چون كيرى تولي السيناتور جون كيري مهام منصب وزارة الخارجية الأمريكية بعد انسحاب سوزان رايس من الترشح لنفس المنصب وخلفا لهيلاري كلينتون، وهو القرار الذي رحبت به الشعوب العربية وعبرت عنه عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.. وجاء كيري ليضيء نجمه أكثر بعد تولي المنصب وخطف في أول لقاءاته التليفزيونية الأضواء بتلقائيته وسلامة تعبيراته، وتحدث كيري عن نشأته فهو مواليد عام 1943 في مدينة دنفر بولاية كولورادو واسمه الكامل جون فوربس كيري، ينتمي إلي الطائفة الكاثوليكية ومتزوج من تيريزا هاينز ولديه طفلان من زواجه السابق من جوليا ثورن. تلقي كيري علومه في جامعة ييل وخدم في البحرية الأمريكية في الفترة ما بين 1966-1970، ثم دخل المعترك السياسي عام 1972 بعد أن فشل في الترشح لمجلس الكونجرس الأمريكي عن المقاطعة الخامسة بماساتشوسيتس. تولي كيري منصب النائب العام عن مقاطعة ميدلسيكي بماساتشوسيتس لمدة ثلاث سنوات. وتولي منصب نائب محافظ ولاية ماساتشوسيتس لمدة عامين في عهد المحافظ مايكل دوكاكيس، ثم تم انتخابه عن الحزب الديمقراطي لمجلس الشيوخ الأمريكي وفاز بولاية ثانية بمجلس الشيوخ الأمريكي عام 1990. وفي عام 1996 أعيد انتخابه لولاية ثالثة بمجلس الشيوخ الأمريكي وأعيد انتخابه للمرة الرابعة بمجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوسيتس في عام 2002. تعثر كيري عام 2003 سياسيا بسبب أنه خضع لعملية جراحية لإزالة ورم سرطاني حيث أشار الأطباء إلي أن الورم لم ينتشر، وفي نهاية نفس العام أعلن ترشيحه لمنصب رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية بمواجهة جورج بوش لكنه خسر هذه المعركة بفارق يقترب من ثلاثة ملايين صوت. وفي عام 2008 فاز بولاية خامسة بمجلس الشيوخ الأمريكي وشغل منصب لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي في العام التالي، حتي تم تعيينه في المنصب الحالي. وعلي الصعيد الدولي رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بترشيح جون كيري لمنصب وزير الخارجية الأمريكية ،حيث نقل بيان للمتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي قوله: كيري يتمتع بخبرة طويلة ومعروف بدعمه لأمن إسرائيل، وقال نتنياهو أيضا إنه وكيري أصدقاء منذ سنوات وأنه قام بزيارة عزاء له قبل ستة أشهر في منزله بعد أن توفي والده وأنه يتطلع إلي العمل المشترك معه. كما بعث نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون برسالة تهنئة إلي كيري معربا عن أمله في نجاحه في أداء مهام منصبه، وبعثت رئيسة حزب الحركة "تسيبي ليفني" برسالة تهنئة أيضا أكدت فيها أنها علي علم بالأهمية التي يوليها لضمان أمن إسرائيل وللعلاقات بين البلدين. في الوقت نفسه هاجم كيري الرئيس السابق حسني مبارك في مقال له بجريدة "بوسطن هيرالد"حين قال إن مبارك لم يقدم شيئا يشفع له اليوم لتقف الولاياتالمتحدة إلي جانبه كما أنه أول سياسي أمريكي دعا مبارك للتنحي منذ اندلاع الثورة المصرية في 25 يناير. وفي زيارة جون كيري لمصر في 10 ديسمبر 2011 قبل وقوع أحداث مجلس الوزراء ب 6 أيام والتقي بمحمد مرسي الذي كان رئيسا لحزب الحرية والعدالة في ذلك الوقت، وتناولت الزيارة الأزمة الاقتصادية بالإضافة إلي مستقبل المعاهدات الدولية التي وقعت عليها مصر في الأنظمة السابقة ولم يكن الرئيس محمد مرسي قد ترشح لرئاسة الجمهورية وقتها. وأكد كيري خلال نفس الزيارة سعادته بفوز جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور السلفي بأغلبية ساحقة في أول برلمان بعد الثورة محذرا من التفكير في تعديل معاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل ،كما التقي برئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي والذي كان يتولي قيادة البلاد في تلك الفترة. وفي شهر يناير 2012 التقي جون كيري بالرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي وأفيجدور ليبرمان وزير الخارجية السابق، ورفضت القيادة السياسية في تلك الفترة الإفصاح عن القضايا التي سيتناولها اجتماع كيري مع المسئولين الإسرائيليين سوي مناقشة أمور سعي الأممالمتحدة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سريعا. ويعتبر كيري أول من كافح للدفاع عن أمن إسرائيل خلال ال 19عاما التي قضاها في مجلس الشيوخ الأمريكي ، وأكد مرارا أنه لن يتنازل عن حق إسرائيل في العيش الآمن الديمقراطي وفقا لما ذكرته المؤسسة التعاونية الأمريكية الإسرائيلية. أما الزيارة الثانية التي قام بها جون كيري للقاهرة كانت قبل وقوع أحداث العباسية بيوم واحد في الأول من مايو 2012، وفي اليوم ذاته قام كيري بزيارة إسرائيل والاجتماع مع بيريز لمناقشة التطورات في منطقة الشرق الأوسط والتوصل لسبل جذرية لحل الأزمة الفلسطينية. لا يغفل أن وزيرة الخارجية السابقة كلينتون رحبت بترشيح السيناتور جون كيري لخلافتها في وزارة الخارجية برغم همسات انتشرت عبر الجرائد الضخمة تقول بعكس ذلك ،ولكنها في بيانها الأخير أشادت بكفاءته ونجاحاته في اختبارات عدة سواء الحكومية منها والدبلوماسية. وأعلنت في نفس البيان أنها اتصلت بكيري وهنأته علي اختياره لمنصب وزير الخارجية، بالإضافة إلي اتصالها بالرئيس الأمريكي باراك أوباما لتهنئته علي اختياره الجيد معربة عن أملها في تعيين كيري في منصبه في أقرب وقت ممكن. وأشادت كلينتون بقدراته وخدمته للولايات المتحدة طوال سنوات عديدة وبخبرته العميقة في الشئون الدولية ،كما شددت علي أن الدبلوماسية تسري في عروقه وسيتمكن من الحفاظ علي قيادة أمريكا للعالم، ولفتت إلي أنه غالباً ما أوكلت إلي كيري مهام دبلوماسية دقيقة ونقل رسائل صعبة وقد استطاع إقامة علاقات قوية مع قادة العالم. وكان أوباما أعلن رسميا ترشيح كيري لمنصب وزير الخارجية قائلا إن تاريخه السياسي جعله أصبح جاهزا للعب هذا الدور معرباً عن قناعته بأن مجلس الشيوخ سيصادق علي ترشيحه بسرعة.