الاكتئاب من أكثر الأمراض النفسية شيوعاً في العصر الحديث وقد أثبتت أحدث الدراسات النفسية ان المرأة أكثر استعداداً للاصابة به من الرجل وذلك بحكم طبيعتها المرهفة وسيطرة المشاعر والأحاسيس علي تعاملها مع من يحيط بها ويؤكد خبراء الصحة النفسية ان الاكتئاب أنواع متعددة منها ما نحن بصدده اليوم وهو "الاكتئاب الموسمي" والذي يصيب المرأة في أغلب الأحوال في فترة تغير الفصول فحول أسبابه وكيفية علاجه دار هذا التحقيق. تؤكد الدكتورة سيدة أبو سوسو أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر علي ان الاكتئاب هو حالة تطرأ علي الإنسان تؤدي الي خلل في المزاج ويصاحبه خمول دائم وكسل مستمر وانعدام الرغبة في ممارسة أي شئ وملازمة المنزل وعدم الرغبة في رؤية أو التعامل مع أي شخص. وأضافت: لا يرتبط الاكتئاب الموسمي عند المرأة بتغيير الفصول فقط انما يرتبط أيضاً ببعض المتغيرات الفسيولوجية الأخري كالدورة الشهرية والحمل وفترة ما بعد الولادة حيث تصاب المرأة في هذه الفترة بتغيرات في حالتها المزاجية والنفسية ينعكس بالطبع علي علاقتها مع كل المحيطين بها.. لذا يجب علي أسرتها استيعاب هذه الحالة الطارئة ولابد من اظهار الاهتمام بها واشعارها بالأمان النفسي والاجتماعي كي تمر هذه الحالة بسلام ولا تتطور لما لا يحمد عقباه. توافقها الرأي الدكتورة نادية الشرنوبي أستاذ الصحة النفسية بجامعة الأزهر قائلة: الاكتئاب نوعان أحدهما عقلي وهو خطير وقد يفتك بصاحبه ويصاحبه سنوات طويلة والنوع الآخر دوري أو موسمي وهذا النوع له صورتان إما انشراح واستبشار مبالغ فيه وإما ضيق وحزن مبالغ فيه أيضاً فهتان الصورتان متناقضتان تماماً وفي الحالتين أنصح باستثارة طبيب متخصص لعمل اللازم ولا تترك المرأة نفسها لهذا المرض الذي قد يتطور معها ويصل لمرحلة يصعب معها العلاج. ضوء الشمس تشير د. نادية الي ان شروق الشمس والاضاءة الجيدة والجو النفسي المشرق يخفف كثيراً من حدة الاكتئاب هذا مع تناول بعض العقاقير الطبية المعالجة للاكتئاب. تضيف: هناك بعض الأعراض النفسية والعضوية المصاحبة لهذا المرض. فالنفسية تتمثل في اضطراب في عدد ساعات النوم واضطراب كذلك في تناول الطعام إما بالاقبال عليه بشراهة أو بالاعراض التام عنه هذا الاباضافة الي عدم الثقة بالذات والرؤية المظلمة للمستقبل.. أما العضوية فتتمثل في اضطراب بالمعدة وهياج بالقولون وآلام بالظهر لذا لابد من الذهاب لطبيب متخصص كي يكون العلاج علي أسس سليمة. الشخصية الهوسية تري الدكتورة عائشة محمود بهلول الباحثة النفسية والاجتماعية أن الاكتئاب يصيب المرأة بعد سن 35 وهي أكثر اسعداداً للاصابة به من الرجل وتشعر فيه بالحزن والارهاق وفقد الرغبة في عمل أي شئ جديد وذلك في شهري أكتوبر ونوفمبر وقد يمتد الأمر الي شهر مارس أي مع تغير الفصول حيث قلة كمية الضوء التي تتعرض له وهذا له أثر بالغ في الظهور خاصة في الشخصية الاكتئابية الهوسية أو الشخصية الحساسة والعاطفية. تشير الدكتورة عائشة الي وجود عدة أسباب لهذا المرض أهمها التغيرات الهرمونية كاضطراب الدورة الشهرية وما يصاحبها من نقص في هرمون الاستروجين وهذا بطبيعته يؤدي الي اضطراب النوم والأرق وتذبذب الحالة الانفعالية والغضب لأتفه الأسباب وأخيراً التفكير المشوش. ثانياً: الضغوط التي تقع علي عاتق المرأة ومسئولياتها الجسام تجاه أسرتها وأبنائها. ثالثاً: الانفعالات التي يصعب التعبير عنها.
