هل المرأة عرضة للاكتئاب أكثر من الرجل؟ الإجابة: نعم.. أما الاسباب والعلاج التي سنعرضها في السطور التالية فقد تم طرحها خلال الحلقات النقاشية لبرنامج وضع خدمات الصحة النفسية للمرأة والفتاة علي خريطة الدولة الصحية التي نظمتها جمعية الصحة النفسية بالعياط بمحافظة الجيزة بالتعاون مع المركز المصري لدعم المنظمات الأهلية والتي تم في إطارها عقد لقاءات بدأت بالاعلاميين ثم العاملين بالمجلس القومي للمرأة بالجيزة. وقد خلصت النقاشات إلي أن جميع الابحاث أظهرت أن معدل اصابة المرأة بالاكتئاب ضعف معدل اصابة الرجل.. ويرجع ذلك إلي عدة اسباب من بينها أن المرأة بفطرتها ذات مشاعر جياشة. هذا إلي جانب التغيرات البيولوجية المتلاحقة التي تتعرض لها المرأة في مراحل عمرها المختلفة, وهي عوامل تشكل ضغوطا تهيئها للاكتئاب.. كما ان الادوار المتعددة للمرأة لا تدع لها متسعا من الوقت للراحة. فمسئولياتها لا حصر لها ما بين الاهتمام بالزوج والابناءوترتيب المنزل واعداد الطعام إلي جانب اعبائها الاجتماعية تجاه الأهل والاصدقاء, فمهامها مختلفة عن الجميع وعندما تفرغ من انهاء تلك الأعمال فان عقلها لا يتوقف عن العمل لأنها دائما مهتمة بالتفاصيل فعليها معرفة احتياجات البيت ومطالب الابناء وحل مشاكلهم. كل هذه الأسباب وغيرها تعرض المرأة للإصابة بمعظم أنواع الاكتئاب مثل الاكتئاب الجسيم واعتلال المزاج و اكتئاب ما قبل الدورة الذي يصيب نحو30% من النساء. واكتئاب الحمل الذي يصيب10% واكتئاب بعد الولادة الذي يهاجم من10% إلي20% بدرجات مختلفة واكتئاب ما بعد انقطاع الدورة الذي تقع فريسته نسبة تتراوح بين10 و15% من النساء. ومع هذا فإن كثيرا من حالات الاكتئاب لا يتم تشخيصها إما لنقص معرفة كثير من الأطباء بها خاصة في المجتمعات النامية أو لأن المرأة نفسها تجد صعوبة في التصريح بمعاناتها من الاضطرابات النفسية في هذه المجتمعات التي تعتبر المتاعب النفسية وصمة اجتماعية. ومن ثم يتسبب اهمال التشخيص والعلاج إلي ظهور اعراض مثل المزاج الاكتئابي وانخفاض الاحساس بالمتعة وتضاؤل الاهتمامات واضطرابات الوزن بالزيادة أو بالنقصان و اضطرابات النوم والهياج الحركي والإحساس بعدم الاستقرار أو الجمود الحركي مع الاحساس ببطء الايقاع والتعب وفقد الطاقة وافتقاد قيمة الاشياء ولوم النفس والاحساس بالذنب. وضعف القدرة علي التفكير وضعف التركيز والتردد وعدم القدرة علي اتخاذ القرار والتفكير في الموت. ويفيد التشخيص في التعرف علي حالات الاكتئاب وفرص العلاج الذي يتمثل في العلاج الدوائي بواسطة مضادات الاكتئاب أو الكهربي لتنظيم إيقاع المخ في الحالات الشديدة أو العلاج النفسي الفردي أو الجماعي . العلاج العائلي الذي يتمثل في مساندة افراد الأسرة والعلاج الروحي ليتم الشفاء وتنعم الأسرة كلها بالاستقرار عندما يتحقق الاستقرار النفسي للمرأة. كانت تلك خلاصة النقاش الذي شارك فيه د. أحمد جمال ابوالعزايم رئيس الجمعية ود. فكري عبدالعزيز يونس مستشار الطب النفسي ود. محمد عبدالمجيد فليفل استاذ الصحة النفسية بجامعة الازهر ود. رانيا ممدوح مدرس مساعد الطب النفسي بجامعة القاهرة.