رغم أننا لا نملك احصائية رسمية بذلك. إلا أن الشواهد والظواهر تؤكد أن من يقبل علي الحج كل عام بشكل كبير هم فئة كبار السن وأن نادرا ما تجد شباباً صغار السن أو حديثي الزواج مثلا يقبلون علي الحج. النبي عليه الصلاة والسلام يدعو كل مسلم قادر علي الحج للمسارعة بأداء الفرض لإبراء الذمة. وأداء الواجب. ونفي المساءلة.. وذلك في حديث مسند أحمد عن ابن عباس قال عليه الصلاة والسلام: "تعجلوا الحج "يعني الفريضة"فان أحدكم لا يدري ما يعرض له". بداية نشير إلي أن هذه الظاهرة قد تكون مقتصرة علي مصر فقط وبعض البلاد العربية لكنها ليست ظاهرة عالمية. فالشباب الذي يعمل في الدول العربية خاصة السعودية والدول المجاورة لها نجده يقبل علي الفريضة ويعتبر وجوده في هذه الدول فرصة لإتمام الفريضة والفوز بها. في الدول الغربية حيث يقبل الشباب الغربي علي الدخول في الاسلام نجده حريصا كل الحرص علي أداء الفريضة حتي يتم دينه. وفي احصائية حديثة من استراليا نجد أن هناك 4000 استرالي مسلم من مليوني مسلم من انحاء العالم يحجون في مكة مع بداية موسم الحج. والملاحظ زيادة كبيرة في عدد الحجاج الاستراليين صغار السن كما قال المحامي الياس عطية البالغ من العمر 26 عاماً "انها المرة الأولي التي يحج فيها إلي مكه وسوف تكون اهم رحلة روحانية في حياته ويشك انه سوف يقوم بمثل هذه الرحلة مرة ثانية في حياته.. لذلك فهو يريد أن يتسامح ويتصالح مع اي شخص كان قد اخطأ في حقه والحج هو فرصة للتركيز علي الأولويات". ويقول الشيخ يحيي الصافي من أئمة المجلس الوطني الاسترالي.. اننا نري اليوم الشباب يذهبون للحج وفي الماضي كنا نري كبار السن فقط. أما في مصر فنلاحظ عدم اقبال الشباب علي تأدية الفريضة. وحتي حج القرعة نجد ان أغلب المتقدمين له من كبار السن والاعمار الوسطية ونادرا ما نجد الشباب يتقدم إليها.. والسؤال لماذا؟ يقول هلال الشرقاوي 26 عاماً. المشكلة مادية في المقام الاول. فالشباب المصري متدين بطبعه ويهمه اداء الفريضة. لكن من أين له هذا وتكليف الحج باهظة الثمن. والشباب يبحث أولا عن وظيفة وان وجدها فهي بالكاد تكفيه ولا يتوفر منها ما يكفي لعمل أي شئ فما بالك بالحج؟ وتقول شقيقته مني. الحج في مرحلة الشباب افضل بكثير من الكبر والاستمتاع بأداء الفريضة يكون أكثر لأن الشباب قوة وحيوية. وياحبذا لو تمكن زوجان في مستهل زواجهما ان يذهبا لاداء الفريضة ستكون رحلة العمر بالنسبة لهما. ولكنها احلام فالشباب لا يقدر ابدا علي اداء الفريضة بتكاليفها المرتفعة جدا. ويقول هشام السماك موظف. المشكلة إن الشباب عنده أولويات بسبب ظروف الحياة فهو بعد التخرج عليه أن يظل سنوات ليبحث عن وظيفة وعندما يجدها يكون مرتبه محدودا وتكون الخطوة التالية هي الزواج وبعد الزواج يأتي الاولاد وتزداد الاعباء ثم مصاريف الدراسة وهكذا يدخل في دوامة الحياة وقد لا يستطيع اداء الفريضة اصلا لا شابا ولا كبيرا. وياريت رجال الاعمال والقادرين بدلا من تكرار الحج يتبرعوا لغيرهم بالحج. حسن الختام يقول الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق في اعتقاد الناس والمعتمد زمان إن الإنسان يحج في أواخر حياته» لكي يختم حياته بحجة. وحتي لا يلوثها بعد ذلك بالذنوب. وهذا خطأ شائع لأن الانسان لا يدري متي ينتهي أجله. ولهذا فيجب عليه متي توفر له القدرة والاستطاعة المادية أن يبادر بأداء الفريضة خاصة في مرحلة الشباب لان الاستمتاع بالفريضة سيكون أكبر. واضاف يجب المبادرة بالحج فالعمر غير مضمون. وفي الحديث عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "من أراد الحج فليتعجل. فانه قد يمرض المريض. وتضل الضالة. وتعرض الحاجة" رواه أحمد وهو صحيح. ويري الدكتور عبدالفتاح ادريس الاستاذ بجامعة الازهر الشريف أن الاقتراض والاستدانة من أجل الحج جائزة ولا مانع أن يقوم الشباب بالاقتراض لاداء الفريضة واسقاطها عنهم وهذا سيكون أدعي لديهم بالالتزام والاستقامة طوال حياتهم باذن الله تعالي.