أكد علماء الإسلام والجماهير أن الشعب يريد نزع فتيل الأزمات والفتن والصراعات بين قيادات وأتباع الهيئات والجمعيات والتيارات الدينية المختلفة.. وهاجموا دعاة الفتنة الذين يدعون أنهم وحدهم علي الحق وان غيرهم علي الباطل وان يجب تغيير المنكر - من وجهة نظرهم - باليد مع أن هذا من اختصاص الحاكم وحده وليس فرادي الناس.. وطالبوا بجلوس الجميع معا لوضع إستراتيجية متكاملة للحوار الجاد والعمل البناء والتعاون المثمر لمصلحة جميع أبناء الوطن.. وحذروا من أن إثارة الفتن والقلاقل تخدم أعداء الداخل والخارج فضلا عن انها تفسد ثمار الثورة المباركة التي أطاحت بالمفسدين الذين راهنوا علي أن الفوضي هي البديل الوحيد للنظام البائد. البداية كانت مع الجماهير حيث انتقدوا بشدة ما يقوم به أصحاب بعض التيارات الإسلامية في مصر وفي هذه الآونة تحديدا في محاولة من كل تيار للسيطرة علي الموقف السياسي لصالحه وإقصاء الآخر والانفراد برأيه ومصادرة رأي الآخر -ناسين أو متناسين- مصلحة هذا الوطن وكل من يعيش فيه وغاضين الطرف عن الظروف العصيبة التي يمر بها وأهمية توحيد الصف والعمل من أجل نهضة المجتمع ومواجهة العدو الحقيقي لهذا الوطن الذي يريد تدميره وهدمه وإدخال أبنائه في دوامة من الفتن والصراعات غير المتناهية وفي السطور القادمة نستعرض آراءهم. -هشام رمضان- موظف:للأسف الشديد حالة الفوضي والغوغائية راحت تزحف علي كل شيء في مصر حتي بعض التيارات الإسلامية المختلفة في مصر والمشهود لها بالموضوعية والعقلانية في كثير من الأحيان صارت تهاجم غيرها من التيارات الأخري وتقلل من شأنها وتسخر من آرائها وتنتقدها بشدة سواء بحق وبدون وجه حق وذلك في محاولة منها لإقصائها والاستحواذ علي الموقف السياسي وحدها وبلا منافس. المصالح الشخصية -وجيه محمود - مهندس:أري أن ما حدث بمسجد النور بالعباسية هو خير دليل علي الفوضي التي عمت البلاد والتي يستغلها بعض أصحاب المصالح من الإسلاميين وتحقيق ما يروق لهم ضاربين عرض الحائط بكل القيم والمبادئ الدينية التي تعلموها ودرسوها في المؤسسات الإسلامية في مصر وهذا من وجهة نظري أكبر جرم يرتكبه عالم دين ولهذا يجب تنحية الخلافات. -عادل عبد الله - محاسب :أعتقد أن الوقت الراهن ليس وقت الانشقاق والخلاف بين المسلمين بعضهم البعض ولا بين أي طائفة من طوائف المجتمع المصري فلابد من العمل علي وحدة الصف المصري بكل فئاته وكل تياراته وتنحية الخلافات والمصالح الشخصية جانبا والعمل لصالح المجتمع وتفويت الفرصة علي رموز النظام السابق لإشاعة الفوضي داخل المجتمع. مخطط شيطاني -أحمد عبد الجليل - طالب :من المؤسف أن ما نراه من تناحر وتصارع بين أصحاب التيارات الإسلامية المختلفة في مصر ما هو إلا مخطط من قبل من يريدون هدم المجتمع وتدميره وللأسف الشديد البعض ينساق وراءهم وينفذ مخططهم دون أن يدري وهذه الطامة الكبري -علي عبد العال - موظف بشركة الكهرباء :لم أر وقتا يستعدي فيه المسلمون بعضهم البعض في أي وقت مضي مثلما أراه اليوم فالمسلمون انشقوا علي أنفسهم وراحوا يهاجموا بعضهم البعض ونسوا عدوهم الاساسي لذا لابد من الانتباه جيدا لذلك وقيام عقلاء المسلمين من كل تيار بتقريب وجهات النظر وإزالة الخلافات وتنحيتها جانبا من اجل تخطي هذه الأزمة والتغلب عليها والعمل يدا واحدة لصالح هذا الوطن -عبد الرازق هيكل - موظف علي المعاش :أكثر ما يحزنني و يصيبني بخيبة أمل هو أن أري جماعات المسلمين يتناحرون ويتصارعون من أجل المصالح الشخصية ولا يهمهم في ذلك صورة الإسلام في الداخل والخارج. احذر من الفوضي حذر الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق ورئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح من ضياع ثمار ثورة يناير التي استطاعت إزالة رموز الظلم نخشي أن نستبدل ذلك بفوضي وحرب أهلية بين أبناء الوطن الواحد مع أن النصيحة الإلهية الباقية إلي يوم القيامة ¢ واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ¢ فما أحوجنا إلي تطبيق ما نقرأه من نصوص شرعية في القرآن والسنة النبوية ولا نكتفي بمجرد قراءتها فقط. وقال : نحن في مفترق طرق وعلينا إما أن نختار ما بين جني ثمار الثورة التي نجحت لأن الشعب كله رفع شعار ¢ نحن جميعا ايد واحدة ¢. وبعد أن نجحنا في تحقيق هذا الهدف السامي إذا ببعض الجهلاء والمتشددين يحاولون هدم ما تم تحقيقه عن طريق إثارة الفتن والصراعات لهذا نحن في اشد ما نكون إلي التعاون وتحديد الأولويات في حياتنا وان نبتعد عن كل مواطن الفتنة وكل ما يؤدي إليها. التعاون فريضة ودعا الشيخ شوقي عبد اللطيف وكيل أول وزارة الأوقاف قيادات وأتباع الهيئات والمؤسسات والجمعيات والتيارات الدينية إلي أن يكونوا علي قلب رجل واحد وان يعذر بعضهم بعضا فيما اختلفوا فيه. وأن يكونوا يدا واحدة علي غيرهم من الأعداء الذين يتربصون بهم الدوائر ولهذا فإن النصيحة الإلهية للأمة بالتوحد والبعد عن التنازع والفرقة التي لن تترك وراءها إلا تمزقا فقال تعالي ¢ ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ¢. وأشار إلي أن الاتحاد قوة بل فإنني أؤكد أن الاتحاد والنصر وجهان لعملة واحدة والتاريخ الإسلامي خير شاهد فقد عمل الرسول صلي الله عليه وسلم علي توحيد المهاجرين والأنصار لبناء دولة إسلامية قوية وصد مؤامرات أعداء الداخل والخارج وقد قام المسلمون الأوائل ببناء اقوي وأفضل دولة عرفها التاريخ الإنساني لهذا فإننا في أشد الحاجة إلي إعادة قراءة التاريخ والاستفادة من دروسه للاستفادة من ايجابياته وتجنب أخطاء الماضي. وقال : إن وزارة الأوقاف مستعدة للتعاون مع الجميع لمصلحة الوطن حتي نحقق آمال الشعب فينا وأن نجني جميعا ثمار الثورة المباركة التي لم تكن لتنجح إلا بوقوف جميع أبناء الوطن صفا واحدا في مواجهة الطغاة والمفسدين حتي انه لم ترفع راية أو شعار ديني واحد خلالها لأنها في الحقيقة لم تكن ثورة فئة أو جماعة بعينها وإنما كانت ثورة شعب يجب أن يحمي مكتسبات ثورته وهذا لن يكون إلا من خلال استراتيجية للتعاون الجاد ليس بين الهيئات والمؤسسات والجمعيات والتيارات الإسلامية فقط بل بين كل أبناء الوطن الذين عليهم البعد عن كل ما يمزق الصفوف أو يزرع الفتن أو يشعل الصراعات والأحقاد وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم إذ يقول ¢ الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ¢. الحوار هو الحل يؤكد الدكتور محمد المختار المهدي الرئيس العام للجمعية الشرعية وعضو مجمع البحوث الإسلامية إلي أن توحيد التيارات والجماعات الإسلامية أمر مستحيل لاختلاف الرؤي والتوجهات والأهداف والوسائل ولكن يمكن التوصل إلي صيغ للتفاهم والتعاون تنفيذا لقوله تعالي ¢ وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان ¢. وأشار إلي أن هذا التعاون لن يكون عن طريق التصادم والعنف وترديد الشعارات المعادية بل عن طريق الحوار البناء الذي يضع مصلحة الجماعة قبل مصلحة الفرد لأن ثمار ذلك يجنيها الجميع وبالتالي يستفيد منها كل أبناء الوطن. ودعا الدكتور المهدي جميع قيادات الهيئات والتيارات والجمعيات الإسلامية إلي فتح صفحة جديدة والتعالي عن الاختلافات والصراعات التي سيدفع جميع أبناء الوطن ثمنها من الأمن والاستقرار وزيادة مطامع الأعداء الذين يعملون علي تطبيق المخطط الاستعماري القائم علي مبدأ ¢ فرق تسد ¢. لا للإقصاء والاستعلاء ويشير الشيخ عبد الحليم العزمي مدير تحرير مجلة ¢ الإسلام وطن ¢ التابعة للطريقة العزمية إلي انه يجب أن يكون اختلافنا كمسلمين هو اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد وصراع حتي نستطيع أن نحقق المفهوم الصحيح للأمة التي وصفها الله سبحانه وتعالي بقوله ¢ كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ¢. وهذه الخيرية لا يمكن أن تتحقق في ظل الصراع الحالي وسياسة الإقصاء وادعاء كل فريق أو مجموعة أنها وحدها علي الحق وأن الآخرين علي الباطل وأشار إلي أن أنصار الطرق الصوفية مستعدون بقلوب مفتوحة وصافية للتحاور مع راغبي الحوار بصدق من اجل مصلحة الوطن وفي نفس الوقت نرفض الوصاية أو الاستعلاء من بعض التيارات أو الجماعات التي تنظر إلي نفسها أنها الفرقة الوحيدة الناجية وان بقية الأمة في النار وهذا أمر مرفوض شرعا لأننا جميعا مسلمون وان الاختلافات بيننا في الفروع وليس في الأصول