يقول جل وعلا: "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربي واليتامي والمساكين والجار ذي القربي والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا" النساء: .36 والجار ذي القربي ذي القرابة أو الذي قرب جواره ولو كان غير مسلم أما الجار الجنب فهو البعيد سكنا أو نسبا. أما الصاحب بالجنب فهو الرفيق في أمر حسن أو الرفيق في السفر. هذا ما ذكره السيوطي عند تفسيره لهذه الآية 36 من سورة النساء أما ابن كثير فقال في تفسيره عن ابن عباس "الجار ذي القربي هو الذي بينك وبينه قرابة. أما الجار الجنب الذي ليس بينك وبينه قرابة". كما روي عن عكرمة ومجاهد أن الجار ذا القربي هو المسلم والجنب هو غير المسلم أو الرفيق في السفر وقد كان الجيران دائما ما يتبادلون التهاني في المناسبات والمنافع العديدة. كذلك من حسن الجوار إهداء ما يرد إلي البيت من خير إلي الجيران فقد روي عن مجاهد أن عبدالله بن عمرو ذبحت له شاة في أهله فلما جاء قال: أهديتم لجارنا اليهودي. سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "مازال جبريل يوصيني بالجار حتي ظننت أنه سيورثه" أخرجه البخاري ومسلم والترمذي كما كان صلي الله عليه وسلم يهدي لصائق خديجة حتي بعد وفاتها. وفي حديث رواه أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه "أو قال جاره" ما يحب لنفسه" أخرجه ابن ماجة في سننه كما روي عن عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره" أخرجه الترمذي في سننه. كتاب البر والصلة. وغير ذلك من الأحاديث: كذلك نهي الله تعالي عن التجسس علي الجيران أو الأصحاب يقول تعالي: "ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم" الحجرات: .12 ويقول صلي الله عليه وسلم في حديث رواه أبوهريرة عنه: "ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تناجشوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا" وهكذا نري حرمة العلاقات مع الجيران والأقارب ينبغي مراعاتها خاصة في أيامنا هذه التي كثر فيها سوء العلاقات أو القطيعة بين الجيران فمن الإسلام حسن الجوار بين الناس.