جمعتني مائدة افطار رمضانية بخليط من كافة طوائف المجتمع. فكان عن يميني المنتمي للإخوان وبجواره السلفي والجهادي والتكفيري. وعن يساري وجدت الليبرالي والعلماني وشقيقي المسيحي. الكل في انتظار انطلاق مدفع الإفطار وارتفاع صوت المؤذن من المآذن بالتكبير. وعلي المائدة وجدت مختلف أنواع الأطعمة المصرية تزينها أكواب العرقسوس والتمر هندي بجوار البلح الأسواني والكركدية والسوبيا وبجوارها اطباق المخللات وفاتحة الشهية. الجميع مد يده ليأكل بعد الاستفتاح باسم الله العظيم. وتعالت أصوات الحضور خاصة من المسيحي مهنئا إخوته المسلمين المصريين بالافطار الكريم الذي جمع الكل. والذين لم يختلفوا أو يعترضوا علي نوعية الطعام أو أسلوب الأكل والشراب بل جسَّدوا سيمفونية رائعة ولوحة فنية بارعة لما ينبغي أن يكون عليه أبناء الأسرة الواحدة من انضباط وحب ومودة. بعد تناول الطعام قام البعض لأداء الصلاة. والبعض الآخر يساعدهم بفرش سجادة الصلاة. ثم انتظموا جميعا في تنظيف وترتيب المكان وإعادته إلي ما كان عليه. وجلسوا يتناولون الحلويات المتنوعة من كنافة وقطايف علي أضواء فانوس رمضان ذلك الاختراع الفاطمي لكن بصناعة صينية.. وهكذا تجمع كل الفرقاء علي مائدة رمضان. هذا ما أتمناه وكل عام وأنتم بخير.