حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حصان المولد النبوى فى مصر .. الحصان الحلاوة
نشر في شباب مصر يوم 21 - 06 - 2012


حصان المولد النبوى فى مصر .. الحصان الحلاوة
بقلم : ديانا أحمد
لم يعد الحصان الحلاوة موجودا اليوم ولعل اختفاءه لأغراض سياسية فلم يعد المطلوب غرس روح القتال والفروسية والرجولة فى الشباب والأطفال (ولم يعد المطلوب أن يكون الجيش المصرى قويا مسلحا كجيوش حلف الناتو أو عودته للقضاء على الدرعية وسلفييها وآل سعودها مجددا كما فعل محمد على وابراهيم باشا) بل الميوعة والخيانة والصهينة ، ولعل السبب هو التحريم السلفى لحلوى وتماثيل المولد النبوى الشريف (الموافق 12 ربيع الأول من كل عام هجرى) ، وهى العادة الجميلة المأخوذة عن الفاطميين فى الأصل ، وموت السلفى والسعودى والإخوانى موته و سمه ، الشيعة والفاطميون ، والعادات الجميلة .. اليوم فقط توجد عروسة صينى بلاستيك .. وإن وجدت فعروسة حلاوة .. لا أثر للحصان الذى يمتطيه فارس يرتدى الزى العسكرى والكاب peaked cap شاهرا سيفه ورافعا علم بلاده أو علم الخلافة العثمانية الأحمر ذو الهلال والنجمة أو علم مصر أيام محمد على وهو أحمر وله هلال وثلاث نجوم ... المعتاد فى الحصان الحلاوة هو علم محمد على .. لكن أنا ابتكرتُ له أعلام مصر الناصرية (بألوانه الثلاثة والنجمتان الخضراوان ، وهو علم سوريا حاليا) ، أو حتى علم مصر حاليا ذو النسر الذهبى .. وجعلته يرفع أيضا علم فلسطين .. ويمكنكم جعله يرفع أى علم تشاؤون .. ووضعته فى علبة خشبية صنعتها على مقاسه تشبه سلة البيض .. وحبذا لو تم الحفاظ على قالب صنع الحصان الحلاوة .. وصنعه ليس فقط من السكر كما هو متبع ومعتاد .. بل يمكن تصنيعه من البلاستيك أيضا .. ومن المعادن كالحديد أو النحاس أو الفضة أو الذهب .. للحفاظ على هذا التراث الحضارى النادر الآن والمهدد بالضياع والنسيان .. إنه الحصان الذى أراه فى سير أبو زيد الهلالى وذات الهمة وعلى الزيبق والظاهر بيبرس وغيرها من السير الشعبية
واسمحوا لى أن أضع مقالتين فى غاية الأهمية عن الحصان الحلاوة :
اهتمام بالعروسة وغياب الحصان
حلوى المولد.. إقبال على الشراء رغم ارتفاع الأسعار
* علبة ب525 جنيها
* نصف كيلو للأولاد
شراء حلوى المولد بكمية أقل لارتفاع الأسعار
تحقيق: إيمان أنور
ارتفاع أسعار السكر والمكسرات أثر على سوق "حلوى المولد" التي اعتاد المصريون تناولها في إطار الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وهي عادة أدخلها الفاطميون إلى مصر وتطورت بصناعة العروسة بمروحتها للبنت والحصان والفارس للولد - وكلاهما من الحلوى - ليلعب بهما الأطفال ثم يأكلونها، إلا أن العروسة والحصان "الحلاوة" اختفيا في الأعوام الأخيرة وحل مكانهما أشكال بلاستيكية براقة.
بائعون ومشترون قالوا - لموقع "أخبار مصر" http://www.egynews.net - إن الأسعار مرتفعة بما يدفع إلى تقليل الكمية دون الحرمان من شراء حلوى المولد، كما أشاروا إلى استمرار الإقبال على شراء عروسة المولد (البلاستيك) خاصة كهدية من الخاطب لعروسه بينما غاب الحصان الذي فقد الإقبال عليه منذ سنوات.
علبة ب525 جنيها
ارتفاع أسعار الحلوى نتيجة لارتفاع أسعار السكر والمكسرات
أبو رحاب مهتدي - مدير فرع متجر شهير للحلويات - قال إن حلوى المولد تلقى إقبالا من المشترين كل عام لارتباط المصريين بها وحبهم لها كبارا وصغارا.
وأضاف أن الإقبال مرتفع على شراء عروسة المولد التي اعتاد الخاطبون والأزواج إهداءها لخطيباتهم أو زوجاتهم وبناتهم، وكذلك شراء الحصان لأبنائهم، مشيرا إلى أن بعض المشترين عندما لا يجدون العروسة لا يقومون بشراء الحلوى.
وأقر مهتدي بأن الأسعار في 2010 أعلى بكثير من 2009، وأرجع ذلك إلى ارتفاع سعر السكر والمكسرات، ضاربا المثل بارتفاع سعر كيلو الفستق بنحو 40 جنيها.
وقال إنه يبيع حلوى المولد بأسعار تبدأ من 13 جنيها للكيلو، وهناك علب تزن 3 كيلو بسعر 63 جنيها للعلبة، مشيرا إلى اختلاف الأسعار وفقا للأصناف حسب رغبة "الزبون".
من جانبه، قال محمود - بائع بمتجر حلوى شهير - إن الإقبال مرتفع على شراء حلوى المولد، مؤكدا أنه يبيع بنفس أسعار 2009.
وأضاف "نبيع العلبة 2 كيلو ب110 جنيهات، كما قدمنا عرضا جديدا عبارة عن صندوق كبير على شكل علبة مجوهرات كبيرة ب525 جنيها والذى لاقى إقبالا كبيرا من المشترين، هذا غير عروسة المولد والتي لا يزال عليها الطلب في السوق على عكس الحصان الذي لا يطلبه أحد".
أما رضا- تعمل بمركز تجاري كبير للسلع الغذائية - قالت "بدأنا في البيع بشكل جيد، ولكننا كنا نبيع بأسعار 2009، فتوقفنا حتى نضع أسعار 2010 على الحلوى"، مشيرة إلى أن الأسعار تبدأ من 10 جنيهات إلى 30 جنيها للكيلو.
وأضافت أن ارتفاع الأسعار لم يشمل كل أنواع الحلوى ولكن بعضها فقط "مثل البندقية التي كانت ب61 جنيها للكيلو وأصبحت ب69 جنيها، واللوزية التي كانت القطعة ب6.60 جنيه وأصبحت ب8.60 جنيه، بالإضافة إلى الملبن المحشو والفستقية التي ارتفعت بشدة".
بينما قال كمال الضو - مدير متجر شهير - "توقفنا عن إنتاج عروسة المولد والحصان منذ مدة طويلة لعدم وجود طلب عليها".
وأضاف أنه "من الطبيعي أن ترتفع الأسعار في 2010 بسبب ارتفاع سعر السكر الذي رفع أسعار الحلوى بنسبة تتراوح ما بين 30% إلى 35%، فعلى سبيل المثال الكيلو المشكل يباع ب19.50 جنيه في 2010 وكان ب12 جنيه فقط في 2009، والعلبة (2 كيلو) تباع ب40 جنيها والعلبة (3 كيلو) تباع ب58 جنيها والعلبة الفاخرة (VIP) ب80 جنيها".
وقال ياسر- بائع بمتجر للحلوى - إن الأسعار لم ترتفع إلا قليلا، والإقبال على الشراء مرتفع. وأوضح أن المشترين يقبلون على شراء عروسة المولد قبل المولد النبوي بنحو يومين، أما الحلوى فيتم شراؤها مبكرا.
وأضاف أنه "لا يوجد سعر محدد للكيلو، وأبيع حسب اختيار الزبون لأصناف الحلوى"، مشيرا إلى ابتكار أشكال جديدة للعروسة لجذب المشترين.
نصف كيلو للأولاد
إقبال على عروسة المولد وغياب الحصان
ومن المشترين، قال رفعت أبو العلا "اشتريت عروسة المولد لزوجتي لأن ذلك سوف يبهجها، حيث اعتدت على شرائها كل فترة، أما حلاوة المولد فلا أحرص على شرائها بانتظام في كل عام".
وقالت أسماء جمال إن "حلاوة المولد تدخل علينا البهجة لارتباطها بالاحتفال بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد تجولت في عدة متاجر لألقي نظرة على الأسعار قبل الشراء، ومهما ارتفعت الأسعار فسوف أقوم بالشراء فهي مناسبة لا تأتي إلا مرة كل عام".
وقال ناصر "اعتدت على الشراء كل عام، ولكن نظرا لارتفاع الأسعار فسوف أشتري نصف كيلو فقط كي أسعد الأولاد".
أما عبد الرحمن محمد فيرى أن اقتراب موسم حلوى المولد من أهم أسباب ارتفاع سعر السكر بسبب سحب المصانع لكميات كبيرة من السكر من السوق، مشيرا إلى حرصه على شراء الحلوى سنويا مع عدم اهتمامه بشراء العروسة والحصان.
وقالت إيمان - ربة منزل - إن "الأسعار مرتفعة ولذلك فلن أشتري إلا القليل فقط للأولاد". وأضافت أنها تحب العروسة كثيرا ولها العديد من الذكريات معها أثناء مرحلة الطفولة، عندما كانت تعدها والدتها بالمنزل وبعد أن تلعب بها تأكلها، ولكنها لا تقبل على شرائها في الوقت الحالي.
كما قالت منى- ربة منزل - "عندما ترتفع الأسعار أقلل الكمية التي أشتريها فقط ولا أمنع نفسي من حلوى المولد". وأضافت أنه "لا يوجد عندي أطفال كي أشترى لهم العروسة والحصان".
العروسة والحصان والمركب "الحلاوة" انقرضت وأصبحت من التراث لكن يبدو أن حلوى المولد لن تكون كذلك حيث يحرص المصريون على شرائها وعدم حرمان أولادهم منها حتى لو ارتفعت أسعارها.
****
حكاية العروسة والحصان الحلاوة
ظهرت عروس المولد الحلاوة لأول مرة في مصر في العهد الفاطمي وكانت تضع في دار الفطرة بالإضافة إلى ظهور الحصان الحلاوة الذي يمتطيه فارسا يقول إبراهيم العنان المؤرخ المصري إن العروسة الحلاوة يرجع سببها إلى أن الحاكم بأمر الله الفاطمي كان قد حرم علي الأهالي إقامة الزينات الخاصة بالزواج إلا في مناسبة مولد النبي صلي الله عليه وسلم لذلك كان أهل العروسين يتفننون بعمل الحلوى وتشكيلها علي شكل عروس تيمنا بالزواج المرتقب وتقوم عائلة العريس بإهداء العروس عروسة كبيرة مزينة بالكرانيش الزاهية.. أما الحصان الحلاوة فهو تجسيد للخليفة الممتطي فرسه في الأعياد تعبيرا عن البطولات العربية لما لها من تأثير في الوجدان المصري
*****
حلاوة زمان.. عروسة وحصان!
الأربعاء، 24 فبراير 2010
محمد الدسوقى رشدى - تصوير : ماهر اسكندر
الفرحة لدى أهل مصر المحروسة مرتبطة بالسكر، يكاد يكون هو جزءا منها وتكاد تكون هى جزءا منه مع الوضع فى الاعتبار أن الفرحة دائما ما تأتى بالسكر، ولكن السكر ليس شرطا أن يأتى هو بالفرحة، ولكنها تبقى حالة فريدة من الالتحام والالتصاق والترابط ساهمت العادات المصرية فى خلقها وصناعتها ودوامها، تسمع صوت الزغرودة منها فتذهب إلى حيث المصدر لتجد ما يكفى فمك من السكر بأشكاله وتنويعاته المختلفة.. فى مصر لا يوجد فرح من غير جاتوهات مسكرة، ولا يوجد عيد ميلاد من غير تورتة، ولا توجد زيارة سعيدة من غير طبق حلويات مشكل، ولا توجد نجاة من حادث أليم بدون علبة شيكولاتة.
فى مصر كل الأحداث المبهجة يمكن التعبير عنها بالسكر ومشتقاته المختلفة حتى لو اقتصر الأمر على كرملاية بخمسة قروش.. الأهم أن تتم تحلية الفم بعد أن حصلت الروح على حلاوتها من الحدث المفرح، وربما يفسر لك هذا المنطق سر خلو سرادقات العزاء من القهوة المظبوط والقهوة السكر زيادة.. فى الحزن والمأتم لا وجود للسكر الكل فى تلك الظروف الكارثية يشربها سادة.
السكر إذن هو وسيلة من وسائل المصريين للتعبير عن الفرحة بحدث ما لذلك فهو أحد الحاضرين بقوة فى احتفالات المولد النبوى.. وهل لدى أهل المحروسة مناسبة أكثر فرحا من الاحتفال بمولد سيد الخلق وخاتم المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام؟.. بالطبع لا، والدليل يكمن فى تلك التشكيلة غير المعقولة من الحلويات الخاصة فقط بالمولد النبوى.
أعلم أن الوهابيين هاجموا تلك الفكرة وبعضهم حرم الربط بين الحلاوة بأنواعها وبين الاحتفال بالمولد النبوى، وأعلم أن بعضهم اعتبر أن العروسة والحصان الحلاوة والسمسمية والحمصية وبقية قائمة حلاوة المولد النبوى بدعة تأخذ من يحتفل بها إلى حيث توجد أبواب جهنم، وأعلم أن العديد من الوهابيين اعتبروا مسألة حلاوة المولد جزءا من نظرية المؤامرة ضد الدين الإسلامى ونبيه الكريم لدرجة أن بعضهم أكد أن تحويل الاحتفال بالنبى الكريم إلى موسم لأكل الحلاوة كما يسميه البسطاء فى مصر أمر فيه إهانة لنبى الإسلام، وأعلم أنك قرأت مثلى العديد من الفتاوى التى تحرم الاحتفالات بالمولد النبوى لأن أسبابها حصلت فى عهد السلف ولم يحتفلوا بها، ولو كان فى ذلك خير لسبقونا إليه.
ولكن هل يمكنك أن تنحى كل ذلك جانبا لأن الله وحده أعلم بما فى القلوب؟، هل يمكنك أن تضع كلام هؤلاء الذين يستكثرون على الناس فرحتهم على أى رف لأن نوايا البسطاء من الناس خالصة لوجه الله ونبيه أكثر من هؤلاء المتشدقين بالعلم؟.. أعتقد أنه يمكنك أن تفعل ذلك ببساطة لأنك لم تضبط نفسك يوما ما غافلا عن الصلاة على النبى عليه أفضل الصلاة والسلام بسبب الحمصية أو السمسمية، ولأنك لم تضبط نفسك غافلا عن ذكر عظمة ميلاد خاتم المرسلين وأنت تشترى لولدك حصان حلاوة يعلوه فارس معتز بسيفه يذكرك ويذكر ابنك بزمن أخلاق وشهامة الفرسان، ويعيد عليك القصص والحواديت عن أولئك الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل انتشار هذا الدين سواء كانوا فرسانا فوق خيولهم أو دعاة ملأوا الدنيا محبة وسماحة واحتراما.
لا تتوقف أمام تلك الفتاوى المزعجة لأن المفتى الذى يتخيل أن حتة حمصية أو سمسمية أو عروسة حلاوة قد تجعل المؤمن يغفل عن ذكر نبيه والاحتفال بميلاده لا يستحق أن تتأمل فتواه، والشيخ الذى يرى أن ذهاب الأب لزيارة أولاده وبناته بعلبة حلاوة أو «الموسم» كما هو متعارف عليه شعبيا يرتكب بدعة ستأخذه إلى النار لا يمكن أن يكون فهم روح الإسلام.
حلاوة المولد إذن.. ليست كما صورها الوهابيون (السلفيون) طفاسة بطن أو تراث فساد، فهى جزء من سلوك حياة شعب يحب الفرحة ويعشق الاحتفال بكل ما هو محبب إلى قلبه، فربط كما هى عادته بين المولد النبوى والاحتفالات التى تتوجها الحلوى منذ أول احتفال أقيم فى عهد الدولة الفاطمية عام 973ه.
تأتى بداية شهر ربيع الأول من كل عام لتنتشر السرادقات حول المساجد الكبرى وتحديدا مساجد أولياء الله والصالحين، ليتوافد عليها محبو النبى وآل بيته من كل مكان ليغرقوا فى بحور الذكر والإنشاد ويغرق بجوارهم الصغار فى بحور بائعى الحلوى والألعاب البسيطة.. وبالتزامن مع ذلك تنتشر فى ربوع مصر خيم بيع الحلوى، وتتصدر حلاوة المولد واجهات المحلات الكبرى والصغرى ويصبح فى متناول كل فقير أو مسكين أن يحصل على حقه من السكر الذى يعوضه شهور الحرمان التى عاشها بسبب إيده القصيرة وجيوبه الخالية وأسعار السكر الجنونية.
الجميل فى حلاوة المولد أنها ليست مجرد قطع مسكرة يحصل الجوعان منها على ما يسد جوعه أو يحلى فمه، هى أجزاء من تاريخ وقيم أراد من ابتكرها وصنعها وطورها أن تصل للناس.. انظر لفكرة الحصان الحلاوة وسوف تكتشف ما أقصد هنا بالضبط.. ذلك الجواد العربى الأصيل الذى يمتطيه فارس لا يدخل سيفه غمده أبدا مهما اختلف المصنع الذى أنتج الحصان ومهما اختلفت بعض تفاصيل الصنعة ومهما تنوعت جودة السكر والألوان التى صنع منها الحصان الحلاوة وفارسه، لم يظهر هذا الحصان الحلاوة بمفرده مجرد حصان وخلاص، ولم يظهر الحصان الحلاوة وعلى ظهره فارس بدون سيف.. دائما كان الحصان فى وضع الاستعداد والجرى ودائما كان الفارس شاهرا سيفه وكأنهما فى أرض معركة حربية.. أمر هذا الحصان وهذا الفارس اللذين يحولهما الأطفال بعد فترة إلى طبق مهلبية أحمر اللون أو يأكلونهما بعد جولات وجولات من اللعب لا يمكن أن يقف أبدا عند حدود السكر أو اللعبة، بل هو رسالة تمتلئ بالقيم والمبادئ، أراد صانعو هذا الحصان الحلاوة أن يغرسوها فى نفوس أبنائنا، وكأنهم يذكرونهم بقيمة الفارس العربى وحلاوة شهامته وأخلاقه وشجاعته، كان الحصان الحلاوة الذى بدأ يتلاشى من حياة أطفالنا الآن تعبيرا عن البطولات العربية الشريفة وزمن النخوة والكرامة قبل أن يكون مجرد لعبة يفرح بها الأطفال، وربما لا أكون مزايدا أو مبالغا إن قمت بالربط بين هذا الاختفاء التدريجى للحصان الحلاوة من حياتنا واختفاء أخلاق الفرسان ومعانى الشهامة والرجولة من مجتمعنا، لا مبالغة فى ذلك إن كنا نؤمن أن الرجال والشجعان تصنعهم ألعاب الطفولة قبل أن تصنعهم سنوات الرجولة.. تصنعهم تلك الإشارات البسيطة التى يتلقونها فى سنوات عمرهم الأولى، وربما يفسر لك هذا المعنى حال الأجيال الحالية التى لم تسمع فى صغرها سوى نانسي عجرم وشعبولا وسعد الصغير وأغنية حجرين ع الشيشة ولم تلعب فى طفولتها سوى بباربى ورشاشات رامبو وأسلحة الجيش الأمريكى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.