يستعد المسلمون لاستقبال ضيف عزيز رمز التضحية والفداء الذي تعد الأمة في حاجة شديدة إليه ألا وهو عيد الأضحي المبارك الذي تعد "الأضحية" أهم مظاهره الدينية. يجهل الكثيرون الحكمة العملية والحياتية من الأضحية رغم أنهم يحرصون علي معرفة أحكامها ومواصفاتها الشرعية من كونها ذبح بعد أداء صلاة العيد وطوال أيام التشريق لقول النبي صلي الله عليه وسلم: "كل أيام التشريق ذبح". هل فكر أحدنا وهو يذبح كم من المسلمين يذبح يومياً ليس علي يد أعداء الإسلام من اليهود الصهاينة ومن ولاهم وإنما علي أمثالهم من المسلمين الداعشيين وغيرهم بعد أن أصبحت دماؤهم أرخص من دماء الحيوانات التي لها منظمات تدافع عنها في حين لا يجد المسلمون من يدافع عنهم. من المؤسف أننا نمثل ما بين ربع وثلث سكان المعمورة ومع هذا فنحن أمة بلا وزن بعد أن أصبحنا ممن قال فيهم رسول الله صلي الله عليه وسلم: "توشك الأمم أن تداعي عليكم كما تداعي الأكلة إلي قصعتها فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت". لاشك أن عيد الأضحي يعد فرصة ذهبية للتضحية بالشهوات والملذات الحرام التي أبعدتنا عن ربنا وجعلت الدنيا في قلوبنا وليس أيدينا فكانت النتيجة أننا أصبحنا عبيداً لها بلا كرامة أو عزة مع أن النبي صلي الله عليه وسلم حذرنا من ذلك فقال: "من كانت الدنيا همه. فرق الله عليه أمره. وجعل فقره بين عينيه. ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له. ومن كانت الآخرة نيته. جمع الله له أمره. وجعل غناه في قلبه. وأتته الدنيا وهي راغمة". أليس العيد فرصة للتضحية من أجل الدين والوطن الذين لا عزة لنا إلا بهما. وأن نضحي بالأنا المرضية التي أصابت الكثير منا حتي أنه أصبح يفضل تلقائياً مصلحته علي مصلحة وطنه وأمته بل ودينه. هل تذكر كل مضح أنه يجب عليه شرعاً أن يضحي بخصومته مع ذوي رحمه وجيرانه وزملائه بل وكل أفراد المجتمع وأن يتحلي بمكارم الأخلاق. كلمات باقية: يقول الله تعالي: "وسارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ہ الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين" الآيتان 133 - 134 سورة آل عمران.