لا يمكن أن نفسر بأي حال من الأحوال ما يفعله البعض ممن نطلق عليهم الساسة والمفكرين وأنصاف المثقفين ببلدهم إلا نوع من المهاترات والمزايدات التي يحاول فيها بعضهم أن يوجد له دوراً علي الساحة والغريب أنهم مازالوا يخلقون لأنفسهم قضايا خلافية ويثيرون حولهم الجدل كجدل أهل بيزنطة الذي استمر حتي احتلت بلادهم. ففي الوقت الذي يعاني فيه المجتمع من حملات متدفقة تحاول النيل منه تثيرها وسائل إعلامية مغرضة ومشبوهة ممولة خصيصاً للإضرار بشعب مصر وزعزعة أمنها واستقرارها.. وفي الوقت الذي يحاول الرئيس عبدالفتاح السيسي تضميد الجراح وبذل أقصي ما في وسعه للنهوض بالوطن اقتصادياً وأمنياً ويحاول استرجاع مكانة مصر بين الدول. وفي الوقت الذي نتطلع فيه لمحاربة الإرهاب الذي يحاصرنا من كل جانب. يخرج علينا بعض الموتورين من كل ناحية من أبناء الوطن منهم من يطعن في السنة وآخر يشكك في القرآن وثالث في ثوابت الدين وما اتفق عليه الجماعة. في محاولة منهم لشغلنا بقضايا هامشية. لا تسمن ولا تغني من جوع بحجة حرية الفكر والإبداع. لكن أن يخرج علينا قامة مثل الدكتور جابر عصفور - وزير الثقافة بآرائه الشخصية التي يراها البعض شاذة ويحاول إثارتها من جديد رغم أنها قتلت بحثاً وإثارة. فمنذ أن تقلد كرسي الثقافة لا يكاد يهدأ عن إثارة رؤاه الشخصية. فتارة يجدد جدله حول الأزهر والأزاهرة. ومرة يطالب بإلغاء الرقابة علي المصنفات الفنية وأخري يثير فيها ضجة حول حرية الفكر والفن بدون ضوابط. وآخرها تجسيد الأنبياء في الأفلام والمسلسلات. ونسي أو تناسي "العصفور" أنه في بلد مسلم وتحت قيادة رئيس مسلم في مجتمع مسلم. كنا نتمني من د. عصفور أن يعمل جنباً إلي جنب مع رئيس حكومته الذي لا يهدأ ليل نهار بدلاً من إثارة الفتن والقلائل بين أبناء المجتمع خاصة ونحن نعيش فترة من أصعب الفترات التي اختلط فيها الحابل بالنابل خاصة بين البسطاء. وياليت الدكتور عصفور. يجنب أفكاره ورؤاه الشخصية ويفَعَّل دور وزارة الثقافة وإيقاظ الوعي وتثقيف الشباب وإبعادهم عن التطرف والإرهاب ويكون يداً واحدة مع وزارات الأوقاف والشباب والتعليم ويكثف من قوافله الثقافية التي يمكن أن تجوب كل قصور الثقافة ويشارك فيها علماء الأزهر والأوقاف.. اللهم إلا إذا كان الوزير المثقف غير معترف بالأزهر ورجاله فهذا أمر آخر..!! أرجوك يادكتور عصفور - كفي إثارة لمثل هذه القضايا التي تساعد علي إشعال نار الفتن من جديد واشغل نفسك بأشياء أخري بدلاً من تمثيل الأنبياء والصحابة. * * * وختاماً: قال الله تعالي: "كلا بل ران علي قلوبهم ما كانوا يكسبون". صدق الله العظيم