الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاق. دعوة حية دائمة للسلام. سلام النفس. قال الله -عز وجل- "هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم" 4 الفتح. سلام داخل المجتمع الواحد. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.." سلام بين المجتمعات المتعددة والمختلفة الأعراف واللغات والعقائد والثقافات. الإسلام يوجب علي اتباعه حل المنازعات بينهم وبين غيرهم بالطرق السلمية قال الله -عز وجل- "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل علي الله" الأنفال. "يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين" 208 البقرة. وبالاستقراء في التاريخ الإنساني عامة والإسلامي خاصة نجد أن الإسلام عبر قرون عديدة في مواجهة حضارات متعددة وأنظمة متنوعة وبيئات مختلفة تعامل بالحكمة والتعايش بعدم المحو أو الإهلاك بل بالتوجيه الحكيم والإرشاد الأمين فنظم جميع أمورها وأحوالها وحل كل مشاكلها واستوعب أوضاعها ووصل بالمجتمع الإنساني إلي أعلي درجات التنظيم الواعي في طرقه وقواعده علي أسس من العدل والمساواة والإخاء والسلم والسلام. كذلك فإن الإسلام يذخر ويفخر بالمباديء والقواعد الداعية للسلام مثل الموادعة والهدنة والصلح وعقد المعاهدات التي تدل دلالة واضحة علي أن الإسلام سلم وسلام وأمن وأمان وإخاء ووئام وليس أدل علي ما سلف وأشباهه ونظائره من صيانة الإسلام لدماء وأموال المعادين المستأمنين بل والدفاع عنهم إذا وقع عليهم عدوان في أبدانهم أو أموالهم بل ولو في أماكن عبادتهم ومنع عنهم كل أذي. وقد استفاضت المصنفات الفقهية الإسلامية في هذا مثل الفروق للقرافي والخراج لأبي يوسف والأموال لأبي عبيد وغير ذلك. لقد غرس الإسلام في اتباعه أخلاق الرحمة والعدل حتي في أشد الحالات مع مخالفيه قال الله -عز وجل: "وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم علي سواء إن الله لا يحب الخائنين" يكفي الإسلام شرفا وفخرا أن كلمة "الحرب" في كتاب الله -سبحانه- لم ترد مقرونا بالدعوة إليها أو الحض عليها أو تمجيدها بل جاء ذكرها بوصف بشع "حتي تضع الحرب أوزارها" 4 محمد. لقد أقام الإسلام دعوته علي أسس من الإقناع الحكيم والإرشاد الأمين والبرهان الناصع الساطع فقد حرر النفوس وهدي القلوب وأضاء العقول وشرح الصدور وأحل الطيبات وحرم الخبائث ووضع عن الناس الأثقال والأغلال التي كانت عليهم وبالسلم والسلام كون من الشتات أمة متحدة متآلفة مسلمة مسالمة عالمة عارفة متعاونة تأمر بالمعروف برفق وتنهي عن المنكر بإحسان لم يتخذ الإكراه وسيلة لنشر وقبول دعوته ولم يشرع حمل السلاح لإذلال الناس ولا استباحة أملاكهم.