البدعة لغويآ هى إحداث شيء (مادّي أو معنوي) لم يكن موجوداً من قبل ومنها اشتقت كلمة إبداع . البدعة شرعآ هى التعبد لله بما ليس عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء الراشدون فهو مبتدع . أما البدعة في الأحاديث النبوية فورد التحذير من البدعة المخالفة للشريعة بأحاديث كثيرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ] الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1718 خلاصة حكم المحدث: صحيح [ أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله . وخير الهدي هدي محمد . وشر الأمور محدثاتها . وكل بدعة ضلالة ] . الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 867 خلاصة حكم المحدث: صحيح [ من سن في الإسلام سنة حسنة ، فعمل بها بعده ، كتب له مثل أجر من عمل بها .ولا ينقص من أجورهم شيء . ومن سن في الإسلام سنة سيئة ، فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها ، ولا ينقص من أوزارهم شيء ] الراوي: جرير بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم: 1017 خلاصة حكم المحدث: صحيح أما أقوال علماء السنة في البدعة فقال أبو حامد الغزالي : [ ليس كل ما أبدع منهيّاً عنه، بل المنهيّ عنه بدعة تضاد سنّة ثابتة وترفع أمراً من الشرع ] وقال ابن رجب الحنبلي : المراد بالبدعة ما أحدث مما ليس له أصل في الشريعة يدل عليه، وأما ما كان له أصل في الشرع يدلّ عليه فليس ببدعة، وإن كان بدعة لغة . وقال ابن الأثير: البدعة بدعتان؛ بدعة هدى وبدعة ضلالة، فما كان في خلاف ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو في حيز الذمّ والإنكار، وما كان واقعاً تحت عموم ما ندب إليه وحضّ عليه فهو في حيز المدح وقال: والبدعة الحسنة في الحقيقة سنّة، وعلى هذا التأويل يحمل حديث كل محدثة بدعة على ما خالف أصول الشريعة ولم يوافق السنة .
وقال التفتزاني: من الجهل من يجعل كل أمر لم يكن في عهد الصحابة بدعة مذمومة، وإن لم يقم دليل على قبحه وقال ابن تيمية ما رآه المسلمون مصلحة إن كان بسبب أمر حدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم فها هنا يجوز إحداث ما تدعو الحاجة إليه . وقال الشافعي من حيث تقسيم البدعة : المحدثات ضربان؛ ما أحدث يخالف كتابًا أو سنةً أو أثرًا أو إجماعًا فهذه بدعة الضلال, وما أحدث من الخير لا يخالف شيئًا من ذلك فهذه محدثة غير مذمومة وقال أيضا ً: البدعة بدعتان: محمودة ومذمومة, فما وافق السنة فهو محمود, وما خالفها فهو مذموم . وللبدعة السيئة عدة شروط فقد ذكر يوسف القرضاوي في كتابه "السنة والبدعة" أن البدعة حتى تكون سيئة يجب أن يكون مجالها في الدين، فالابتداع لا يكون إلا في الدين، وأن الأشياء العاديّة لا يدخلها الإبتداع . أي أن لا يكون له أصل في الشرع، إذ لو كان له أصل في الشرع فلا يكون بدعة.