طفل الشارع بداهة هو من لا أب له أي مجهول النسب رغم ان الله تعالي يأمرنا في قوله تعالي: "ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم" الآية 5 من الأحزاب وذلك بعد بيان ابطال عادة التبني في الآية 4 من الأحزاب "وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلك قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل". ولعلنا نعلم جميعاً موضوع زيد بن حارثة الكلبي حقيقة انه من قبيلة عربية سبي صغيراً في أيام الجاهلية في غارة فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة رضي الله عنها فلما تزوجها رسول الله صلي الله عليه وسلم وهبته له ثم طلبه أبوه وعمه فخيره رسول الله عليه الصلاة والسلام فاختار رسول الله فأعتقه رسول الله وتبناه وكانوا يقولون عنه زيد بن محمد وكان أول من آمن من الموالي قلما شرع الإسلام ينظم العلاقات الخاصة بالأسرة علي الأساس الطبيعي لها ويجعلها صريحة لا خلط فيها ولا تشويه وأبطل عادة التبني ورد علاقة النسب إلي أسبابها الطبيعية علاقة الدم والأسرة والنبوة الواقعية قال تعالي: "وما جعل ادعياءكم أبناءكم ذلك قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل". فالكلام لا يغير حقيقة ولا يبدي واقعا ولا ينشيء علاقة ولا يبدل شيئاً وانما الأساس هو علاقة الدم وعلاقة الوراثة وعلاقة المشاعر وعلاقة الاحاسيس فالولد جزء من أبيه ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله وانه لعدل ورحمة ان ينسب الولد لأبيه ويرثه ويتعاون معه وامتداد للخصال التي فيه وللعدل والحق يوضع كل شيء في مكانه فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين أي فإذا لم تعرف الآباء الحقيقيين فهم اخواننا في الدين - ونحن نعلم ان الدين يحتوي علي كل المشاعر وكل الصلات التي فيها المصلحة والمنفعة والمودة والرحمة والطمأنينة. ومصيبة مصر اليوم وبعد اليوم وبلوة مصر اليوم وبعد اليوم هي أطفال الشوارع الذين نراهم الآن بكثرة يضربون أمن مصر واستقرار مصر وأهداف مصر ومصالح مصر ومنافع مصر وفوائد مصر يضربونها بالطوب والحجارة غير ناظرين لمصلحة البلاد والعباد ضارين ومربين للوطن وللعباد. هم اخواننا في الدين فيجب رعايتهم والعناية بهم والسيطرة عليهم وخلق وايجاد منافع لهم وفوائد لهم وايجاد أعمال لهم وزرع الأمن والطمأنينة في قلوبهم ليكونوا رجالا صالحين نافعين مفيدين لهم ولبلادهم. فيمكن الاستحواذ عليهم والافادة منهم ورعايتهم نفسياً وبدنياً قولاً وعملاً وفعلاً ورعايتهم صحياً ومالياً بأي وسيلة وبأي طريقة تحت أي ظرف والعمل الجاد والعمل المتواصل والعمل النافع والمفيد ليستفيد الوطن منهم جميعاً لتكون فعلا وهدفاً خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر تؤمن بالله.