ما اجمل القلوب واطهرها حينما تتخفف من أثقال الدنيا وأحمالها محلقة في سماء الطاعة والرضوان ,وما أرق الارواح حين تقتبس من أنوار الكعبة المشرفة قبسات وقبسات.. فهنيئا لوفد الرحمن الذين كتب الله لهم حج بيته الحرام هذا العام وها هم يقتبسون من أنوار الكعبة ويشربون من ماء زمزم المطهرة وهم الان يستعدون لاداء الركن الاعظم من الفريضة وهو الوقوف بعرفة ..بعد ان تركوا الدنيا وراء ظهورهم وقد فارقوا الاهل والاحباب والاوطان وهجرو الشهوات والملذات متوجهين الي اعظم بقعة من بقاع الارض عازمين علي اداء الفريضة بعيدا عن الرياء والشهرة فهنيئا لمن خاغوا زينتهم في استعداد للقاء الله عز وجل. * هنيئا لوفد الرحمن وهم في حرم الله الامن ,وليتذكروا ان بطوافهم تشبيها بالملائكة المقربين من حول العرش وهم يطوفون بقلوبهم قبل اجسادهم. * هنيئا لكم يا وفد الرحمن وضيوفه الكرام بعد استلامكم الحجر الاسود الذي هو يمين الله في الارض يصافح بها خلقه وقد صافحهم وان الحجر ليشهد عليكم يوم القيامة. * هنيئا لكم بعد ان تعلقتم باستار الكعبة والتصقتم بالملتزم ونيتكم طلب القرب حبا وشوقا ورجاء للتحصن من النار والالحاح في طلب الرحمة والمغفرة. * هنيئا لكم وانتم ترون ازدحام الخلائق وارتفاع الاصوات واختلاف الغات كاجتماع الامم مع الانبياء واقتفاء كل امة بنبيها طمعا في شفاعتة. * هنيئا لكم يامن قصدتم برمي الجمرات الانقياد للامر واظهار الغبودية لله تعالي وكانك ترمي بالحجر وجه الشيطان وتقسم ظهره بامتثالك لامر الله تعالي. * هنيئا لك ايها الحاج بذبحك للهدي وانت تعلم انه تقرب الي الله وطمع في ان يعتقك من النار. * هنيئا لكم بزيارة مدينة رسول الله صلي الله عليه وسلم وفيها تربته وبقيعها قبور الصحابة والمهاجرين والانصار ** اما انا وانت اخي الحبيب وقد حبسنا العذر وفقدان الزاد والراحلة فهيا بنا نسابق الحجيج بارواحنا وقلوبنا وهممنا ونجدد العزم مع الله والنية الصادقة في التصالح مع الله والعودة اليه والعمل بما يرضيه والبعد عما يغضبه من حسد وغل ورياء ونفاق وان نخلع مع الحجيج ثياب الغش والمعصية ونلبس ثياب التقوي وطاعة الرحمن. * * * ** وختاما : قال رسول الله - صلي اله عليه وسلم - "ان الله تعالي يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة فيقول :انظروا الي عبادي أتوني شعثا غبرا". صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم رواه احمد وصححه الالباني