يقول الله تعالي: "وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل".. ويقول "ولا يجرمنكم شنئان قوم أن لا تعدلوا. اعدلوا هو أقرب للتقوي" كلمة العدل تكررت في القرآن الكريم مراراً ليحذرنا الله من الظلم وعاقبته الوخيمة فالظلم عقباه دائماً إلي الندم ولا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً. فعندما قامت ثورة 25 يناير التي سرعان ما دخلت غرفة الانعاش بعد ان انتكست هذه الثورة أطاحت بنظام كامل بما فيه. ولم يكن هذا النظام برجاله كله فاسداً. بل كان فيه البعض من الوطنيين الشرفاء الذين وضعوا في سلة واحدة مع المفسدين مما جعل الحابل يختلط بالنابل من أجل ذلك ولعدم وجود قائد منظم يقود هذه الثورة التي انفجر بركانها في وجه المجتمع كله سرعان ما تهاوت وركب فوقها من ركب لولا عناية الله التي ادركت مصر من الضياع. فلو قرأنا حركة التاريخ لوجدنا ان ثورة 52 التي قادها بحكمة واقتدار الرئيس جمال عبدالناصر نجدها قد استعانت ببعض رموز الحكم السابق ممن توسمت فيهم الوطنية وحب الوطن من أجل هذه المواقف من رجال الثورة نجحت ومازال نجاحها إلي اليوم. ولا نقول ان ثورة يناير فشلت أو نجحت ولكنها تعثرت ووقعت فريسة لمن استغلوا عدم خبرة الشعب فشوهوا سمعة جميع من كانوا في الحكم السابق ومنهم الشرفاء الذين ظلموا بدون ذنب الا انهم كانوا أركان الحكم السابق. وإذا استعرضنا بعضهم فهل نجد مثل أ.د/ مفيد شهاب والذين اعتبروه فلول هذا الرجل البطل الذي تكسرت تحت قدميه جميع محاولات العدو الاسرائيلي في قضية التحكيم لطابا.. لقد تصدي وفند بعبقريته القانونية وحبه لوطنه ومع ذلك وبسبب إعلام متلون اساءوا إليه ووصموه باتهامات سقطت كالزبد! ما لم يكن الجنزوري العبقري الذي اصلح وأنقذ اقتصاد مصر من أركان الحكم السابق ومع ذلك كان ولاؤه للوطن وتولي أمور البلاد في وقت فشل فيه غيره! ولم يختلف عليه اثنان من اخلاصه لوطنه لقد اصيبت ثورة يناير بعمي الألوان لانها كانت بدون قائد فلو كان لها قائد حكيم ما وضعت الشرفاء في نفس السلة التي جمعت الفاسدين.. لقد كان هناك رجال أعمال شرفاء يفتحون آلاف البيوت فحطمهم الإعلام المتلون فتسبب في اغلاق مصانع وشركات كانت يعمل فيها آلاف من العمال فأصبحوا شبه متسولين.. وكثير من الشرفاء لا نذكر اسماءهم تواروا حتي لا يصيبهم رذاذ الشائعات القاتلة مما كان له أثر بغيض علي اقتصاد البلاد. لنتعلم من ثورة 52 كيف نجحت وكيف استمرت حتي الآن ومازلنا نعيش فيها وتعيش فينا.. الظلم حرام وإذا قلتم فاعدلوا.. فالبشر زائل والوطن باق ما بقيت الدنيا واعطوا الشرفاء حقوقهم ووضعوهم في المكان اللائق فلن يضيع الحق بين الله والناس.