خالد أبو بكر: لو طلع قرار "العدل الدولية" ضد إسرائيل مين هينفذه؟    رقص ماجد المصري وتامر حسني في زفاف ريم سامي | فيديو    طبيب حالات حرجة: لا مانع من التبرع بالأعضاء مثل القرنية والكلية وفصوص الكبد    رابط مفعل.. خطوات التقديم لمسابقة ال18 ألف معلم الجديدة وآخر موعد للتسجيل    جيش الاحتلال يُقر بمقتل رقيب من لواء المظليين في معارك بقطاع غزة    زيلينسكي: الهجوم على خاركيف يعد بمثابة الموجة الأولى من الهجوم الروسي واسع النطاق    تفاصيل قصف إسرائيلي غير عادي على مخيم جنين: شهيد و8 مصابين    أكسيوس: محاثات أمريكية إيرانية غير مباشرة لتجنب التصعيد بالمنطقة    إنجاز تاريخي لكريستيانو رونالدو بالدوري السعودي    نصائح طارق يحيى للاعبي الزمالك وجوميز قبل مواجهة نهضة بركان    الأول منذ 8 أعوام.. نهائي مصري في بطولة العالم للإسكواش لمنافسات السيدات    مواعيد مباريات اليوم السبت والقنوات الناقلة، أبرزها الأهلي والترجي في النهائي الإفريقي    التشكيل المتوقع للأهلي أمام الترجي في نهائي أفريقيا    موعد مباراة الأهلي والترجي في نهائي دوري أبطال أفريقيا والقناة الناقلة    ننشر التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي قضاة مجلس الدولة    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء    حلاق الإسماعيلية: كاميرات المراقبة جابت لي حقي    تدخل لفض مشاجرة داخل «بلايستيشن».. مصرع طالب طعنًا ب«مطواه» في قنا    عاجل - سعر الدولار مباشر الآن The Dollar Price    أحمد السقا يرقص مع ريم سامي في حفل زفافها (فيديو)    مفتي الجمهورية: يمكن دفع أموال الزكاة لمشروع حياة كريمة.. وبند الاستحقاق متوفر    حماية المستهلك يشن حملات مكبرة على الأسواق والمحال التجارية والمخابز السياحية    مذكرة مراجعة كلمات اللغة الفرنسية للصف الثالث الثانوي نظام جديد 2024    بعد عرض الصلح من عصام صاصا.. أزهري يوضح رأي الدين في «الدية» وقيمتها (فيديو)    موعد إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 في محافظة البحيرة.. بدء التصحيح    عيار 21 يعود لسابق عهده.. أسعار الذهب اليوم السبت 18 مايو بالصاغة بعد الارتفاع الكبير    لبنان: غارة إسرائيلية تستهدف بلدة الخيام جنوبي البلاد    عمرو أديب عن الزعيم: «مجاش ولا هيجي زي عادل إمام»    سعر العنب والموز والفاكهة بالأسواق في مطلع الأسبوع السبت 18 مايو 2024    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    مصطفى الفقي يفتح النار على «تكوين»: «العناصر الموجودة ليس عليها إجماع» (فيديو)    هل مريضة الرفرفة الأذينية تستطيع الزواج؟ حسام موافي يجيب    مؤسس طب الحالات الحرجة: هجرة الأطباء للخارج أمر مقلق (فيديو)    تعرف على موعد اجازة عيد الاضحى المبارك 2024 وكم باقى على اول ايام العيد    نحو دوري أبطال أوروبا؟ فوت ميركاتو: موناكو وجالاتا سراي يستهدفان محمد عبد المنعم    طرق التخفيف من آلام الظهر الشديدة أثناء الحمل    ماسك يزيل اسم نطاق تويتر دوت كوم من ملفات تعريف تطبيق إكس ويحوله إلى إكس دوت كوم    أستاذ علم الاجتماع تطالب بغلق تطبيقات الألعاب المفتوحة    ب الأسماء.. التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي مجلس الدولة بعد إعلان نتيجة الانتخابات    البابا تواضروس يلتقي عددًا من طلبة وخريجي الجامعة الألمانية    «البوابة» تكشف قائمة العلماء الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل مؤخرًا    حظك اليوم برج العقرب السبت 18-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هاني شاكر يستعد لطرح أغنية "يا ويل حالي"    «اللي مفطرش عند الجحش ميبقاش وحش».. حكاية أقدم محل فول وطعمية في السيدة زينب    "الدنيا دمها تقيل من غيرك".. لبلبة تهنئ الزعيم في عيد ميلاده ال 84    إبراشية إرموبوليس بطنطا تحتفل بعيد القديس جيورجيوس    سعر اليورو اليوم مقابل الجنيه المصري في مختلف البنوك    دار الإفتاء توضح حكم الرقية بالقرأن الكريم    «الغرب وفلسطين والعالم».. مؤتمر دولي في إسطنبول    فيضانات تجتاح ولاية سارلاند الألمانية بعد هطول أمطار غزيرة    أكثر من 1300 جنيه تراجعا في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 18 مايو 2024    خبير اقتصادي: إعادة هيكلة الاقتصاد في 2016 لضمان وصول الدعم لمستحقيه    دراسة: استخدامك للهاتف أثناء القيادة يُشير إلى أنك قد تكون مريضًا نفسيًا (تفاصيل)    حدث بالفن| طلاق جوري بكر وحفل زفاف ريم سامي وفنانة تتعرض للتحرش    الأرصاد تكشف عن موعد انتهاء الموجة الحارة التي تضرب البلاد    انطلاق قوافل دعوية للواعظات بمساجد الإسماعيلية    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد 23 عاماً في المنفي د.كمال الهلباوي الإخوان أكثر من كسبوا من الثورة.. وخروجهم من ميدان التحرير خطأ
نشر في المساء يوم 27 - 07 - 2011

عندما وصل إلي مطار القاهرة منذ عدة أيام بعد غياب 23 عاماً عن مصر وقدم جواز سفره إلي السيدة الجالسة في مكتب الجوازات ضربت السيدة الاسم علي الكمبيوتر وعلي الفور تغيرت ملامح وجهها وكأن ثعبانا لدغها ورفعت سماعة التليفون بجوارها وقالت لمحدثها صدق أو لا تصدق.. أمامي كمال توفيق عبدالله الهلباوي.
نعم حوارنا هذا مع د.كمال الهلباوي المتحدث السابق باسم التنظيم العالمي للإخوان المسلمين في الغرب والرئيس المؤسس للرابطة الإسلامية في بريطانيا.. والمستشار بمركز الدراسات السياسية بالمملكة المتحدة من 94 حتي 97 والمستشار والمحاضر بمعهد الدراسات السياسية بباكستان من 88 حتي ..1994 ومستشار الهيئة العربية للتعليم بالسعودية من 82 حتي 87 ومنسق الاتصال ببيت الرفاة الإسلامي ببريطانيا من 8 حتي 81 وعضو مؤسس للندوة العالمية للشباب الإسلامي WAMT ثم مديراً نتفيذياً لهامن 73 حتي 1980 والمتخصص في الدراسات الاستراتيجية.. وصاحب عدة مؤلفات منها "السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.. والاستراتيجيات الدولية في القضية الأفغانية".
وإليكم نص الحوار:
مصر أحلي
* قلت: في البداية حمداً لله علي السلامة.. كيف وجدت مصر بعد غياب 23 عاماً في المنفي؟!
** قال: يا الله.. مصر أحلي بدون مبارك.. مصر لها طعم جميل لا يعد لها طعم آخر.. أحلي بدون الفساد والطغيان والديكتاتورية.. أحلي بالحرية والثورة والشباب.. هذا أمر غريب.. قدرات الشعب المصري تم تعطيلها 30 عاماً.. كان أمراً مهيناً لمصر.. ان امكاناتها وقدراتها عظيمة.. مصر التي قدمت للعالم عشرات العلماء والمبدعين أمثال د.فاروق الباز وأحمد زويل ومحمد البرادعي ومجدي يعقوب وعشرات الآلاف مثلهم الذين ظهروا نتيجة البيئة التي ساعدت هؤلاء علي النماء والظهور عالمياً.. هل استمعت إلي رواد الفضاءالأمريكيين الذين صعدوا للقمر لأول مرة وهم يقولون "كأن الباز سبقنا للقمر".. وجود هؤلاء العلماء أكبر شهادة لتعليم مصر وبيئة مصر قبل الفساد.. وهناك في بريطانيا حيث كنت أقيم سنوات المنفي هناك مئات الأطباء المصريين الذين لا يوجد لهم نظير.. تجدهم في كل التخصصات قلب عقم نساء صدر جراحة أعصاب أطفال.. كنت كلما تقع عيني علي طبيب منهم أقول لماذا مصر محرومة من هذه القدرات والقيادات.. لماذا لانستفيد منهم في تربية أجيال جديدة من الأطباء علي أحدث تقنيات العصر.. وقس علي ذلك كافة المجالات.. مصربدون مبارك أفضل.. مصر بدون مبارك ومن معه وبدون فساد أفضل.. لا أقصد الشخص أو الجسم.. إنما الفساد الذي أراد أن يعود بمصر إلي ملكية.. حكم جبري بدون احترام إرادة الشعب.. توريث للابن واستبداد يجعل الزوجة تتصرف في أمور الدولة وكأنها درست العلوم السياسية والاستراتيجية والإدارة ويطلقون عليها سيدة مصر الأولي.. كيف هذا ومن هي أن سيدة مصر الأولي في نظري هي الأم النموذجية التي ربت الأيتام وباعت الطماطم والفجل وحافظت علي شرفها وعاشت بأقل التكاليف تشرف علي تربية أبنائها وتعلمهم القيم والأخلاق والمباديء.. سيدة مصري الأولي هي الأستاذة الجامعية التي تعمل في البحث والدراسة لكي تمتلك مصرمفاتيح من القوة لا يعرفها مجتمع آخر.. سيدة مصر الأولي هي الفلاحة التي تقف بجانب زوجها تدفعه للإنتاج وزيادة الإنتاج وتشاركه العناء ليعيش هو والأسرة عيشة شريفة.. هي السيدة التي توقظ زوجها في الصباح ليذهب إلي عمله.. مصنعه.. متجره.. حقله وتدعو له وتقول له عايزينك تأكلنا إحنا والأولاد حلالا: هذه هي سيدة مصر الأولي.
وهنا اسمح لي أن أتوقف لأسأل لماذا لم تكن زوجة عبدالناصر أبوالثورة سيدة مصر الأولي.. للأسف هذه البدعة أطلقها البعض علي جيهان السادات وورثتها سوزان مبارك.. وبمناسبة جيهان السادات فقد قرأت في صحيفة القدس العربي خلال شهر مارس الماضي وأنا في لندن حوارا أجراه حسنين كروم مع المهندس حسب الله الكفراوي الذي قال نقلاً علي لسان جيهان السادات بشأن حسني مبارك إن السادات عندما كان يبحث عن نائب رئيس كان يبحث عن واحد حمار ليكون نائباً للرئيس.. هل تتخيل مستوي رئيس مصر سادات كامب ديفيد.. إنني أطالب بالحقيق في هذا الكلام.. هل يعقل أن يكون هذا تفكير رئيس يحب مصر ويفكر في مستقبلها.. ثم أليس اختيار "حمار" إهانة للقوات المسلحة وللتعليم ولشعب مصر وللمصريين وللعالم العربي أعود لما كنت اتحدث عنه السادات جعل جيهان سيدة مصر الأولي وتبعه في الأسلوب مبارك ومن العجب أن المرأتين من جذور تعود إلي ويلز في بريطانيا.. أليس هذا أمراً غريباً.. لقد كتب محمد عبدالحكم دياب في القدس العربي مقالاً لخص فيه مجموعة من المقالات عن مبارك منها أن أصهاره في ويلز تعجبوا عندما سمعوا أنه أصبح رئيساً لمصربعد مقتل السادات وقالوا "جورج" أصبح رئيساً لجمهورية مصر.. أمنيتي أن يعلم الشعب ماحدث حتي لا يتكرر الخطأ.. علينا أن نبحث في ملف من سيحكم مصر وعلي الجيش أن يتحري الأمر فيمن سيصبح القائد الأعلي للقوات المسلحة.. الجيش وطن وبه المئات والآلاف من القادة المحترمون.. كيف يقبلون اختيار قائد ونائب رئيس جمهورية يُقال عنه انه حمار.. يجب ان نبحث في الاصول وإعلان الحقيقة واذا كان الكلام تشويه سمعة يحاكم من قاله واذا كان صحيحاً علينا ان نبحث كيف وصل مبارك الي حكم مصر وذلك حتي لا يتكرر هذا الأمر وتلك الكارثة.
ناصر .. والاخوان
* اثناء معرض حديثك جاءت سيرة جمال عبدالناصر.. بالمناسبة ما هو تقييمك للزعيم الراحل وانا أعلم خلافه مع الاخوان المسلمين؟!
** للأمانة عبدالناصر رجل وطني احلامه وطموحاته كانت أكبر من قدراته لذا لم يحدث التوازن.. نعم له أخطاء فادحة مع الاخوان مثل المحاكمات ومحكمة الثورة وإعدام بعض القادة والأعضاء عامي 54 و66 ولكن لا أحد يستطيع التشكيك في وطنية جمال عبدالناصر.. كانت لديه قضية وطنية المصريون في عهد ناصر كانوا يحترمون اينما ذهبوا له امتداد في افريقيا ولكم يكن هناك حديث عن تعديل اتفاقات دول حوض النيل أو خلافه.. لم يترك عبدالناصر افريقيا.. كان يحمل قضية فلسطين علي دماغه ورأسه.. أما السادات فقد وضعها في الثلاجة وجاء حسني ليزيد الطين بلة وينزل بها اسفل السافلين ويخسف بها الأرض.. نعم اختلف الاخوان مع عبدالناصر في عدة أمور لكن لا يجب ان يكون ذلك مانعاً عند المقارنة.. الايجابيات والسلبيات.. في عهد عبدالناصر دخلنا حروباً وهزم الجيش نتيجة للفساد إنما لم يستسلم عبدالناصر.. مبارك كاد يمحي اسم سعد الدين الشاذلي صاحب الأعمال البطولية في حرب أكتوبر والذي تدرس استراتيجياته في الكليات العسكرية بالخارج.. أما نحن فقد علمنا القرآن "ولايجرمنكم شنئان قوم علي الا تعدلوا.. اعدلوا هو أقرب للتقوي".. القرآن الذي نزل ليبرئ ساحة يهودي اتهم بالسرقة فنزل القرآن الذي لا يرضي بالظلم ليقول ان المسلم هو اللص وانظر الي الآيات من 105 حتي 107 وهي التي تقول "انا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما اراك الله ولا تكن للخائنين خصيما واستغفر الله إن الله كان غفوراً رحيما ولا تجادل عن الذين يختانون انفسهم ان الله لا يحب من كان خوانا أثيما".. لذا فإن ناصر رغم الأخطاء التي ارتكبها بحق الاخوان فهو زعيم وطني كان يحب الخير لهذا البلد.. ولعلمك فإنني ساعات أجلس مع نفسي وأتخيل ماذا لو ان عبدالناصر تحمل الاخوان.. والاخوان تحملوا عبدالناصر وتعاون الاثنان.. الله أعلم ماذا كانت ستكون مصر.. كانت ستكون أعظم وأعظم.. للأسف استمع عبدالناصر الي تقارير المباحث العامة والمخابرات الفاسدة.. وافتعلوا حادث المنشية وصدقني فانا لم أحضر المحاكمات ولكن لي اصدقاء كانوا يعرفون الأمور جيداً ولقد قال لي الشيخ أحمد البيسي: "والله لو ان الاخوان كانوا يفكرون في قتل عبدالناصر لكانوا فعلوا لكن ذلك ليس نهجنا".
ولا تنسي ان الإمام حسن البنا تبرأ من الذين اشتركوا في عمليات قتل قبل الثورة مثل الخازندار والنقراشي وقال عن القتلة ليسوا اخوانا وليسوا مسلمين.
حكاية لندن والتنظيم العالمي
* عفواً لماذا كانت "لندن" مقراً لاقامتك في الخارج أو لنقل مكاناً للمنفي.. وما هي حكاية التنظيم العالمي للاخوان المسلمين وانت كنت المتحدث باسمه لفترة وهل صحيح ان هذا التنظيم سري ويقوم بتمويل عمليات في مصر والدول العربية؟!
** كنت في باكستان مع اسرتي حيث كنت اعمل مستشاراً ومحاضراً بمعهد الدراسات السياسية بباكستان وفوجئت بالنظام السابق الذي كان يلفق القضايا يدرج اسمي في قضيتي "العائدون من افغانستان".. و"العائدون من البانيا".. دون ان يكون لي اي علاقة فانا لم أحمل سلاحاً في يوم من الأيام ولم اسب مصر.. والله أعلم بالمصير الذي كان ينتظرني اذا عدت الي مصر بعد هذه القضايا خاصة في ضوء ما حدث للشهيد كمال السنانيري الذي تم قتله في السجن وخرجت مزاعم من وزارة الداخلية بأنه قتل نفسه ومن يعرف هذا الشخص لا يمكن ابداً الاقتناع بذلك.. ولو كنت اضمن محاكم عادلة لكنت عدت علي الفور.. لهذا جئت الي بريطانيا عام 1994 مع اسرتي حيث كان من اليسير ايجاد فرصة عمل لاجادتي اللغة الانجليزية وتوافر تأشيرة عمل لي بها حيث كنت أذهب لالقاء المحاضرات والتدريس وبالفعل عملت بمعهد العلوم السياسية لعدة أعوام بعدها اصبحت متحدثاً باسم جماعة الاخوان في الغرب وهذا المنصب تم استخدامه علي خلفية تعرض الاخوان لهجمة شرسة عام 95 والمحاكم العسكرية في مصر التي اسفرت عن سجن مهدي عاكف ود.عصام العريان ود.عبدالمنعم ابوالفتوح فكان لابد من وجود صوت في الغرب لعرض قضايا الجماعة.. وللعلم التنظيم الدولي للاخوان المسلمين نشأ كفكرة وكمشروع مستقبلي في ادبيات وتراث الإمام حسن البنا الذي اعتبر هذا المشروع خطوة وهدفاً من الاهداف نحو وحدة الأمة الإسلامية.. أما النشأة الفعلية علي أرض الواقع فتعود الي نهايات حقبة السبعينيات حيث كان قد مضي علي خروج قيادات الاخوان من السجون في مصر بضع سنوات وزادت القضايا العربية والإسلامية تعقيداً وتشابكاً وفي مقدمتها قضية فلسطين وما آلت إليه آخر أيام الرئيس الراحل أنور السادات وتفيد التوجهات الفكرية للنظام الحاكم في مصر مع بصيص من الحريات التي استفاد منها العمل الإسلامي والحركة الإسلامية علاوة علي اشتداد ساعد العمل الإسلامي في بلاد كثيرة خارج مصر وانتشار وقبول فكرة "العالمية" وكذلك توقع انقضاض بعض النظم في المنطقة علي الحركة فضلاً عن وجود مؤسسات إسلامية وجو ديمقراطي في الغرب مما يمكن ان يعين الحركة والدعوة.. وللعلم أيضا العضوية في التنظيم العالمي ليست تنظيمية مثل عضوية التنظيم في بلد مثل مصر أو الأردن أو غيرها لكنها عضوية تميل الي التمثيل النسبي بقصد التشاور والتنسيق والتعاون وتبادل الخبرات والآراء وتوحيد المواقف تجاه الاخطار والتحديات خاصة الخارجية منها مع الحرية القائمة لكل دولة عضو في ترتيب البيت من الداخل وهذا التنظيم ليس له أجندة ثابتة بل أجندته تنبع من واقع القضايا والتحديات التي تواجه الدعوة والانجازات والاخفاقات التي تقع في دائرة الدعوة والحركة وهي أجندة قد تبدو صغيرة ولكنها مفتوحة لتشمل كل قضية مهمة مستجدة فضلاً عن القضايا الدائمة مثل فلسطين.
أما حكاية تمويل هذا التنظيم فكل ما يقال عن وجود ميزانية ضخمة أو ان بنك التقوي أو شركات توظيف الأموال وراء تمويل هذا التنظيم خطأ ومحض افتراء لأن العمل قائم قبل وبعد ضرب شركات توظيف الأموال وبنك التقوي هذه واحدة أما الثانية فإن العمل يقوم علي دعامتين اساسيتين قبل المال هما الهمة ثم التضحية والتمويل يأتي من اشتراكات يسددها الاخوان شهرياً وهم للعلم لا يوجد بينهم عاطل واحد وهناك من يتبرع بجزء من ثرواته وممتلكاته لخدمة التنظيم والجماعة.. أما بخصوص سرية التنظيم العالمي للاخوان فكيف يكون سرياً وله بيانات علنية تعلن علي الناس جميعاً.
التفرغ
* لماذا تركت منصب المتحدث باسم التنظيم؟!!
** لأنني اردت التفرغ لأعمال فكرية وثقافية لا تبيح العمل التنظيمي والتنفيذي القيام بها فهناك حالات فكرية وثقافية تستدعي مني شخصياً ان أهب نفسي ووقتي ومالي للخدمة ضمن المشروع الإسلامي بينما لدينا الآلاف من الذين يستطيعون القيام بالعمل التنظيمي بالاضافة الي انني قمت بإنشاء جمعية للرعاية الاجتماعية لكبار السن فأنا أهتم بالعديد من المشاريع حتي لا يقال انني لاجئ سياسي لأنني لا أقبل ذلك ولا آخذ أموالاً من الدعوة بل نعطي لها.. ورغم ذلك فأنا مازلت عضواً بجماعة الإخوان وافخر بهذا.
الإخوان والثورة
* الاخوان استفادوا من الثورة ولكن مواقفهم بعد ذلك كانت محل انتقاد.. ما رأيكم؟
** في اعتقادي ان الاخوان أكثر من كسبوا من الثورة ويكفي انهم تحولوا من المحظورة الي المحظوظة أو المنصورة.. وشكلوا حزباً سياسياً كان يعد حلماً بل ولهم الآن أكثر من حزب ويكفي ان "الوسط" كان تحت نيران النظام السابق 15 عاماً لا يعرف الحصول علي حكم قضائي بخروجه الي النور.. اليوم يوجد الحرية والعدالة والوسط وأحزاب أخري في الطريق.. ولكن وأنا هنا اتحدث بصفتي عضواً فقط في الجماعة.. لا أتحدث باسمها ولا أنا قيادة فيها.. ولكن أقول ان الوفاء كان يقتضي ان يقف الاخوان بجانب الثورة حتي النهاية.. كان عليهم الذهاب كل جمعة الي التحرير والتضامن مع الثوار.. نعم انا ضد البلطجية والبلطجيين كلنا ضدهم.. لذا علينا ان نقف مع الثوار الحقيقيين ونتصدي للبلطجية والبلطجيين.. فأنا مدين لكل شهيد من الشهداء واسرهم ولكل جريح ولكل من وقف في ميدان التحرير أو مر منه رجلاً أو امرأة.. مسلم أو مسيحي.. ربنا يجزيهم عنا خيراً جميعاً فلولاهم لما كنت في مصر وما عشنا مناخ الحرية وما تخلصنا من الفساد.
المراجعة
* سيادتكم صاحب وجهة نظر في ضرورة مراجعة الاخوان لأنفسهم ماذا تعني؟!
** دعوت الاخوان ومازلت ادعو ان يرجعوا لأصول الدعوة واعني بذلك كتاب حسن البنا المرجع السياسي لنا في الاخوان بعد القرآن والسنة والصحابة وعلي الجميع الاحتكام الي مجموعة رسائل الإمام ومنها رسالة المؤتمر الخامس التي يبدأها بقوله كنت أود ان نظل دائماً نعمل ولا نتكلم وان نترك الاعمال تتحدث عن الاخوان وما تضمنته بعد ذلك من اقوال مثل تصحيح الخطوة الخاطئة.. يعرف الناس الاخوان علي حقيقتهم ودعوتهم بلا لبس أو غموض.. نستمع للنصيحة ونأخذ الصالح منها.. لم يقل الإمام البنا ان كل ما نقوله صحيح.. علينا الاستماع للنصيحة وتصحيح الاخطاء واستشراق المستقبل فالاخوان حركة كبيرة لها تاريخ عظيم مشرف وضحت كثيراً ولكن هذا لا يمنع من تشكيل فريق تقويم مستقل مثلنا يحدث في تقويم الامعات والمؤسسات فهذا هو السبيل الوحيد الي التطوير.. يجب ان تعهد الجماعة الي فريق منهم أو من خارجهم كما يقول الإمام أيضاً للتقويم والاستماع الي رأي الغير والنصيحة دون حساسية.
ولاية المرأة
* وما رأيك في ولاية المرأة التي ترفضها الجماعة؟!
** أنا أري كما كان يقول الشيخ الغزالي رحمه الله "إن امرأة مسلمة فقيهة قوية مثل تاتشر أفضل من عشرات من الحكام الضعفاء" قس علي ذلك السيدة نهي الزيني أو المرحومة زينب الغزالي".
ولاية غير المسلم
* وولاية غير المسلم لرئاسة الدولة؟!
** المادة الثانية من الدستور تنص علي ان دين الدولة الرسمي هو الإسلام وبماديء الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع وكما تقر الشريعة الإسلامية حق غير المسلمين في الاحتكام الي دياناتهم في أمور العقيدة والشعائر والأحوال الشخصية المتعلقة بالأسرة.. والدولة مسئولة عن حماية الدين وحراسته وتتمثل تلك الوظائف الدينية في رئيس الدولة ولا يستطيع رئيس الدولة غير المسلمة القيام بتلك الواجبات ولا مهمة قيادة دولة مسلمة طبقاً للشريعة الإسلامية ولذلك يعفي غير المسلم من مهمة القيام بواجبات شرعية قد تتعارض مع عقيدته وممارسته ومنها اتخاذ قرارات تتعلق باركان الإسلام أو حتي الجهاد بما في ذلك إعلان الحرب والسعي الي وحدة الأمة الإسلامية.. وبالمناسبة فهذا منصوص عليه في دساتير بعض الدول الديمقراطية المسيحية ومنها أمريكا وبريطانيا واليونان والسويد واسبانيا وغيرها. ومع ذلك فاذا اختار الشعب رئيساً مسيحياً فأنا معه مائة في المائة بل وهناك من المسيحيين الافاضل الذين كانوا لمصر أفضل الف مرة من مبارك المسلم والمشكلة ليست في هذا الأمر وانا قلت مراراً وتكراراً ان جورج اسحاق أو أمين اسكندر أو غيرهما أفضل الاف المرات عندي من مبارك وما شابههم.
* ما رأيك في اتهام البعض للاخوان وغيرهم من الجماعات الإسلامية بأنهم يريدون دولة دينية؟
** الدولة الإسلامية دولة مدنية وليست دولة دينية بأي حال من الأحوال.. ومفهوم الدولة الدينية الذي يثيره الغرب يرتبط بالكنيسة ووضع الكنيسة في الغرب ولا يرتبط بالمفاهيم والقيم الإسلامية ولا بالمسجد.
* بمناسبة الانتخابات البرلمانية والرئاسية .. هل انت مع الانتخابات أولاً أم الدستور أولاً وما هي المعايير المطلوب توافرها في المرشحين؟
** أنا مع إرادة الشعب والتي اعلنها في استفتاء مارس وهي الانتخابات البرلمانية أولاً وهذا لا يمنع من وضع مواد حاكمة للدستور تتضمن مباديء اساسية لا تتغير أبداً حتي لا يأتي ظالم مدني أو عسكري أو حزبي يلون مصر بلونه.. هذه المباديء لا تتغير في اي عهد وتلتزم بالحرية والعدالة والنظام السياسي والحريات والعدالة الإجتماعية ودين الدولة.. أما عن المعايير فأنا أتمني ان توضع مجموعة من المعايير لمن يرشح نفسه للبرلمان أو لرئاسة الجمهورية حتي ينتقل الاختيار من العصبية والعرقية والقرابة والصلة والنفوذ والجاه والمال الي القيم الجميلة فمصر تحتاج لهذا وهي متجهة الي اختيار إنسان شريف له تاريخ وماض عريق وأصالة وعنده عقل ويفكر ولو سألتني عن معيار واحد أقول ان المعيار الذي حدده سيدنا عمر بن الخطاب عندما طعن وسئل من تختار لخلافتك فقال جملة عظيمة لا أنساها ابداً قال: "ولو كان سالم مولي حذيفة حباً لوليته.. ولو سألني الله عز وجل يوم القيامة لماذا وليت سالماً لقلت ان سالم شديد الحب لله" هذا هو المعيار.. ثم حدد بعد ذلك ستة يختارون الخليفة وجعل ابنه عبدالله بن عمر مراقباً فلما طلب منه بعض الصحابة ان يكون لعبدالله فرصة في الاختيار قال كفي ان يسأل من آل الخطاب يوم القيامة واحد.. هذا هو الإسلام الذي لا يعرف توريث الحكم بل ان كل الأديان لا تعرف توريث الحكم بل منعت وراثة الأنبياء وهم المعصومون فما بالنا بالحكام والسلاطين والأمراء.. وبصفة عامة فإنني اقول للجميع ان الصوت أمانة ويشرف مصر انها ستشهد بعد استفتاء مارس أول انتخابات برلمانية نزيهة وأتمني ان ندعو كل وسائل الاعلام العالمية لمشاهدة هذه الانتخابات ونعطي العالم درساً في كيفية الانتخابات السليمة النزيهة وفي النهاية الخاسر يسلم علي الفائز.. علينا ان نقدم نموذجاً يماثل ذلك النموذج الحضاري الذي قدمناه للعالم في ثورة 25 يناير هو ميدان التحرير.
أسماء
* عفواً ماذا عن الأسماء المطروحة علي الساحة؟!
** لو سألت الناس عن د.محمد سليم العوا لقالوا انه مفكر لديه عقل.. ولو سألتهم عن د.عبدالمنعم أبوالفتوح قالوا جريء محترم صاحب مواقف.. ولو سألت عن البرادعي لا ينكر أحد انه فيلسوف التغيير وأول من نادي كفرد بالتغيير والمستشار هشام البسطويسي قاض محترم مستقل.. الناس مواقف وذاكرة التاريخ لا تنسي.. لقد حضرت بالأمس القريب إحدي جلسات الحوار الوطني وشاهدت علامات الاستغراب علي وجود البعض عندما دخل عمرو موسي.. البعض هاج والقليل رحب والكل يعلم ماذا فعلت الجامعة العربية تحت رئاسته.. لذا فالناس الآن تعلم كل شيء وتعلم كيف تختار بناء علي تقييم حقيقي وموضوعي للأشخاص.. الشعب تغير وأنا أثق انه سيختار جيداً هذه المرة وأنا كنت شخصياً أميل الي ائتلاف مجموعة المرشحين الجيدين فأنا كنت ادعم ابوالفتوح وتمنيت العوا والآن في هذا الوضع الجديد اقترح ان تقوم المجموعة الوطنية الإسلامية الجيدة بتشكيل مجلس رئاسي يتضمن الرئيس ونوابه وكبير المستشارين ولو وصلنا الي هذا الحل يكون أمراً جيداً.
حكومة شرف
* ما رأيكم في حكومة د. عصام شرف؟
** انها حكومة انتقالية وسمعنا مؤخراً من المجلس العسكري ان لها صلاحيات كاملة إلا أننا لم نر تنفيذا ينم عن هذا وللعلم نحن لا نتوقع منها أن تنهض بمصر لكن علي الأقل عليها المتابعة وحل مشاكل البلاد والاستجابة لمطالب الثورة وفي اعتقادي ان حكومة شرف كانت نائمة حتي ايقظها الثوار مرة أخري وعلي تلك الحكومة ان تتخلص ممن ينتمون للنظام البائد في كل المجالات وفي مقدمتها الاعلام فقد رأينا كثيراً من المنافقين انتقلوا لينافقوا المجلس العسكري والحكومة الجديدة وهنا اقول ان المنافق لن يفيد مصر لا في الإعلام أو السياسة أو الجيش أو الاقتصاد أو الجامعات أو أي مجال.
* هل تؤمن بوجود الثورة المضادة؟!
** بالطبع الثورة المضادة موجودة وادواتها جاهزة ولقد شعرت بها منذ وطأت قدمي أرض مطار القاهرة منذ حوالي 20 يوما هل تعلم انني عندما قدمت جواز سفري للسيدة الموجودة في الجوازات وضربت علي الكمبيوتر اسمي تغيرت ملامحها وكأن ثعباناً لدغها ونظرت لي باستغراب واتصلت بالتليفون وقالت لمحدثها امامي كمال توفيق عبدالله الهلباوي يا الله هل هذا الاسلوب القديم مستمر أين الثورة والغريب أنني عندما قلت للسيدة لماذا لم تتغير الأمور ويرفع اسمي من علي الكمبيوتر فأنا لست مجرماً ولا سفاحاً ولا مطلوباً ولم اسب مصر أين الثورة فقالت لي السيدة "الثورة بهدلتنا الثورة بهدلتنا" هل لا تطلق علي هذا لفظ الثورة المضادة هل يعقل ان تضع في مدخل من مداخل مصر سيدة أو شخصاً لا يؤمن بالثورة وتعطي انطباعا للقادم إلي مصر بانه قادم للأسوأ هذا جزء من الثورة المضادة ولماذا لا يتم حذف اسماء الاشخاص الابرياء الموضوعة علي الكمبيوتر بهذا العهد البائد هل هذا ما كنت انتظره بعد 23 سنة محروم من مصر كنت انتظر من يقول مرحباً هل تصدق انهم في بريطانيا عندما منعت مصر ارسال شهادات اولادي فانهم قبلوهم في المدارس بناء علي كلامي بانهم درسوا كذا وفي صفوف كذا ومن مواليد كذا يا أخي سأذكر لنا موقفا آخر.. بالأمس وبالتحديد يوم 20 يوليو حضر صديق لي من بريطانيا شخص مصري مسلم هو محمد حسين عبدالعزيز حضر مع اسرته الي مصر هو الآخر بعد غياب سنوات وفي مطار شرم الشيخ تم احتجازه وترحيله إلي النيابة لكي يفرج عنه في اليوم التالي بعد ان عاشت اسرته ساعات رعب وقلق وهو الذي لم يرتكب أي جرم في حق مصر.. لماذا تضيعون وقت الناس والنيابة وتروعون الاسر هذه مظاهر شخصية فما بالك بالمظاهر المتعلقة بمصر ككل هناك ثورة مضادة بالفعل الثوار لا يقطعون الطرق ولا يعطلون الانتاج ولا يقتلون الشهداء.. أن تشويه صورة الثورة هو جزء من الثورة المضادة.
مصر إلي أين
* في اعتقادكم مصر رايحة علي فين؟!
** في حسباني وتقديري مصر قضت علي قيود كانت تكبلها وبالتالي ستستطيع ان تقفز للأمام وهذا يحتاج إلي وقت فلا تقلقوا وعموما فأنا أحب ان تكون مصر أفضل من أمريكا قوة واقتصاداً واتمني ان نكون جميعا علي خلق ودين سواء مسلم أو مسيحي.. لكل واحد دينه المسلم علي دين وخلق وسلوك حسن والمسيحي كذلك علينا الا نستجيب للفتنة وان ننظر للمستقبل نبني ونخطط وننفذ تنفيذا دقيقا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.