نجيب عن السؤال الذي يشغلنا كل مولد نبوي.. وهو: كيف نفرح؟!.. فنقول: من المستحيل أن نقول لشخص كيف يفرح. فالفرح هو حالة شخصية ذاتية خاصة جداً. لو فرحت المرأة زغردت. لو فرح الرجل ابتسم. لو فرح الحصان رقص. لو فرح الكلب هز ذيله.. إذن لا أحد يقول لنا كيف الفرح؟!.. ولا ما هي قواعد الفرح وأساليبه؟!.. كل ما علينا ونحن نفرخ أن ننتهي عما حرم الله. ما لم يحرمه الله بخاصة لا نهي عنه. هناك من يضحك عندما يفرح. وهناك من يأكل وهناك من ينام. وهناك من يذكر الله. وهناك من يشاهد فيلماً. وهناك من يأكل حلاوة. وكلها مظاهر حلال.. لذلك قال الله: "فليفرحوا".. ولم يقل كيف يكون ذلك؟! هناك من يقول: "علينا أن نفرح كما فرح رسول الله" "صلي الله عليه وسلم". لكننا لسنا رسول الله. ولسنا الصحبة. كل ما علينا أن نفرح بما لا يخرجنا عن الشرع. هذا هو القيد الوحيد ما لم يحرمه الله من مأكل ومشرب. هو وسائل للفرح. ولا ينبغي لأحد أن يحكم بغير نص. ولا يحرم ما أحله الله. كما يفعل البعض من فوق المنابر بالنسبة لحلاوة المولد. لو قال هؤلاء: "نفرح بالصلاة". ليكن. لكنها تبقي وجهة نظر مثلها مثل الفرخ بالصوم. لكن من يعبر عن فرحه بالأكل فهذا حقه. ومن يفرح بالنوم فهذا حقه. ومن يفرح بشراء العروسة والحصان الحلاوة. فهو حقه. ما لم يرد فيه نص تحريم لا نحرمه. لا نريد مشرعين إضافيين. الشرع كاف. والحلال بيِّن والحرام بيِّن. لا أحد أشطر من ربنا حتي يستذكي عليه. ويزايد عليه ويقول له: "لنقد نسيت تحريم ذلك يا رب". أنت نسيت تحرم الحلاوة. أنت نسيت تحرم الضحك. أنت نسيت تحرم النوم. من يفرح بالأكل أو النوم أو الصلاة أو اللعب أو الضحك. هو حُر. ولا ذنب عليه. الذنب علي من يحرم ذلك عليه. لا نقول إن حلاوة المولد فريضة. لكنها أيضاً ليست حراماً. لا هي فريضة ولا هي محرمة. لكنها شأن خاص للاختيار. لكان بني أرفدة "وهم من الأحباش" يوم العيد يرقصون في مسجد رسول الله "صلي الله عليه وسلم". فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها للرسول "صلي الله عليه وسلم": "يا رسول الله. ما هذا الذي يحدث في مسجدك؟!".. فقال النبي "صلي الله عليه وسلم": "يا عائشة إنه يوم عيد. وإنهم بنو أرفدة هكذا يرقصون في الحبشة".. يعني "هكذا تعودوا علي الفرح". يلعبون بالحراب. بالعصي. وهو حلال ولو في مسجد رسول الله "صلي الله عليه وسلم". وللحديث بقية