"مصر السلام" شعار شبه جديد لفعاليات الحملة القومية للقراءة للجميع هذا العام في الدورة ال19، ذلك أنه منذ 2006 تقريبا تسعي إصدارات مكتبة الأسرة لتدعيم ونشر ثقافة السلام واتخذت من هذا الشعار هدفا أعلي. المشروع أو المهرجان ينحو بوضوح عاما بعد عام - منذ تدشينه في 1991 - نحو التقدّم والتطوّر في الشكل والمضمون. إلي حد ما مازالت التقليدية هي السمة العامة لشكل طباعة الكتب الصادرة وإخراجها، لكن بدا السعي نحو الجودة هو الأغلب. العناوين تنوعت وزادت قيمتها، لكن يظل موقع المهرجان الملحق ببوابة مصر الإلكترونية علي الإنترنت غير مفعّل بجدية ولا يجدد بياناته. سادت ملاحظة عامة هذا العام، هي زيادة الإقبال علي كتب التراث وتحقيق الآثار الفكرية مثل كتب ابن عربي والخطط التوفيقية لعلي مبارك والأمالي وكلها نفدت سريعا، في حين لجأ تجّار الكتب وباعة الصحف وأصحاب الفرشات والأكشاك إلي "حيلة" تجميع نسخ الكتاب الواحد الصادر عن المشروع وبيعها علي فترات، بل احتكار كل نسخ العناوين المختلفة التي ترد إليهم وإظهارها لزبونهم المختار أو المنتظر، فمكتبة دار الهلال مثلا احتكرت كتبها لزبائنها من صحفيي المؤسسة. الحمق غريزة! "وإلا الحماقة أعيت من يداويها"، بهذا المعني صدر عن سلسلة التراث التابعة للهيئة العامة للكتاب كتاب "أخبار الحمقي والمغفلين" لأبي الفرج جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، وتحقيق محمد علي أبو العباس، ومن بين فصول الكتاب فصل بعنوان "في بيان أن الحمق غريزة"، يرد فيه مقولات مأثورة عن الحمقي، فقد قال أبي إسحاق: "إذا بلغك أن فقيرا استغني فصدق، وإذا بلغك أن أحمق استفاد عقلا فلا تصدق"، وعن الأوزاعي ينقل: "بلغني أنه قيل لعيسي بن مريم عليه السلام: إنك تحيي الموتي فقال: نعم بإذن الله، وقيل: وتبرئ الأكمه فقال: نعم بإذن الله، وقيل فما دواء الحمق؟ فقال: هذا الذي أعياني"، ومن بين المقولات والأمثال عن الحمق أن الأدب عند الأحمق مثل الماء في الحنظل، كلما ازداد ريا زاد مرارة! ومن آراء المأمون أن الرعونة أفضل من الحماقة، لأن الأولي تزول فور مفارقة النساء، أما الحمق فهو غريزة. ومن أخبار الحمقي التي أوردها الكتاب، جحا الذي دفن دراهم في الصحراء وجعل علامتها سحابة تظللها! أما أخبار الحمقي ممن ورد ذكرهم في القرآن، قابيل الذي حمل أخيه علي ظهره ولم يهتد لدفنه، وفرعون في قوله تعالي: "أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي" لأنه افتخر بشيء لا هو خلقه ولا يدري منتهاه. ليس زغلول النجّار عن سلسلة الفكر صدر كتاب "دراسات إسلامية في الفكر العلمي" للدكتور أحمد فؤاد باشا، يتساءل فيه: هل هناك وجود بالفعل لما يسمي بنظرية العلم الإسلامية؟ ويتناول أسئلة الخبثاء أيضا: لماذا لا تتعظون من تجربة الغرب المريرة التي انتهت به إلي ضرورة الفصل التام بين العلم والدين؟ لكن المؤلف لا يسير "حرفيا" علي خطي زغلول النجّار في الإعجاز العلمي في القرآن، يقول إن الصياغة النهائية الكاملة لنظرية إسلامية في العلم لم تتوفر بعد، لكن لا يمنع هذا من مناقشة قضايا الفكر العلمي في ضوء ملامحها الرئيسية التي أرشدتنا إليها نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية واجتهادات المفكرين الإسلاميين. أما الاختلاف فيمكن في تلك الإشارات التي يتتبع أثرها المؤلف في تاريخ الحضارات القديمة، مثل المناهج الرياضية التي استخدمتها الحضارة المصرية القديمة، ونظام العد العشري الذي استخدمه المحاسب المصري القديم. روح أمريكا الزائلة في كتاب "نهاية الليبرالية.. باراك أوباما وروح أمريكا" يؤكد الدكتور وحيد عبد المجيد أنه لم يظهر في الأفق حتي الآن أي بادرة اختلاف يذكر بين أمريكا في عهد بوش وأمريكا أوباما، فشعار التغيير الذي استخدمه أوباما في حملته الانتخابية كان نفسه السلاح الأول الذي استخدمه المرشح الديمقراطي جون كينيدي في مواجهة ريتشارد نيكسون الجمهوري. ويبين عبد المجيد أنه بالإحباط المبكّر الذي أحدثه أوباما باختياره فريق عمله وأعضاء إدارته، تبدو أمريكا غير قادرة علي بعث النموذج الليبرالي.