قال رسول الله "صلي الله عليه وسلم": "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الأعضاء بالحمي والسهر". صدق رسول الله أصبح واضحاً أن أزمتنا الحقيقية التي نعيشها الآن تكمن في التشرذم والفُرقة واختلاف في الآراء بين الجميع وصار الشك وعدم الثقة بين الناس أمراً قريباً أن يكون عادياً. فقد مرت الأمة والمجتمع بهذا فترة طويلة بعد الثورة العظيمة ثورة 25 يناير.. وصار الشك جهاراً نهاراً وفي كل قضية منظورة أو علي وشك النظر حتي في الأحكام القضائية أو القرارات الإدارية أو آراء قوي الثورة ورؤسائها وكذا الأحزاب السياسية والاجتماعية. وحتي الدينية. وعلي الجميع يقع العبء الأكبر في القضاء علي هذه العملية وإصلاحها بأي طريقة من الطرق للقضاء علي هذه الشكوك والأزمات والعمل علي التجمع الوحدوي والوحدة بين الجميع. حتي نتقدم ونرتقي. ولا ينخر فينا الفساد للقضاء علي هذه الأمور لابد من الدعوة إلي الوحدة. وجمع الصف وائتلافه. وأن يأخذ كل منا بيد أخيه ويد الآخر. رددوا قول الله تعالي: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" . وقول الرسول صلي الله عليه وسلم : "يد الله مع الجماعة من شذ شذ في النار". إذن الوحدة هي السبيل للانطلاق إلي نهضة حقيقية. والأولوية هي لم الشمل والحب وكل ذلك وغيره يؤدي إلي الأمن والطمأنينة وإيجابية الأجواء وحراك الناس نحو التقدم والعمل الناجح والوصول إلي الغرض المطلوب. وهنا يظهر التعاون والترابط والتشاور في الأمر. وكما قال الرسول صلي الله عليه وسلم : "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد" هنا أمر الإسلام الأمة ودعاها أن تكون جماعة موحدة قوية مترابطة ضد الشيطان. اجعلوا الوطن بين أعينكم وأيديكم ليكون في مقدمة الطلبات علي أن تكون الغيرة نحوه شديدة جيل بعد جيل في الأهداف. فوحدة الهدف تكون قبل وحدة الصف.. بل وحدة الهدف تؤدي إلي وحدة الصف. وليكن هناك هدف واحد هو. هو مستقبل مصر العظيمة الرائدة في الأمة الإسلامية والعربية ولا تكن مصر مهزوزة أبداً. جعلوها في ريادتها ومكانتها وقيادتها شرط أن تكون وحدة قوية فيها قوة مقاومة الفقر والمرض والجهل مباديء سامية نادي بها الإسلام وحثت عليها جميع الأديان ليعرف العالم أننا لا نعرف المستحيل عندما نتلاقي ونتعاون ونتشاور نحو مجتمع سيكون غداً بإذن الله هو الأفضل ويستحق ذلك.