الرئيس السادات كان يثق فى أشرف مروان وكلفه بمهام هامة تصريحات مني عبدالناصر زوجة الدكتور أشرف مروان قبل صدور حكم المحكمة السابق حملت اتهامات واضحة للموساد بالضلوع في قتل زوجها، واعتبرت قرار المحكمة البريطانية باستبعاد الانتحار خطوة هامة للكشف عن حقيقة مصرع زوجها. سامح عاشور النقيب السابق للمحامين قال إن ما أصدرته المحكمة هو قرار وليس حكما بمعني أن استبعاد الانتحار هو قرار ولكن القضية مازالت مقيدة ضد مجهول والدليل علي ذلك عدم إعلان المحكمة لسبب واضح للوفاة أو توجيه التهمة لأي شخص أو جهة وهو يدل علي أمر من اثنين، إما هروب من مأزق سياسي يفتح ملف قتل أشرف مروان وأنهم يعرفون الحقيقة وراء مقتله والتي قد يكون ضالعا فيها الموساد الإسرائيلي، أو محاولة من البريطانيين إخفاء عجزهم وفشلهم في كشف ملابسات القضية. أما الواضح من قرار المحكمة فهو استبعاد الانتحار تماما من القضية وأنه يوجد فاعل ولكنه مجهول، وبالتالي فالقضية ستظل مفتوحة لحين ظهور أدلة جديدة. وقال إن السلطات البريطانية عليها أن تتحمل مسئوليتها في الاجتهاد لكشف ملابسات القضية وليس المفروض أن تبحث أسرة أشرف مروان عن أسباب القتل بنفسها. المحامي الشهير رجائي عطية أكد أن قرار المحكمة البريطانية خرج بنتيجة مهمة وهي أن أشرف مروان لم ينتحر وبالتالي فهو قد قتل، ولكن المحكمة تتعامل مع أدلة وهو مالم تجده لتوجه التهمة إلي أحد وأن تجزم بأن هناك قاتلا. وبالتالي فعلي أسرة أشرف مروان المتابعة عن طريق استخدام محققين خاصين مدفوعي الأجر لجمع المزيد من الأدلة والقرائن لكشف ملابسات الحادث.
ورغم مرور 3 سنوات علي وفاة أشرف مروان لم ينته الجدل الدائر حول هذه الشخصية التي ظلت لسنوات طويلة في قلب دوائر الحكم في عهدي الرئيسين جمال عبدالناصر وأنور السادات حتي خرج من الحياة السياسية وفضل حياة رجال الأعمال والإقامة في لندن. أشرف مروان من مواليد 2 فبراير 1944 والده كان ضابطا كبيرا بالجيش هو اللواء أبو الوفا مروان، حصل الشاب أشرف علي بكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة عام 1965 ثم الدكتوراه في نفس التخصص من جامعة لندن عام 1974 وبين كل هذه السنوات التحق بالقوات المسلحة، بعد تخرجه الجامعي، ثم حدثت الخطوة الأهم في حياته بالزواج من مني عبدالناصر ابنة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وبعدها انتقل للعمل في رئاسة الجمهورية كمساعد لسامي شرف مدير مكتب ا لرئيس عبدالناصر، وبعد وفاة الرئيس وتولي أنور السادات مقاليد الحكم استمر أشرف مروان مصدر ثقة كبيرة من الرئيس السادات وعينه مديرا لمكتبه لشئون المعلومات عام 74ثم عين مقررا للجنة العليا للتسليح والتصنيع الحربي عام 1975 ثم رئيسا للهيئة العربية للتصنيع ثم سفيرا بالخارجية حتي اعتزل العمل السياسي وانتقل للعيش في لندن. مكوثه في دوائر الحكم لسنوات طويلة أوجد حالة من الغموض حول عمله خاصة بعد الاتهامات الكثيرة التي وجهت إليه بالتجسس لصالح إسرائيل في محاولة من الدولة العبرية لتشويه صورة أحد أهم الشخصيات المصرية المعروفة دوليا. هذه الحملة التي تروج إلي فكرة أن أشرف مروان كان يعمل لصالح الموساد الإسرائيلي بدأت قبل وفاته بخمس سنوات وبالتحديد عام 2002 عندما أصدر المؤرخ اليهودي المقيم في لندن »أهارون بيرجمان« كتابا بعنوان »تاريخ إسرائيل« أشار فيه إلي شخصية أشرف مروان دون ذكر اسمه بأنه كان يعمل مع الموساد الإسرائيلي وأنه ذهب بنفسه إلي السفارة الإسرائيلية في لندن عام 1968 عارضا خدماته علي الموساد وأن الإسرائيليين صدموا في البداية ولكنهم قبلوا التعاون معه مقابل 100 ألف جنيه استرليني في المقابلة الواحدة وأنه كان يحمل اسما حركيا هو »بابل« وأن تقاريره لم يكن يقرأها إلا كبار رجال الحكم في إسرائيل مثل جولدا مائير وموشي ديان وذكر المؤرخ اليهودي أن مروان سلم الموساد نسخة من حوار جمال عبدالناصر مع القادة السوفييت في 22 يناير 1970 يطالبهم فيها بقاذفات بعيدة المدي، كما سلمهم نسخة من رسالة سرية بعث بها السادات إلي الرئيس السوفييتي برجنيف في 30 أغسطس 1972 طالبة فيها بالحصول علي صواريخ »سكود« بعيدة المدي ويقول فيها إنه من دون هذه الصواريخ لا يستطيع شن حرب لتحرير سيناء. لكن المؤرخ ذهب بخياله إلي أن أشرف مروان أبلغ الموساد بموعد حرب أكتوبر حينما طلب يوم 4 أكتوبر مقابلة رئيس الموساد في ذلك الوقت »تسفي زمير« والذي قابله في اليوم التالي بإحدي الدول الأوروبية ليبلغه بموعد الهجوم المصري السوري يوم 6 أكتوبر. إلا أن هذه الاتهامات زادت بصورة شديدة بعد وفاته بلندن لتظل الأقلام الصهيونية تسعي لممارسة هوايتها بتشويه الرموز المصرية الشريفة، ليأتي بصورة قاطعة تصريحات واضحة من الرئيس مبارك التي نعي فيها الراحل أشرف مروان ووصفه بالوطنية والانتماء لمصر وأنه قام بالعديد من الأعمال الوطنية التي لم يحن الوقت للكشف عنها. ويتوالي بعد ذلك تكشف الحقائق لتظهر وثائق كشفت عنها إسرائيل مؤخرا عن تحقيقات لجنة »أجرانات« الإسرائيلية التي حققت مع القادة الإسرائيليين في أسباب هزيمتهم في حرب أكتوبر 1973 ويقول فيها »إيلي زعيرا« رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية »أمان«، أن العميل بابل نقل إلي إسرائيل معلومات دقيقة في البداية ليحظي بثقتها ولكن كان الهدف من تشغيله أن المصريين كانوا في الوافع هدفهم تضليل الإسرائيليين واقناعهم بأن مصر لن تدخل الحرب. وتهكم »إيلي زعيرا« علي الموساد في اعتماده علي شخص جاء بقدمه إلي مقر السفارة الإسرائيلية في لندن رغم أن الأمر الطبيعي يقول أن مقر السفارات دائما مراقب من عشرات أجهزة المخابرات. ونشرت صحيفة »بديعوت أحرونوت« الإسرائيلية تقريرا مفصلا عن العميل بابل وانتهت فيه إلي أنه لايوجد مجال للشك في أن المصريين ضللوا الموساد الذي ابتلع الطعم عن آخره واستشهدت الصحيفة في ذلك بزواج ابنة عمرو موسي من ابن أشرف مروان وأن هذا لن يحدث لوكان مروان خائنا لبلده.