المدرسة السلفية هي مدرسة الصحابة والتابعين ومن ساروا علي دربهم ممن جعلوا كتاب الله وسنة رسوله الأساس الذي يبنون عليه والنبراس الذي يستضيئون به من أمثال ابن تيمية وابن القيم وممن جاءوا بعد ذلك في العصر الحديث أمثال الشيخ محمد بن عبدالوهاب والشيخ محمد عبده والشيخ رشيد رضا. والسلفية كما يعرضها بعض العلماء المعاصرين نزعة عقلية وعاطفية ترتبط بخير القرون وولاؤها كله لكتاب الله وسنة رسوله وجهودها كلها موجهة لإعلاء كلمة الله تعالي دون نظر إلي عرق أو لون. فهمها للإسلام وعملها له يرتفع إلي مستوي عمومه وخلوده وتجاوبه مع الفطرة وقيامه علي العقل ويقول الإمام ابن تيميه أن الأساس الذي تقوم عليه المدرسة السلفية هو الالتزام بكتاب الله تعالي والسنة الثابتة عن رسوله صلي الله عليه وسلم وهو ما كان يتقيد به السلف الصالح والسائرون علي طريقهم "وكل مقدمات تخالف بيان الله ورسوله فإنها تكون ضلالة" ويتضح من هذا الموقف المنهج الذي اتبعه السلف من أهل العلم والإيمان إذ يجعلون كلام الله تعالي وكلام رسوله هو الأصل الذي يعتمد عليه وإليه يرد ما تنازع الناس فيه. فما وافقه كان حقا وما خالفه كان باطلا. ويمكن أن يتضح منهج السلفية من تفسيرهم لمعني الصراط المستقيم. فهو في رأيهم الطريق الواضح السليم الذي يمنع الإنسان من التذبذب أو الارتداد أو الدوران في حلقات مفرغة أو طرق متعرجة لا توصل إلي الهدف الصحيح.. وهو ما يوصي به قول الله تعالي: "وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون". وفي شرح هذه الآية يستدل علماء السلف بحديث روي عن جابر رضي الله عنه قال "كنا جلوسا عند النبي صلي الله عليه وسلم فخط خطا هكذا "أي خط خطا أمامه" فقال هذا سبيل الله. ثم خط خطين عن يمينه وخطين عن شماله وقال هذه سبل الشيطان. ثم وضع يده في الخط الأوسط ثم تلا هذه الآية. وإذن فقد وضح لنا الآن أن المدرسة السلفية هي مدرسة النبوة واستاذها محمد بن عبدالله صلي الله عليه وسلم ومدرسة الصحابة والتابعين ومن ساروا علي دربهم إلي يوم الدين وأنها مدرسة الحق الواضح الذي يستمد من صريح الكتاب والسنة الصحيحة التي تتفق كل الاتفاق مع صريح القرآن وهذا هو المنهج الحق والصراط المستقيم وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجز وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" رواه أبو داود.