علمت عقيدتي أن مكتب وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب طلب تقريرا وافيا حول ما يدور في أروقة هيئة الرقابة علي المصنفات الفنية بعد الجدل الشديد الذي أثاره قيام المخرج أحمد عواض رئيس الهيئة بالضغط علي الرقباء للموافقة علي أفلام بعينها لمنتج سبق أن عمل عواض مخرجا لأفلامه ومن المنتظر أن يتلقي الوزير التقرير خلال الأيام القادمة للنظر في مستقبل الهيئة خاصة بعد أن وصلته تقارير تؤكد قيام عواض بتهديد الرقباء بدعوي وجود علاقة وطيدة تربطه بالوزير وأنه - الوزير - لن يقيله مهما حدث من تجاوزات. كانت "عقيدتي" قد انفردت العدد الماضي بنشر تقارير الرقباء حول المخالفات في فيلم حلاوة روح والتي تجاوزت الخمسين مخالفة. علي الجانب الآخر وفي سابقة لم تعهدها الرقابة من قبل قام عواض بإخفاء كل تقارير الرقباء الذين شاهدوا فيلم حلاوة روح المثير للجدل وهي التقارير التي رفض فيها الرقباء الموافقة بعرض الفيلم للجمهور لما به من مخالفات لكل الأعراف والتقاليد الإسلامية والمصرية وكذلك لمخالفته لقوانين ولوائح الرقابة واكتفي عواض بأن جاء بالفيلم علي جهاز كمبيوتر محمول - لا بتوب - بالمخالفة لقوانين الرقابة التي تحتم عرض الفيلم علي شرائط 35 وهي نفسها الي يعرض بها الفيلم عبر شاشات السينمات ولكن منتج الفيلم رفض ليفاجأ الرقباء بعواض يأتي بلاب توب منسوخ عليه الفيلم مطالبا الرقباء بالموافقة ولما رفضوا جميعا قال لهم أنا سأتصرف واصطحب معه اثنان من الرقباء غير المعينين والذين لم يقرأوا سيناريو الفيلم في مخالفة صريحة للعمل الرقابي الذي يحتم أن يراقب الفيلم نفس الرقباء الذين قرأوا السيناريو. الرقباء من جانبهم هددوا بالتصعيد حيث أصدروا بيانا أكدوا فيه عدم مسئوليتهم عن المشاهد المقززة التي احتواها فيلم حلاوة روح ومخالفته لكل الأعراف والقوانين الرقابية وأنهم كأمناء علي الأخلاقيات وقيم المجتمع المصري المتدين رفضوا التصريح بعرض الفيلم ورغم ذلك يحاول رئيسهم الذي تعاون مسبقا مع المنتج تمرير الفيلم بكل صور الضغط والتهديد وهم من خلال هذا البيان يبرأون ذمتهم أمام الرأي العام المصري والعربي. الغريب أن عواض الذي يقاتل من أجل إجازة فيلم السبكي بأقصي سرعة زاعما أنه مع الإبداع يتعنت مع أفلام أخري دون سبب إلا كونها ليست من إنتاج السبكي حدث ذلك مع فيلم حصلنا الرعب حيث تعنت مع منتجه رغم موافقة الرقباء عليه دون ملاحظات وأصر علي مشاهدة الفيلم علي شرائط 35 رافضا مشاهدته علي جهاز كمبيوتر مثلما يحاول اليوم فعله مع فيلم السبكي.