الوطن في حالة غليان حتي بعد ظهور المؤشرات الاولية لمعرفة الرئيس القادم بعد فرز صناديق الانتخابات الرئاسية ..ويترقب الجميع النتيجة النهائية بعد ساعات انتظارا لتسليم السلطة للرئيس الجديد يوم 30 يونيه القادم .. ورغم الوضع القانوني الملتبس إلا أن علماء الاسلام والمفكرين أكدوا أن المصالحة بين فرقاء المعركة الانتخابية واجب ديني ووطني لنزع فتيل الكثير من الأزمات المتفجرة والقابلة للاشتعال فماذا قالوا؟ أوضح الشيخ جمال قطب الرئيس الأسبق للجنة الفتوي انه ليس من العيب الخلاف أو الخطأ ولكن العيب هو الاستمرار في الأخطاء ولهذا فإن سعي الرئيس الجديد الي المصالحة يعد واجبا دينيا ووطنيا فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ¢ ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة ¢ أي درجة الصيام النافلة وصدقة نافلة والصلاة النافلة ¢ . فقال أبو الدرداء : قلنا بلي يا رسول الله . قال : إصلاح ذات البين¢ . وقد اوصل بعض العلماء أن الإصلاح بين الناس يعد في نفسه عبادة عظيمة يحبها الله سبحانه وتعالي لأن في هذا وأد للفتنة التي تؤدي الي اهدار الدماء وضياع الاأموال وانتشار فتن شيطانية التي يقوم بهال شياطين الانس والجن. وقد وصف الله الصلح بانه ¢ خير¢. و قال أنس بن مالك ¢ من أصلح بين اثنين أعطاه الله بكل كلمة عتق رقبة ¢ فما بالنا بمن يصلح بين ابناء شعبه وان يكون قدرة لهم في التسامح والصفح والعفو وقد اعجبني قول الامام الأوزاعي ¢ ما خطوة أحب إلي الله عز وجل من خطوة من إصلاح ذات البين ومن أصلح بين اثنين كتب الله له براءة من النار¢. ونبه الشيخ جمال قطب الي خطورة استمرار جو المشاحنة والمؤامرة الحالي حيث يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ¢ تُفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيُغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: انظروا هذين حتي يصطلحا انظروا هذين حتي يصطلحا انظروا هذين حتي يصطلحا¢. ويتعجب الشيخ جمال قطب من استمرا العداوة والبغضاء سنوات مع ان النبي عليه الصلاة والسلام اخبرنا انه لاخير فيها فقال ¢ لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام¢ فهل يكون الرئيس القادم اول من يبحث عن هذه الخيرية ؟ . ويجب عليه شرعا ان يكون رئيسا لكل المصريين وان يصلح بين المتخاصمين فقال تعالي ¢ وانْ طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما علي الأخري فقاتلوا التي تبغي حتي تفئ إلي أمر الله فان فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون¢. وقال الشيخ جمال قطب :علينا ان نستبدل البغضاء والعداوة بالعفو والصفح الذي امرنا الله به فقد قال صلي الله عليه وسلم ¢ وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا ¢ . وما أحوجنا الي أن نتأمل قوله تعالي ¢ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ¢ .وندعو الرئيس القادم أن يكون ممن قال فيهم النبي صلي الله عليه وسلم ¢إن المقسطين. عند الله. علي منابر من نور. عن يمين الرحمن عز وجل. وكلتا يديه يمين. الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وَلُوا¢ . ويجب علي الرئيس القادم ان يتحلي بالرفق مع معارضيه لقول النبي صلي الله عليه وسلم ¢إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه¢. وينهي الشيخ جمال قطب كلامه بالتأكيد أن إصلاح ذات البين او المصالحة هي من الأشياء القليلة التي أباح الإسلام فيه الكذب فقال رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم: ليس الكذاب الذي يُصلحُ بين الناس ويقول خيرًا. وينمي خيرًا¢. وعلي الرئيس القادم أن يتحرّي العدل ليحذر كل الحذر من الظلم. واجب وطني وعن أهمية المصالحة في المرحلة القادمة قال الدكتور ناجح إبراهيم مؤسس الجماعة الإسلامية :تعد المصالحة هي الفريضة الغائبة التي علي الجميع العمل علي إحيائها خاصة أن المجتمع المصري الآن ممزق تماما فإذا جاء الدكتور محمد مرسي خاصمته قوي كثيرة معروفة. وأما إذا جاء الفريق احمد شفيق خاصمه الإسلاميون جميعا مثل الإخوان والسلفيين وتربص كل منهما بالآخر. وأوضح انه في ظل الحالة الحالية للمجتمع المصري الممزق تماما بصورة لم يسبق لها مثيل وسلطان الدولة عبارة عن جزر منفصلة ..فالسلطة التشريعية كانت في واد والمجلس العسكري في واد آخر والسلطة القضائية في واد ثالث والحكومة في واد رابع ..ويتم هذا في مصر التي تحيط بها الأخطار من كل ناحية من الخارج وتتفاقم فيها المشاكل الداخلية في كل مكان ..والآن من أهم مسئوليات الرئيس القادم أن يلملم شمل البيت المصري ويعيد إليه التفافه وتكاتفه. أضاف الدكتور ناجح: أطالب الفريق احمد شفيق اذا جاء به الصندوق الاستعانة بالإسلاميين وعدم إقصائهم حتي لا يتكرر ما حدث معهم منذ عام1952 وإذا جاء الدكتور محمد مرسي احذره من الاصطدام بالجيش والأجهزة الأمنية الكبري أو القضاء أو الاستحواذ علي السلطة وحده دون الآخرين أو القيام بمغامرات خارجية وجبهته الداخلية ممزقة ..وعلي كل منهما أن يعلم أنه رئيس لكل المصريين وليس رئيس للفصيل الذي جاء به الي الحكم وأن المصالحة الوطنية هي الواجب الأول بمجرد جلوسه علي كرسي الحكم ولابد من إشراك كل الكفاءات من القوي السياسية في الحكم لأن هذا هو الطريق الوحيد. وانهي الدكتور ناجح ابراهيم كلامه بتحذير الحركات والجماعات الإسلامية من استخدام العنف ضد شفيق إذا فاز لأنها إذا استخدمته حكمت علي نفسها بالإعدام ولفت حبل المشنقة حول رقبتها بنفسها وحينئذ عليها أن تلوم نفسها ولا تلوم الآخرين ولابد من الالتزام بالقانون حتي وان ضقنا به ذرعا أو لم يكن في غير مصلحتنا وترك الدعاية السوداء من كل فريق ضد الآخر ووقف الحملات الإعلامية وتقديم مصلحة مصر علي مصالح الأحزاب والجماعات الضيقة وان يستعد الخاسر بالطرق السلمية والقانونية للمعركة القادمة بعد أربع سنوات. ودعا الدكتور ناجح إبراهيم جماعة الإخوان إلي تنفيذ النهضة كجماعة في المجتمع وإجبار الناس علي احترامها حتي يتم انتخاب من يمثلها في المرحلة القادمة سواء في الانتخابات الرئاسية بعد أربع سنوات أو الانتخابات البرلمانية القريبة وأن يكون الهدف مصلحة الوطن وفي نفس الوقت يجب تحسين معالجة السلبيات التي وقعت من الإسلاميين في الممارسة في الفترة القادمة أما الإقصاء من أي طرف للآخر فإن ضريبته سيدفعها الجميع. خطوات عملية طالب الدكتور كمال حبيب الباحث في شئون الحركات الاسلامية بسرعة المصالحة بين كل المصريين أيا كان الرئيس الفائز وان يستمر في العمل علي تنفيذ أهداف الثورة ومنها اقرار قانون العزل السياسي وفق ضوابط موضوعية لإبعاد المفسدين الذين افسدوا الحياة السياسية في الماضي حتي لو كان الرئيس هو الفريق احمد شفيق لأنه في حاجة ماسة الي اثبات انه خلع ثوب النظام السابق لابد ان يبعد رموزه حتي لا يستفز الشعب الذي قام بثورة ضحي في سبيلها بالكثير وبالتالي لم يعد يطيق رموز النظام السابق يخرجون ألسنتهم للثوار. وطالب الدكتور كمال حبيب جميع اجهزة الدولة الي استعادة عافيتها والقيام بدورها المنوط بها ايا كان الرئيس القادم وان تعمل علي تضميد الجراح الكثيرة التي احدثها الماضي من حالة الصراع سواء اثناء حكم مبارك او بعد الثورة وحتي الان والمفتاح الرئيسي لهذه المصالحة العمل الجاد علي تحقيق العدل علي كافة المستويات ابتداء من العدالة الاجتماعية مرورا بالعدالة القضائية والقصاص ممن افسدوا الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وقتلوا الثوار وهربوا الاموال.. ونفي الدكتور كمال حبيب ان تكون المصالحة المطلوبة معناها ¢ عفا الله عما سلف وترك سواءات الماضي ورموز الفساد يعيثون في الارض فسادا وانما معناها التواصل والتعاون في رد المظالم وتنقية الماضي لتبدأ المصالحة والتوافق علي ارضية صالحة وليس ارض مليئة بالمتفجرات وهذه امور معروفة للجميع بشرط إخلاص النوايا وان نضع جميعا مصلحة البلاد والعباد قبل مصالح الأفراد والجماعات. وطالب حبيب الرئيس الجديد بالعمل علي انجاز دستور توافقي يحقق مصالح جميع أبناء الأمة وليس فصيل معين وبالتالي لابد ان تشترك في وضعه كل القوي الاجتماعية والسياسية وان يتم في الدستور اعلاء قيم الحريات والعدل الاجتماعي وتحقيق أهداف الثورة وحرية الرأي والعمل علي التغيير الايجابي والتصدي لكل أنواع الفساد واحترام كامل لكل حقوق الإنسان والحفاظ علي كرامة الناس ..وكذلك لابد من تحقيق الرئيس القادم لبرنامجه الانتخابي حتي لا يكون مجرد حبر علي ورق وفي نفس الوقت لابد أن يتعاون مع المرشح الآخر في خدمة الوطن وليس الانتقام منه أو محاولة إفشاله. انهي الدكتور كمال حبيب كلامه بدعوة الرئيس الجديد بإعلان حقيقي وفوري لحالة الاستقطاب الحاد او يمد يده بالتسامح مع منافسه وان يتشارك الجميع في النهوض بمصر من كبوتها الحالية التي أسهم الجميع فيها بدرجات مختلفة ولابد ان يحذ الجميع من الاستقواء بنفسه أو وصوله إلي الحكم لان الشعب لن يسكت حتي تتحقق كل أهداف الثورة.