أكد الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية أن العلاقات الأخوية بين أبناء الوطن الواحد مسلمين ومسيحيين في مصرنا العزيزة يسودها الأحترام والإخاء المتبادل. وتمتاز بالصلابة والقوة. وقال إن معرض "كشف الستار عن الفن القبطي" الذي افتتح بقصر الأمير طاز حدث تاريخي ووطني في غاية الأهمية يؤكد أصالة الشعب المصري وقدرته علي تجاوز المحن العابرة. مضيفا أن وحدتنا الوطنية نموذج يحتذي به في كل دول العالم في التعايش والسلم الأجتماعي. وجعلت الوطن واحة للأستقرار والأمان دون تفرقة أو تمييز. ويؤكد أن احتفالية المجلس الأعلي للآثار التي أعدها بمناسبة مرور مائة عام علي إنشاء المتحف القبطي. تكشف عن الفن المصري عبر العصور والهوية المصرية القبطية والإسلامية التي تعكس ثوابت الشعب المصري الأصيل. وقال فاروق حسني وزير الثقافة إن المعرض هو الأول للفن القبطي والاثار القبطية. وهو حالة جميلة ويثبت أن تاريخ مصر متصل. مضيفا أن الهدف من الآحتفال هو إظهار جمال الفن القبطي وإخراج القطع الأثرية من أيقونات وبرديات نادرة من المخازن حتي يشاهدها المجتمع. وأضاف أن المعرض يعبر عن التاريخ القبطي وهو فرصة ليري المصريون فنون بلادهم. حيث يلقي الضوء علي روائع الفن القبطي من القرن السابع وحتي القرن الثامن عشر. مؤكدا انه يمثل رسالة مهمة عن كيفية حماية الوطن. وسوف يتم نقله إلي محافظات أخري في مصر مثل الإسكندرية والأقصر وأسوان. وسيسافر إلي فيينا واسبانيا. وفي كلمته أشار الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار إلي أن المعرض يوضح أن مصر حاضنة الحضارات التي تعاقبت عليها. وهو مناسبة تؤكد أن المصريين شعب واحد من المسلمين والمسيحيين فكلنا مصريون. وقال انه يعطي فرصة لكي نتعرف علي روائع من الفن القبطي لم تكن معروفة من قبل. مضيفا أن المعرض يضم أكثر من 200 قطعة أثرية تم اختيارها من مجموعات متحفية عديدة في مصر. وتمثل كنوزا تم إزاحة الستار عنها واكتشافها من جديد بإخراجها من مواقع تخزينها في المتحف القبطي. إلي جانب قطع أثرية من المتحف القومي والمتحف اليوناني الروماني ومتحف مكتبة الإسكندريةالجديدة ومتحف بني سويف ومتحف العريش وغيرها من المتاحف المصرية. ويضيف أنه يضم ايقونات ملونة قام برسمها مشاهير فن الأيقونات عبر العصور وافاريز حجرية وخشبية تحوي تصميمات عثر عليها في الأديرة والكنائس القديمة ومخطوطات مزخرفة. ومن بينها مخطوطات من مجموعة نجع حمادي الشهيرة. إلي أن المعرض يضم رسائل قديمة تفتح نافذة علي الحياة الأجتماعية وحياة الرهبنة خلال الحقبة القبطية. ومجموعة من المشغولات المعدنية من ذهب وفضة وأوان وأدوات فخارية ومنسوجات قبطية وغير ذلك من القطع الأثرية الرائعة التي تعكس صورة الحياة اليومية. ويقول إن القطع المشاركة في المعرض تعرض أيضا إلي رحلة العائلة المقدسة إلي مصر. ولحياة بعض النساك والزهاد الذين أسسوا الأديرة والكنائس المسيحية في الصحراء ومختلف البقاع المصرية بما تحمله من جوانب معمارية متميزة. ويؤكد أن المعرض سوف يعقبه معرض للفن الإسلامي وثالث للفن الفرعوني. بهدف إظهار عظمة وتنوع الحضارة المصرية وثرائها أمام العالم . وقالت نادية طموم المشرفة علي المعرض إن الفن القبطي يتميز بسمات فريدة أهمها القدرة علي المزج بين التأثيرات الوافدة من محيط متعدد الثقافات والتبادل المكثف لهذه التفاعلات. موضحة أن المعرض يعرض جمالية الفن القبطي والآثار القبطية وتأثرها بما سبقها من حضارات فرعونية ويونانية ورومانية وتأثيرها علي ما جاء بعدها من فن إسلامي وصولا إلي الفن المعاصر. وقد حضر حفل الأفتتاح عدد كبير من الشخصيات الثقافية والفنية. وبعض رجالات الدين المسيحيين والعلماء المسلمين إلي جانب عدد كبير من سفراء الدول الأجنبية.