حلاوة المولد ليست فريضة. لكنها أيضاً ليست حراماً. لا هي فريضة ولا هي محرمة . هي شأن خاص للاختيار. طالما أن الشرع الحكيم لم يمنع فعلاً ما. فكل شخص يقول غير ذلك عليه أن ¢يلم¢ لسانه ويضعه في حلقه ويحترم نفسه. من المفروض ألا يحرّم أحد علينا عيشتنا بغير نص . ومن يسمح له بذلك يصبح مثله. الحرام في المولد النبوي حرام في غير المولد . والحلال حلال في أي وقت وأي مكان. ما لم يحرمه الله من مأكل ومشرب هو وسائل للفرح. ولا ينبغي لأحد أن يحرّم ما أحله الله كما يفعل البعض من فوق المنابر بالنسبة لحلاوة المولد. الاحتفال بمولد النبي صلي الله عليه وسلم احتفال بشخص عزيز علينا . تزحف قلوبنا إلي نوره. باحثة عن الرحمة والهداية والعدالة والموعظة الحسنة . لنأكل الحلوي .لنفرح بما يسعدنا. لكن هذه المناسبة فرصة لأن نستوعب أخلاق وخصائص سيد البشرية . إن هناك مقتضيات للألوهية . وخصائص للأنبياء. وسمات للأولياء. والتفرقة بينهم هي التي تعصمنا بالصراط المستقيم . مقتضيات الألوهية تعني ألا يكون الإله إلهاً إلا بها. ولا تصح ألوهيته إذا فقد واحدة منها. وهي : " السبق " لا شئ قبله " والإطلاق " لا حدود له " والسرمدية " لا شئ بعده " والذاتية " لا معلِّم له " " ولأن هذه المقتضيات لا تقبل التكرار والتعدد فإن هناك إلهاً واحداً لا شريك له .نصفه بالواجد " وهو اسم فاعل " لا الموجود " اسم مفعول " لذلك لا ينفع ولا يصح أن نقول " الله موجود " من الذي أوجده؟ والصح أن نقول " الله واجد " . ومقتضيات الألوهية موجودة في إله واحد لذلك نقول " لا إله إلا الله " لكن خصائص النبوة موجودة في أنبياء لا حصر لهم. ليست موجودة في سيدنا محمد فقط. لذلك لا يجوز أن نقول "لا نبي إلا محمد " كل الأنبياء مشتركون في خاصية واحدة هي " العصمة " كل الأنبياء معصومون. ويظهر أثر العصمة في صور " الصدق. العلم. الرحمة. الكرم .الحلم. الأمانة. وغيرها " والعصمة لا تُري ولكن يُري أثرها. وأثرها فيما سبق أن عددنا. ولو كانت العصمة هي خصائص الأنبياء فإن آثارها هي خواص الأنبياء. وللحديث بقية.