هو ثوبان بن بجدد من أهل السراة وهي مكان بين مكة واليمن وقيل إنه سبي فاشتراه رسول الله فأعتقه وقال له: إن شئت أن تلحق بمن أنت منهم وإن شئت أن تكون من أهل البيت فثبت علي ولاء رسول الله ولازمه في كل خطواته إلي أن توفي رسول الله صلي الله عليه وسلم. عرف ثوبان بالتعفف والاستغناء عن الناس, فقد روي أبو داود بسنده عن ثوبان قال: قال رسول الله: من يتكفل لي أن لايسأل الناس وأتكفل له بالجنة؟ فقال ثوبان: أنا فكان لا يسأل أحدا شيئا حتي قيل كان ثوبان يقع سوطه وهو راكب فلا يقول لأحد ناولنيه حتي ينزل فيتناوله. ونقل ثوبان بعض الأحاديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم منها قوله: قال رسول الله: يوشك الأمم أن تداعي عليكم كما تداعي الأكلة إلي قصعتها, فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ قال: بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن. فقال قائل: يارسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت. وبعد وفاة النبي صلي الله وسلم خرج ثوبان رضي الله عنه إلي الشام ونزل بمكان اسمه الرملة ثم انتقل إلي حمص وتوفي بها سنة أربعة وخمسين من الهجرة.