزير العدل لن يتغير الواقع الا ان رد الفعل السريع من رئيس الوزراء والقيادة السياسية كان له اثر ايجابي كبير في نفوس الناس وانعكس بالرضا عن القيادة السياسية وهذا شيء ايجابي لم نعهده من قبل وان كنا ننتظر المزيد من الاصلاحات السياسية والاجتماعية والقرارات التي تؤصل للعدالة الاجتماعية وتمحو اي شكل من اشكال التمييز لاي فئة دون اخري. واضاف دكتور جمال :في حقيقة الامر ابناء القضاة ¢زودها اوي ¢ فقد قرأت نعيا نشر في جريدة الاهرام لاحد القضاة ينعي احد مرءوسيه وصدمت وأنا اقرأ اسم 12 قاضي من اسرة واحدة هؤلاء لم يتركوا شيئا لعامة الشعب المتفوق ويحطموا احلامه في أن يصبح قاضيا وهو يستحق ذلك فإمكانياته تؤهله وكذلك مستواه العلمي فكم نري طلاب حصلوا علي تقديرات عالية كانوا من خريجي كلية الشريعة والقانون وكان من أكبر طموحاتهم العمل بالسلك القضائي لكن للاسف الشديد بسبب فساد المنظومة انهارت طموحاتهم وطردوا غير ماسوف عليهم لاحتلال ابناء قضاة اماكنهم ليس لكفاءتهم ولكن لكونهم من ابناء القضاة ولا عزاء للكفاءة والعدالة الاجتماعية. أبواق إعلامية ووجه الدكتور جمال النجار نقدا شديد اللهجة لهؤلاء الذين يتربعون علي المنابر الاعلامية واستغلوا هذا الحدث اسوأ استغلال للهجوم علي الحكومة والنيل منها ليس للصالح العام ولكن لتحقيق اهداف خاصة بهم فالاعلام دوره تنويري وتوعوي اما ما نراه علي شاشات الفضائيات لا يمت من قريب أو بعيد بالهدف من الاعلام فلكل قناة هداها الذي تسعي لتحقيقه بغض النظر عن الصالح العام فنحن كمتخصصين في الاعلام نري في الاداء الاعلامي المصري خروجا كبيرا عن النص وتجاوزا ملحوظا لأننا نعلم ان بعض القنوات تعمل لحساب جهات اجنبية معينة وهذا ليس شيئاً خفيا انما معروف وتم الاعلان عنه ونشره في مواقع كثيرة لذا اطالب الضمير الاعلامي ان كان مازال له وجود ان يقف بجانب هذا البلد ويؤازر الحكومة ويشد علي يديها وهذا لايعني الا يوجه لها النقد انما عليه أن ينتقده لكن النقد البناء المفيد. توريث الوظائف ووافقته الرأي الدكتورة أمينة كاظم استاذ علم النفس بجامعة قناة السويس قائلة للأسف الشديد توريث الوظائف ثقافة متأصلة في المجتمع المصري ولا نجدها في أي مجتمع متقدم فلو تواجد اثنان من نفس العائلة في مؤسسة ما في أي دولة أوروبية تجد ذلك بمحض الصدفة ولا تجد اي يد للمجاملات أو المعارف في تولي ايا منهم الوظيفة انما يكون وصل اليها لكفاءته وقدراته وهذا هو الوضع الصحيح الذي ينهض بالمجتمع ويحقق تقدمه. واضافت :لا ادري ما السبب في أن يتمسك الطبيب مثلا بأن يصبح ابنه طبيباًً ثله لكي يورثه عيادته وفي هذا الاطار نجد مهازل كثيرة حيث نري مجاملات غير مقبولة في امتحانات الشفوي لأبناء الاطباء وهذا بالطبع علي حساب المهنة فمن حق الطبيب أن يورث ابنه ماله وقدراته وشكله وذكاءه ومن حقه ايضا أن يوجهه التوجه الذي يريده لكن داخل لجنة الامتحان لاعلاقة له به ان كان يريد مصلحته ومصلحة الناس والمجتمع كله كما أنه ليس من حقه أن يحرم البلد من شاب أخر متميز وكفاءة فهو بهذا التصرف يرتكب ظلما بينا في حق هذا الشاب المتفوق وفي حق المجتمع كما انه من حق القاضي ان يدخل ابنه السلك القضائي وان يكون قاضيا مثله اذا كان كفء لذلك لكن ليس من حقه ان كان ابنه فاشل فهذا له بالغ الاثر السلبي علي حق المجتمع في تولي غير الاكفاء المناصب المختلفة ولابد من اصدار تشريع يجرم ذلك ويدين فاعله اذا اردنا الاصلاح الحقيقي. الحكم الشرعي وعن موقف الشرع من توريث الوظائف أكد الدكتور المحمدي عبد الرحمن الوكيل السابق لكلية الدراسات الاسلامية والعربية للبنين بالقاهرة علي أن هذا الامر من أسس الفساد في المجتمع بحيث تجد الشاب الكفء الذي يستحق الوظيفة ويعلي من شأنها ينحي جانبا ويصدر آخر ليس لكفاءته ولكن لكونه ابن فلان او قريب علان فمن يفعل ذلك لا ينظر للمصلحة العامة انما ينظر للمصلحة الخاصة وقد رايت بعيني شابا ضعيف جدا لا يستطيع تكوين جملة مفيدة ورغم ذلك جلس علي منصة القضاء لانه ابن مستشار. وشدد علي ان الوظائف أمانة ولابد ان نحسن الاختيار وعندما تترك الدولة المسئولية لواحد أن يختار عليه أن يراعي ضميره ويراقب الله في اختياره وتكون الكفاءة هي المعيار الوحيد في الاختيار ومن يفعل عكس ذلك يعتبر خائنا للامانة وخائنا للدولة التي استأمنته علي الاختيار فكل انسان يولي من لايصلح أن يسيء للمجتمع كله ولذلك كان النبي صلي الله عليه وسلم يوصي باختيار الاكفء والاصلح وسار علي نهجه الخلفاء الراشدين. وأضاف دكتور المحمدي :توريث الوظائف يعد تدمير للمجتمع وافساد ما بعده افساد كما انه ضد النظام وضد الحكومة ويكون سببا في احتقان الناس من الحكومة ومن البلد بأثرها حينما تجد الاسرابناءها لا نصيب لهم في الوظائف التي يستحقونها ويستولي عليها غيرهم كما ان هذا علي المدي الطويل يزعزع الانتماء لهذا الوطن ويضرب الولاء في مقتل واكبر شاهد علي ذلك سفن الموت التي تحمل فلذات اكبادنا في عرض البحر يفعل بهم ما يشاء ليس لسبب سوي لأن اوطانهم ضاقت عليهم وحرمتهم من الوظائف التي يستحقونها ولفت الي ان كل مسؤل سيقف امام الله عزوجل وسوف يسأل عما فعل فمن سن سنة سيئة عليه وزرها ووزر من عمل بها الي يوم القيامة.