نكمل أمثلة النسخ في الشرائع السابقة. فنقول وبالله التوفيق: المثال التاسع: الإمامة والشريعة. الآية الثانية عشرة من الباب السابع من الرسالة العبرانية هكذا: "لأن الكهانة لما بدلت بدل الناموس أيضا بالضرورة" ففي هذه الآية إثبات التلازم بين تبدل الإمامة وتبدل الشريعة. فإن قال المسلمون أيضا نظرا إلي هذا التلازم بنسخ الشريعة العيسوية فهم مصيبون في قولهم لا مخطئون. فقد جاء في تفسير دوالي ورجرد مينت ذيل شرح هذه الآية قول داكتر سيكنائت هكذا: "بدلت الشريعة قطعا بالنسبة إلي أحكام الذبائح والطهارة وغيرها" يعني رفعت. المثال العاشر: النسخ لضعف الشريعة. الآية الثامنة عشر من الباب السابع المذكور هنا: "لأن نسخ ما تقدم من الحكم قد عرض لما فيه من الضعف وعدم الفائدة" ففي هذه الآية تصريح بأن نسخ أحكام التوراة لأجل أنها كانت ضعيفة بلا فائدة. جاء في تفسير هنري واسكات: "رفعت الشريعة والكهانة اللتان لا يحصل منهما التكميل. وقام كاهن وعفو جديد يكمل منهما المصدقون الصادقون". المثال الحادي عشر: النسخ لقدم الشريعة. في الباب الثامن من العبرانية: 7 "فلو كان العهد الأول غير معترض عليه لم يوجد للثاني موضع.. 13 فبقوله عهداً جديداً صير الأول عتيقا. والشيء العتيق والبالي قريب من الفناء" ففي هذا القول تصريح بأن أحكام التوراة كانت معيبة وقابلة للنسخ لكونها عتيقة بالية. جاء في تفسير دوالي ورجرد مينت في ذيل شرح الآية الثالثة عشرة قول يايل هكذا: "هذا ظاهر جدا لأن الله تعالي يريد أن ينسخ العتيق بالرسالة الجديدة الحسني. فلذلك يرفع المذهب اليهودي ويقوم المذهب المسيحي مقامه". المثال الثاني عشر: النسخ حق للجديد. في الآية التاسعة من الباب العاشر من العبرانية: "فبنسخ الأول حق يثبت الثاني" جاء في تفسير دوالي ورجرد مينت في شرح الآية الثامنة والتاسعة قول يايل هكذا: "استدل الحواري في هاتين الآيتين وفيهما إشعار بكون ذبائح اليهود غير كافية ولذا تحمل المسيح علي نفسه الموت ليجبر نقصانها. ونسخ بفعل أحدهما استعمال الآخر" وللحديث بقية.