الرياض: أكد الدكتور نايف بن أحمد الحمد القاضي بالمحكمة الكبرى بالرياض أن من لوازم الإكرام والإحسان ترك أذية الجار ،مستدلا بما جاء في السنة عن أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ). وقال الحمد في دراسته التي نشرت على موقع الإسلام اليوم بعنوان " حقوق الجار " : إن الجار يشمل المسلم والكافر والعابد والفاسق والصديق والعدو والغريب والبلدي والنافع والضار والقريب والأجنبي والأقرب دارًا والأبعد ، و له مراتب بعضها أعلى من بعض، فأعلاها من اجتمعت فيه مشيرا إلى ورود حق الجار في الكتاب والسنة ؛ وذلك لقوله تعالى :(وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا) ، وما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الجِيرانُ ثَلاثَةٌ: جَارٌ لهُ حَقٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ أَدْنَى الجيرانِ حقًّا، وجار له حقَّان، وجَارٌ له ثلاثةُ حُقُوقٍ، وَهُوَ أفضلُ الجيرانِ حقا، فأما الذي له حق واحد فجار مُشْرِكٌ لا رَحمَ لَهُ، لَهُ حق الجَوار. وأمَّا الَّذِي لَهُ حقانِ فَجَارٌ مُسْلِمٌ، له حق الإسلام وحق الْجِوارِ، وأَمَّا الَّذِي لَهُ ثَلاثةُ حُقُوقٍ، فَجَارٌ مُسْلِمٌ ذُو رَحِمٍ لَهُ حق الجوار وحق الإسلام وحَقُّ الرحِمِ ) . وأشار، بحسب موقع "الفقه الإسلامي"، إلى أن من أعظم صور الإيذاء إيذاء الجار في أهله أو ماله، فعن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال: سأل رسولُ الله صلى الله عليه و سلم أصحابه عن الزنى؟ قالوا: حرام حرمه الله ورسوله . فقال (لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره) ، وسألهم عن السرقة؟ قالوا: حرام حرمها الله عز و جل ورسوله. فقال :(لأن يسرق من عشرة أهل أبيات أيسر عليه من أن يسرق من بيت جاره ) ، مشيرا إلى أن من الإحسان إلى الجار ترك أذية دوابه ولو تعدت، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: إنه كانت ليلتي من النبي صلى الله عليه وسلم فطحنت شيئا من شعير، فجعلت له قرصا، فدخل فرد الباب ودخل إلى المسجد، وكان إذا أراد أن ينام أغلق الباب، وأوكأ القربة، وأكفأ القدح، وأطفأ المصباح، فانتظرته أن ينصرف فأطعمه القرص... فأقبلت شاة لجارنا داجنة فدخلت ثم عمدت إلى القرص فأخذته ثم أدبرت به. قالت : وقلقت عنه . واستيقظ النبي صلى الله عليه و سلم ، فبادرتها إلى الباب فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (خذي ما أدركت من قرصك، ولا تؤذي جارك في شاته) . وأوضح أن مؤذى الجار ناقص الإيمان ، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : (لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ) ، مشيرا إلى أن المحسن للجار كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال (أَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا) وأيضا وما روى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ .. إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا؟ قَالَ :(هِيَ فِي النَّارِ) قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ .. فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنْ الْأَقِطِ وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا . قَالَ :(هِيَ فِي الْجَنَّةِ). وعن ابن عمر رضي الله عنهما: قال :قال رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِى بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ) وذلك لعظم حقه.