** نحن الآن نعيش وبامتياز عصر الحمقي والمغفلين.. كل شيء حولك يابي إلا أن يذكرك ويشير إلي الحمقي والمغفلين.. فهناك من يتعامل بحمق مع الواقع وقضاياه أو تداعيات الأحداث. وهناك من يتصور بالفعل أنه يخاطب أو يتعامل مع مجموعة من الحمقي والمغفلين..ناهيك عن مجموعة الحمقي والمغفلين الطبيعيين أو الحمقي بالفطرة وهؤلاء حالات ميئوس ورغم ذلك لا لازالوا يفرضون وجودهم وبغباء خاصة في الإعلام والدعوة علي وجه الخصوص.. لتضليل الناس وخداعهم بكذب احترفوه وتشويه للحقائق درجوا عليه منهجاً في سلوكهم وحياتهم.. أنه مرض في القلوب وخلل في العقول.. ورغم أنهم يعلمون أن هذا مرض حذر الله منه.. فلم يستجيبوا وجعلوا اصابعهم في اذانهم فحق عليهم الوعد الإلهي.. فزادهم الله مرضا.. والحمق لمن لا يعلم هو فساد في العقل أو الذهن.. والحماقة مأخوذة من: حمقت السوق.. إذا كسدت فكأنه كأسد العقل والرأي فلا يشاور ولا يلتفت إليه في أمر. وقال البعض إنما سميت البقلة الحمقاء لأنها تنبت في سبيل الماء وفي الطريق العام... قال: ابن الأعرابي: وبها سمي الرجل أحمق لأنه لا يميز كلامه من رعونته والحماقة داء صعب الدواء أن لم يكن معدوم علي الاطلاق حتي قال الشاعر. لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة اعيت من يداويها في رأيي أننا غارقون في الحمق ومبتلون بأهل الحماقة.. لسبب بسيط جداً وهو إن حالتنا اعيت من يداويها.. وأننا ندور في حلقات مفرغة حمقاء.. وأننا نتفنن يوماً بعد يوم في البحث عن حفر جديدة لنتعثر فيها أو نلقي بأنفسنا فيها.. حتي نظل دائماً نعيش في الحفر.. وسنقضي بقيه عمرنا في البحث عن اللهو الخفي.. ** فما أن حمدنا الله أن بدات الانفراجة لنخرج من مأزق وأزمة اللجنة التأسيسية للدستور بالاتفاق علي أعضاء اللجنة.. حتي بدات سيول الاخبار الاشبه باخبار الحمقي والمغفلين تأتي تترا.. وهي اخبار بها من الندرة والطرافة ما يجعلك تفقد عقلك من الضحك والغيظ والحسرة والندامة علي ما آل إليه الحال والمآل.. علي ما يبدو هناك فيروسات فكرية أو سياسية أو ما شابه تصر علي تقسيم المجتمع بأي طريقة أن هناك إسلاميين ومدنيين.. مؤمنين وغير مؤمنين.. حتي بين الإسلاميين انفسهم.. سلفي.. اخواني.. من الجماعات.. النكتة الأكبر أنهم قالوا إن الأزهر والكنيسة.. المؤسستان الدينيتان في البلاد قالوا إنها في التقسيم تابعتان للمجتمع المدني.. والبعض الآخر احتج وقال لا.. الأزهر في حصة الإسلاميين وهكذا جدال في جدال إناء الليل واطراف النهار وانسحابات وانشقاقات.. ولعل هذا هو الذي يجعلنا اقرب إلي الوقوع في دائرة أخبار وأحوال الحمقي والمغفلين.. أحد الخبثاء سأل علي أي أساس تم وضع الكنيسة والأزهر تحت لائحة أو قطاع التقسيم.. الخاص بالمجتمع المدني؟ قلت: ليس هناك إلا شبهة من اثنتين: أما لأن المؤسستين تتلقين اعانات ومساعدات من الداخل والخارج.. وأما أن هناك رغبة في ابعاد المؤسستين عن الدين وجعله حصرياً في جهات أخري.. تستثمره وتوظفه كما تشاء واني تشاء.. وفيما تشاء.. لعل هذا يرتبط بالتخويف المستمر من الإسلاميين.. الالحاح الدائم علي طرح فكرة الدولة الدينية في مقابل الدولة المدنية.. والمرشح الديني في مقابل المرشح المدني.. وهذا خطأ وخطر كبير.. لأن فيه محاولة للبلبلة وإشاعة مفاهيم مغلوطة وترويج لأفكار ونظريات لا يعرفها المجتمع المصري بما عرف عنه من وسطية واعتدال.. وقد تعجبت كثيراً أن يطرح في هذا الشأن مقارنة ومقاربة بالحالة الإيرانية.. والحديث عن ولاية الفقيه وهيمنة اللالي وآيات الله علي الحكم.. كما أن الالحاح علي الفكرة.. الدولة الدينية ومخاطرها.. بعد محاولات تصحيحها ونفيها من قبل الأزهر وغيره من مؤسسات فيه تشكيك ومحاولة لبقاء حالة الاضطراب والفوضي الفكرية والذهنية وتأكيد لنظرية الخطاب الخاص بالحمقي والمغفلين.