مستشار ترامب يدعو إلى فرض عقوبات على مسؤولي الجنائية الدولية    رصدنا جريمة، رئيس إنبي يهدد اتحاد الكرة بتصعيد أزمة دوري 2003 بعد حفظ الشكوى    جوميز يتحدى الأهلي: أتمنى مواجهته في السوبر الأفريقي    حلمي طولان: مستاء من سوء تنظيم نهائي الكونفدرالية.. وأحمد سليمان عليه تحمل الغرامات    أهالي سنتريس بالمنوفية ينتظرون جثامين الفتيات ضحايا معدية أبو غالب (فيديو وصور)    متحدث "مكافحة الإدمان": هذه نسبة تعاطي المخدرات لموظفي الحكومة    برقم الجلوس.. موعد إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 الترم الثاني (الرابط والخطوات)    بالصراخ والبكاء.. تشييع جثامين 5 فتيات من ضحايا غرق معدية أبو غالب    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق.. مقترح يثير الجدل في برنامج «كلمة أخيرة» (فيديو)    زيادة يومية والحسابة بتحسب، أسعار اللحوم البتلو تقفز 17 جنيهًا قبل 25 يومًا من العيد    ب1450 جنيهًا بعد الزيادة.. أسعار استخراج جواز السفر الجديدة من البيت (عادي ومستعجل)    جوميز: عبدالله السعيد مثل بيرلو.. وشيكابالا يحتاج وقتا طويلا لاسترجاع قوته    عاجل.. مسؤول يكشف: الكاف يتحمل المسؤولية الكاملة عن تنظيم الكونفدرالية    سيراميكا كليوباترا : ما نقدمه في الدوري لا يليق بالإمكانيات المتاحة لنا    نائب روماني يعض زميله في أنفه تحت قبة البرلمان، وهذه العقوبة الموقعة عليه (فيديو)    السفير محمد حجازي: «نتنياهو» أحرج بايدن وأمريكا تعرف هدفه من اقتحام رفح الفلسطينية    دبلوماسي سابق: ما يحدث في غزة مرتبط بالأمن القومي المصري    روسيا: إسقاط طائرة مسيرة أوكرانية فوق بيلجورود    بينهم طفل.. مصرع وإصابة 3 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بأسوان    "رايح يشتري ديكورات من تركيا".. مصدر يكشف تفاصيل ضبط مصمم أزياء شهير شهير حاول تهريب 55 ألف دولار    حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 22-5-2024 مهنيا وعاطفيا    إبداعات| «سقانى الغرام».... قصة ل «نور الهدى فؤاد»    تعرض الفنانة تيسير فهمي لحادث سير    إيرلندا تعلن اعترافها بدولة فلسطين اليوم    الإفتاء توضح أوقات الكراهة في الصلاة.. وحكم الاستخارة فيها    طريقة عمل فطائر الطاسة بحشوة البطاطس.. «وصفة اقتصادية سهلة»    لعيش حياة صحية.. 10 طرق للتخلص من عادة تناول الوجبات السريعة    اليوم.. قافلة طبية مجانية بإحدى قرى قنا لمدة يومين    وزيرة التخطيط تستعرض مستهدفات قطاع النقل والمواصلات بمجلس الشيوخ    موعد مباراة أتالانتا وليفركوزن والقنوات الناقلة في نهائي الدوري الأوروبي.. معلق وتشكيل اليوم    دعاء في جوف الليل: اللهم ألبسنا ثوب الطهر والعافية والقناعة والسرور    «معجب به جدًا».. جوميز يُعلن رغبته في تعاقد الزمالك مع نجم بيراميدز    بالصور.. البحث عن المفقودين في حادث معدية أبو غالب    أبرزهم «الفيشاوي ومحمد محمود».. أبطال «بنقدر ظروفك» يتوافدون على العرض الخاص للفيلم.. فيديو    هتنخفض 7 درجات مرة واحدة، الأرصاد الجوية تعلن موعد انكسار الموجة شديدة الحرارة    قناة السويس تتجمل ليلاً بمشاهد رائعة في بورسعيد.. فيديو    شارك صحافة من وإلى المواطن    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الأربعاء 22 مايو 2024    قبل اجتماع البنك المركزي.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 22 مايو 2024    محافظ كفر الشيخ يتفقد أعمال تطوير شارع صلاح سالم وحديقة الخالدين    إزاى تفرق بين البيض البلدى والمزارع.. وأفضل الأنواع فى الأسواق.. فيديو    مواصفات سيارة BMW X1.. تجمع بين التقنية الحديثة والفخامة    أول فوج وصل وهذه الفئات محظورة من فريضة الحج 1445    عمر مرموش يجرى جراحة ناجحة فى يده اليسرى    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    بعبوة صدمية.. «القسام» توقع قتلى من جنود الاحتلال في تل الزعتر    المتحدث باسم مكافحة وعلاج الإدمان: نسبة تعاطي المخدرات لموظفي الحكومة انخفضت إلى 1 %    محمد حجازي ل"الشاهد": إسرائيل كانت تترقب "7 أكتوبر" لتنفيذ رؤيتها المتطرفة    ضد الزوج ولا حماية للزوجة؟ جدل حول وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق ب"كلمة أخيرة"    خبير تغذية: الشاي به مادة تُوسع الشعب الهوائية ورغوته مضادة للأورام (فيديو)    حدث بالفن | فنانة مشهورة تتعرض لحادث سير وتعليق فدوى مواهب على أزمة "الهوت شورت"    أخبار × 24 ساعة.. ارتفاع صادرات مصر السلعية 10% لتسجل 12.9 مليار دولار    "مبقيش كتير".. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    حجازي: نتجه بقوة لتوظيف التكنولوجيا في التعليم    موقع إلكتروني ولجنة استشارية، البلشي يعلن عدة إجراءات تنظيمية لمؤتمر نقابة الصحفيين (صور)    وزير الري: إيفاد خبراء مصريين في مجال تخطيط وتحسين إدارة المياه إلى زيمبابوي    استعدادات مكثفة بجامعة سوهاج لبدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علماء الدين يحذرون من اختطاف عقولهم‏..‏
المستقبل‏..‏ اسمه الشباب تحقيق‏:‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 14 - 01 - 2011

بعض الشباب وهم قليل الذين باعوا أنفسهم ودينهم وأهلهم ووطنهم للشيطان يقومون بتفجير أنفسهم في الأبرياء والآمنين ليحصدو أكبر قدر من الأرواح ويعيثون في الأرض فسادا مبررين هذه الأفعال الإجرامية علي أنها من باب الجهاد في سبيل الله ولنصرة المسلمين ولرفع راية الإسلام‏.. والإسلام بريء من هذه الأفعال التي لا تمت له من قريب أو بعيد‏..‏ وهم بهذه الأعمال الإجرامية يقدمون خدمة ذهبية لاعداء الإسلام والمتربصين بهذا الوطن‏..‏الذين يريدون النيل منه ومن ثوابته وقيمه ومبادئه‏...‏ في هذا التحقيق نحاول أن نشخص الداء ونظهر الأسباب الحقيقة التي تغرر ببعض الشباب لإحداث الفتنة داخل المجتمع حتي نستطيع أن نضع أقدامنا علي طريق العلاج الصحيح فنقضي علي كل ما يهدد أمن واستقرار المجتمع‏.‏
الإسلام دين السلام
الإسلام دين الحب والسلام والرحمة والإخاء والألفة‏..‏ وديننا لا يعرف العنف وقسوة القلب واستباحة الدماء بغير وجه حق بل إنه يحرم مجرد الإشارة بالسلاح لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم من رفع علينا السلاح فليس منا ونهي صلي الله عليه وسلم عن ترويع الآمنين ولو كان علي سبيل الدعابة‏..‏ فما بالنا بمن يروع الآمنين ويعيث في الأرض فسادا؟‏!..‏ هذا ما أكده الدكتور مصطفي مراد الأستاذ بكلية الدعوة جامعة الأزهر الذي قال‏:‏ جاء شرعنا الحنيف بتحريم إيذاء الآمنين بأي لون من ألوان الإيذاء لأن الإسلام هو دين السلام مع سائر المخلوقات فتحيته سلام وربه اسمه السلام ودينه الإسلام ومنهجه تحقيق أمن الناس وسلامتهم في العاجل والآجل‏..‏ وقد روي البخاري أن النبي صلي الله عليه وسلم مروا عليه بجنازة‏,‏ فقام لها واقفا‏,‏ فقالوا‏:‏ يا رسول الله‏,‏ إنها جنازة يهودي‏!‏ فقال‏:)‏ أليست نفسا؟‏),‏ ونهي الإسلام عن قتل الحيوان بغير مصلحة حقيقية فيها فائدة لبني البشر قال النبي صلي الله عليه وسلم‏:(‏ من قتل عصفورا عبثا عج إلي الله يوم القيامة يقول‏:‏ يارب إن فلانا قتلني عبثا ولم يقتلني منفعة‏)..‏ فهذه رحمة الإسلام مع العوالم غير العاقلة فكيف بالإنسان الذي كرمه الله عز وجل؟ قال تعالي‏:(‏ ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا‏),‏ لكن بعض الناس والشباب منهم تغيب عنه هذه الحقائق أو يتغيب عنها فيعامل الناس بعنف ويقابل الخلق بشدة ويشهر سلاحه في وجه من يخالفه وقد قال تعالي‏:(‏ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين‏),‏ وحتي من جاء إلي بلادنا ولم يكن من أبناء دولتنا وهو مخالف لعقيدتنا راغب في قضاء مصلحة أو لأي سبب من الأسباب فإنه يلزم علينا أن نحميه ونحفظ سلامته‏.‏
محاربة الجهل
من أهم الأسباب التي تؤدي إلي حدوث الفتنة بين شباب المجتمع الجهل بحقيقة الدين الإسلامي‏..‏ فالفراغ الديني لدي كثير من الشباب أعطي الفرصة للجماعات الإرهابية لشغل هذا الفراغ بالأفكار الهدامة التي يروجون لها ويعتنقونها‏,‏ وتقصير العلماء الربانيين في القيام بواجب النصح والإرشاد هو الذي أفسح المجال لهؤلاء الجهال بأن يفتوا في دين الله عز وجل بغير علم هذا ما أكده الشيخ عماد مالك إمام وخطيب بالأوقاف الذي قال‏:‏ إذا انتشر الجهل بين الناس ارتكبت المحرمات وانتهكت الحرمات وانحلت الأخلاق وزهقت الأرواح البريئة لأن الجاهل يتجرأ علي الله عز وجل ولا يبالي بما يفعل‏..‏ فلا خوف من الله يردعه ولا حياء من الناس يمنعه‏.‏
وأوضح أن من أسباب تفشي الجهل أن يطلب العلم من غير أهله فيطلب العلم من جاهل لا يعرف عن دين الله إلا القشور البسيطة فيفتي بغير علم فيحلل الحرام ويحرم الحلل وربما أفتي بالاعتداء علي الآخرين أو انتهاك حرماتهم‏.‏
وطالب بضروة محاربة الجهل وبناء الإنسان بالعلم عن طريق إقامة المؤتمرات والمنتديات العلمية في المدارس ودور العبادة وحتي داخل أماكن العمل حتي يتعلم الناس ويعودوا إلي رشدهم‏..‏ فالإنسان العالم بدينه وبهدي نبيه صلي الله عليه وسلم هو الإنسان الذي يتسع أفقه للآخرين ويقوم الأعوج ويصلح الفاسد ويقاوم الشر ويحارب الفتنة والتطرف‏.‏
إصلاح المفاهيم الخاطئة
‏..‏ويشيرالدكتور محمد الشحات الجندي الأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية إلي أن الأمة تواجه موجات من الخلل في التفكير لدي البعض خاصة من الشباب نتيجة الجهل بالدين الإسلامي فنجد البعض بدافع الحماس والتضليل الفكري والفهم المغلوط لحقائق الإسلام يلجأ في بعض الأحيان إلي القيام بتصرفات تضر ببني وطنه أو بني أمته أو بأحد الأبرياء من غير المسلمين ويسقطهم ضحايا بحجة أن هذا عمل إسلامي‏,‏ والإسلام منه بريء‏,‏ ولاشك أن هذا الخلل أو الاضطراب في الفكر يتطلب أن يقوم العلماء بواجبهم نحو إصلاح هذا التفكير المغلوط لدي بعض أفراد الأمة واستبداله بأفكار صحيحة عن رسالة الإسلام في الكون والحياة وإفهامهم أن كل من يرتكب جريمة ضد إنسان بريء مسلما كان أو غير مسلم فإنه يرتكب خطيئة كبري ضد الإنسانية جمعاء مصداقا لما جاء في القرآن الكريم‏(‏ أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فسادا في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا‏).‏
ويضيف‏:‏ المشكلة أن من يتورط في مثل هذه الأفعال الإجرامية يعتبر أنها السبيل لإعادة مجد الإسلام وإقامة دولته الرائدة في عالمها المعاصر وغاب عن فكر هؤلاء الشباب أن هذا العمل الذي زينه لهم بعض المتطرفين يمثل كارثة محققة علي الإسلام ويقدمه للعالم علي أنه دين سفك الدماء ودين رفض الآخر ورفض التعايش مع العصر الحاضر وتصويره بأنه دين يكره الحضارة الغربية وأنه يعيش في صراع دائم مع كل ما هو غير مسلم وهذا يتعارض بالقطع مع البلاغ القرآني‏(‏ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين‏),‏ وهذه الأعمال تكون وسيلة لتنفير غير المسلمين لا سيما الغرب من اعتناق الإسلام والإقبال عليه‏..‏ كما أنه يتناقض مع ثوابت الدولة الإسلامية في عصرها الأول والتي كانت تجمع بين أفرادها المسلم وغير المسلم‏,‏ وتجربة التاريخ الإسلامي في عصوره المتعاقبة خير شاهد علي قبول الاسلام لكل إنسان يعيش داخل مجتمعه طالما لا يعادي هويته أو يتآمر عليه‏.‏
وناشد الجندي العلماء أن يتحملوا المسئولية الملقاة علي عاتقهم في محاربة الفتن‏..‏ وحماية المجتمع من هذا الخطر الذي يهدد الأمة بأكملها‏..‏ فدور العلماء يعد دورا محوريا مهما في تصحيح المفاهيم الخاطئة لدي الشباب والأخذ بأيديهم إلي بر الأمان حتي نستطيع أن نحميهم من أنفسهم‏.‏
وطالب العلماء بأن يتعاملوا مع الشباب بفكر خلاق ينبع من أصالة الإسلام في بناء الشخصية وتربية وجدان المسلم علي الانتماء لحب الدين والوطن والأمة وقبول الآخر والقسط في التعامل معه وإفهام الشباب الذين هم طاقة الأمة ومشروعها الحضاري في الحاضر والمستقبل وأن الإسلام رسالة للتعايش وقبول الآخر والتعاون معه لما فيه الخير والصالح العام‏.‏ وأوضح د‏.‏ الجندي أنه ينبغي علي العلماء في عصرنا الحالي إبراز حق الأمن النفسي والوجداني والحياتي للبشر جميعا فهذا هو مضمون رسالة الإيمان التي جاء بها الإسلام‏,‏ فحماية النفس مقصد من مقاصد الشريعة بما يعني الحفظ الشامل الذي يحرم كل أنواع الاعتداء المادي والمعنوي علي النفس الإنسانية ويشمل ذلك ترويع الأمنين أو مجرد التفكير في الاعتداء عليهم ومن باب أولي قتل نفس بريئة في موضع أمانها‏,‏ بل ان المسلم مطالب بتحقيق الأمان حتي للمشرك كما ورد في قوله تعالي‏:(‏ وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتي يسمع كلام الله‏),‏ فهذا يدل علي أن الأمان لكل إنسان حتي ولو كان ملحدا‏,‏ ومن يعيش في داخل الوطن أولي وأجدر بتوفير الأمان لنفسه وماله ولأهله وذويه ويعتبر ذلك مسئولية كل مسلم‏.‏
التركيز علي الجانب الفكري
واتفق معه الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف علي ضرورة التركيز علي الجانب الفكري لأن الإرهاب في الغالب هو نتاج فكر خاطئ‏,‏ والفكر لابد من مواجهته بالفكر ويكون ذلك من خلال توجيه الشباب عبر الإعلام والمنابر المختلفة إلي بعض الحقائق الإسلامية وهي أن المسلم كما عرفه النبي صلي الله عليه وسلم‏:(‏ المسلم من سلم الناس من لسانه ويده‏),‏ وأن المؤمن‏:(‏ من أمنه الناس علي دمائهم وأموالهم‏),‏ وأن الأصل في علاقات المسلمين بغيرهم هو السلم لا الحرب‏,‏ والباعث علي القتال وإقرار الحرب إنما هو للضرورة ودفع العدوان ومقاومة الغاصبين والمحتلين وطردهم من ديار المسلمين والمستضعفين والمظلومين‏,‏ وأن القتال شرع لدفع عدوان المعتدين علي النفس أو الأرض أو الأعراض أو الأموال والممتلكات‏,‏ لقوله تعالي‏:(‏ وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين‏),‏ فمن قاتلنا وبدأ العدوان علينا قاتلناه ورددنا اعتداءه‏.‏
وأوضح أن القتال في الإسلام لمن قاتلنا وليس لمن خالفنا‏,‏ فإن الاختلاف سنة كونية‏.‏ وعلينا أن نتعايش مع هذه السنة‏,‏ مهما كانت درجة الاختلاف حتي لو كانت في العقيدة‏.‏ فنحن نؤمن بحرية الاعتقاد‏,‏ وحرية ممارسة الشعائر التعبدية بناء علي حرية العقيدة‏,‏ لقول الله تعالي‏:(‏ لا إكراه في الدين‏),‏ فلا يجوز لفئة أو جماعة أن تعطي لنفسها الحق في إجبار الناس علي التزام دين معين‏.‏
غرس العقيدة الصحيحة
‏..‏واعتبر الدكتور محمد المختار المهدي رئيس الجمعية الشرعية أن السبيل لحماية شبابنا من خطر الفتنة هو الاهتمام ببناء الفرد المسلم علي أسس عقدية إيمانية‏..‏ فإذا قمنا بترسيخ الفكر الإيماني في نفوس أولادنا فإننا لن نجد مثل هذه الظواهر الغريبة علي مجتمعنا‏..‏ فالعقيدة هي التي تحرك القوة والطاقات البشرية‏..‏ كما أن الإنسان بعقيدته يدرك أن هناك بعثا وحسابا مع الله‏..‏ ومن أجل هذا الهدف يعمل الإنسان فتستقيم حياته وكل أفعاله‏..‏ والمشكلة أن الغرب يريد أن يضيع عندنا هذه العقيدة بالفكرة العلمانية وهي أن الإنسان يعيش للدنيا فقط‏..‏ ولو حدث هذا وفرغ عقل الشباب من الحساب والعقاب في الآخرة لانفلتت المعايير بالنسبة له‏.‏
ويضيف‏:‏ مشكلة الشباب أنه ليس لديه هدف معين يسعي إليه ويستفرغ طاقته في سبيله‏.‏ وطالب بأن يكون للشعب هدفا قوميا تجتمع عليه الأمة‏..‏ فغياب الهدف القومي يجعل هناك أنانية‏..‏ فكل إنسان يريد تحقيق مصلحته فقط بغض النظر عن مصلحة المجتمع‏.‏ وأشار إلي أن المسلمين الأولين كان لهم هدف وهو نشر الحق والعدل في العالم كله من منطلق أن رسالتهم رسالة عالمية وأنه الإسلام رحمة للعالمين‏..‏ فصار المسلم يضحي بماله وكل ما يملك للوصول إلي هذا الهدف‏..‏ فالمسلم كان هدفه الأول دخول الجنة وكان يدفع ثمن هذه السلعة الغالية‏..‏ قال صلي الله عليه وسلم‏:(‏ ألا إن سلعة الله غالية‏,‏ ألا إن سلعة الله الجنة‏).‏ فكان المسلم يفعل كل شيء من أجل المصلحة الباقية ألا وهي الجنة قال تعالي‏:(‏ بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقي‏).‏
وأوضح أن الفكر الإسلامي المعتدل تم تفريغه من عقول الشباب عندما أتي الاستعمار بمناهج علمانية وترك موضوع التربية الدينية‏.‏
وطالب بأن يكون تدريس مادة التربية الدينية في المدارس من مراحل الطفول إلي الجامعة ويتم اختيار المناهج المحققة لهذه الأهداف واختيار القيم المشتركة بين الديانات السماوية كلها مثل الفضائل والأخلاق ورقابة الله والصدق والعفة والمعاملة الطيبة‏..‏ فالتعليم الديني هو الذي يزرع في نفس الشباب هدفا كبيرا يسعون إليه وهو نشر الحق والعدل والهداية للعالمين والسعي إلي رضوان الله والوصول إلي الجنة والرحمة والعتق من النار‏..‏ كل هذه المبادئ تجعل كل شخص يتقن عمله ويحسن معاملة الآخر لأنه ينتظر الجزاء من الله عز وجل ولا ينتظر ثوابا من أحد‏.‏ وأشار إلي أن الشباب لو درس الإسلام دراسة صحيحة فسيعلم أن المعاملة الطيبة مع غير المسلم المسالم الموجود معنا في نفس الوطن شيء عقدي‏,‏ كما أنه سيعلم أن الحفاظ علي دور العبادة سواء كانت مسجدا أو كنيسة شيء مقدس في الإسلام قال تعالي‏:(‏ ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا‏)..‏ وبالعقيدة الصحيحة السليمة فإن المسلم سيطبق هذه الأوامر الإلهية ابتغاء مرضات الخالق وليس لإرضاء الخلق‏.‏
نبذ التعصب
‏..‏ واعتبر الدكتور حسام الدين عزب استاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس أن من يسعي لحدوث فتنة داخل المجتمع عن طريق ارتكاب بعض الأعمال الإجرامية هو إنسان يعاني من مرض نفسي‏..‏ فالسلوك الإرهابي في تعريف علم النفس هو سلوك مرضي يتعارض تماما مع السلوكيات السوية‏..‏ فالإنسان السوي الصحيح من الناحية النفسية هو ذلك الإنسان الذي يدرك قيم التسامح وتقبل الآخر بل واحترام الآخر أيا كانت معتقداته أو لونه أو جنسه‏.‏
ويضيف‏:‏ معظم الذين يرتكبون مثل هذه الجرائم بعيدون كل البعد عن الدين أو لديهم تدين مشوه‏,‏ لذلك يجب ألا نقوم بتشويه صورة الدين أمام الشباب لأن الدين هو السبيل لحمايتهم‏..‏ فالرسالات السماوية إذا اجتمعت علي شيء فإنما تجتمع علي تحريم إيذاء الروح الإنسانية أو إزهاقها ويجب توضيح ذلك للشباب‏..‏ ومن هذا المنطلق تكون عملية التنشئة الدينية والاجتماعية والخلقية والسياسية لأطفالنا منذ الصغر هي الخط الدفاعي الوقائي الأول الذي يحمي شبابنا من الفتن التي تضر بالمجتمع‏.‏
وطالب بتجنيد كافة مؤسسات المجتمع بداية من الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام والمؤسسة الدينية وغير ذلك من مؤسسات المجتمع المدني علي سياق واحد ألا وهو نبذ التعصب وإرساء قيم التسامح وتقبل الآخر وتعظيم الروح والنفس الإنسانية‏.‏
وأشار إلي أن من يرتكب مثل هذه الأعمال هو شباب محبط لا يستطيع تحقيق الحد الأدني من طموحاته‏,‏ وليس لديه مقومات الحياة الكريمة‏.‏
وطالب المجتمع بأن يكرس كل امكانياته لخدمة هؤلاء الشباب واحتضانهم وتهيئة الحياة الكريمة لهم‏..‏ لأن أي شاب في مقتبل العمر لدية احتياجات إذا لم يحققها سيتحول إلي قنبلة موقوته تنفجر في وجه المجتمع‏..‏ ويتحول إلي كائن يستطيع أن يبيع نفسه لإشباع هذه الاحتياجات خاصة عندما نضع في الاعتبار أن الشباب هو مرحلة البحث عن الذات ومرحلة التطلع لتحقيق الأحلام والطموحات‏,‏ وعدم تحقيق هذه الطموحات مع غياب منظومة الدين والقيم والأخلاق تحدث تركيبة سيكولوجية للشباب تجعله عرضة للانحلال الأخلاقي وإدمان المخدرات والانحراف‏.‏
عودة دور الأسرة
‏..‏واعتبر الشيخ أحمد تركي إمام وخطيب مسجد النور بالعباسية التفكك الأسري والمجتمعي وغياب الآباء عن المنزل من أهم أسباب قيام بعض الشباب بأعمال تخريبية تضر بالوطن وتثير الفتنة داخل المجتمع إضافة إلي افتقاد الشباب للقدوة الصالحة داخل وخارج الأسرة الأمر الذي يجعلهم يلجأون إلي الاقتداء بقدوات سيئة سواء في الانحلال الأخلاقي والسلوكي والمجتمعي أو التشدد والتطرف‏.‏
وأوضح أنه لا يمكن حماية أبنائنا من خطر الإرهاب إلا بعودة الترابط والتماسك بين أفراد الأسرة بل بين أفراد المجتمع والسبيل لذلك عودة الآباء لتريبة الأبناء تربية إيمانية صحيحة‏.‏ ويضيف‏:‏ يجب علي الآباء أن يوفروا أوقاتا للجلوس مع أبنائهم والاستماع إليهم ولمطالبهم وحل مشاكلهم والحوار معهم حتي لا يشب الأبناء علي الانفصال التام عنهم‏,‏ كما يجب علي الآباء أن يتعاملوا مع الأبناء بحكمة ويقدموا لهم القدوة فيكون الأب والأم قدوة صالحة عمليا أقرب إلي الخير منها إلي الشر‏.‏
وطالب الآباء بأن يهيئوا مناخا داخل المنزل يغذي الشاب إيمانيا وروحيا وأيضا يكون فيه استقرار وطمأنينة ويكون هناك صداقة بينهم انطلاقا من قاعدة سيدنا عمر بن الخطاب الذي قال فيها‏:(‏ ابن خمس أمير‏,‏ وابن سبع أسير‏,‏ وابن أربعة عشر وزير‏,‏ وابن عشرين أخ‏,‏ وابن ثلاثين جار‏),‏ وهذه القاعدة تشير إلي أن الطفل ابن خمس سنين يجب أن يعامل معاملة الأمراء في التدليل وخلق جو من الحب والمشاعر الفياضة حتي تتكون شخصيته بصورة متزنة ويؤكد هذا فعل رسول الله صلي الله عليه وسلم مع الحسن والحسين حيث كان يبالغ في تدليلهما واللعب دوم والشفقة عليهما‏,‏ أما سن السابعة فيعامل الطفل فيها معاملة الأسير بالرفق به والرحمة معه وبداية تدريبه علي التكليفات والمسئولية‏,‏ وزرع القيم والعقيدة الصحيحة فيه والتي لو لم يتم غرسها في المهد لشق علي كثير من الأسر استدراكها مستقبلا‏..‏ فالطفل الذي يتربي علي قيم الإسلام السمحة من الصعب أن يبتعد عن المنهج الصحيح لأنه تم تأسيسه تأسيسا سليما‏,‏ فالأسرة غرست فيه العقيدة الإسلامية الصحيحة منذ الصغر‏,‏ والتعليم في الصغر كالنقش علي الحجر يظل أثره مع الإنسان حتي الممات‏..‏ ولكن عندما تفككت الأسرة وانحل المجتمع لم يجد الأطفال من يغرس فيهم هذه القيم وجرفهم التيار وانحرفت الأخلاق وضاعت القيم وأصبحوا عرضة للانحراف‏.‏
ويضيف‏:‏ أما ابن أربعة عشر عاما فيعامل معاملة الوزراء في أخذ المشورة منه وإقامة الحوار معه وأخذ رأيه في بعض القضايا التي تخص المنزل أو القضايا العامة حتي يتم تدريبه علي كيفية التعامل مع أمور الحياة وهذا ينقل خبرة الأب إلي أولاده بهذا الأسلوب‏,‏ وابن العشرين أخ بمعني أنه قد اعتمد علي نفسه من خلال أسلوب التربية السابق وإن احتاج إلي مساعدة نساعده ويكون هناك صداقة بين الوالد وابنه بحيث يعلم كل أخباره ويتدخل في الوقت المناسب قبل أن تحدث المشكلات ويساعده في حلها‏..‏ لكنه لا يأخذ له قرار‏,‏ أما ابن الثلاثين فهو جار بمعني أنه استقل بحياته وتحمل المسئولية فله حقوق الجوار‏..‏ وإذا ربي الآباء أبناءهم علي هذه القاعدة العمرية فلن نجد شابا يعاني من الانحراف ويسعي لحدوث الفتن داخل المجتمع‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.