مخيمات غزة مع ضحايا اليرموك بين عشية وضحاها.. وجد مئات الآلاف من الفلسطينيين المهجرين في مخيمات اللاجئين في سوريا.. أنفسهم بين شقي الرحي: الجيش السوري النظامي من جهة.. وقوات الجيش الحر من جهة أخري.. ومابين ذلك وذاك.. لاحقتهم الاتهامات بالعمالة، إما للنظام أو التآمر عليه.. ومع مرور الأيام علي حرب بشار التي لاترحم.. تضاف معاناة جديدة للفلسطينيين في المهجر.. وكأن الزمن لم يكتف فقط.. بمعاناتهم داخل أراضيهم المحتلة. وإلي وقت قريب.. كان فلسطينيو المخيمات.. علي الحياد مما يحدث في سوريا حتي دخلت الجبهة الشعبية إلي خط المواجهة.. ودارت اشتباكات بين عناصرها وكتائب الجيش الحر في مخيم اليرموك بالعاصمة السورية: دمشق وهو ما وصفه مسئولون بالجبهة بأنه مؤامرة من عناصر معارضة للنظام السوري لجر الفلسطينيين في المخيمات بسوريا للحرب هناك، بعد أن بدأت المواجهات بالفعل وللمرة الأولي الأسبوع الماضي ومع آخر أيام عيد الأضحي المبارك باشتباكات في حي الحجر الأسود جنوبدمشق ثم امتدت للمخيم الذي شهد منذ فترة جولة من المصادمات في شهر أغسطس الماضي بين قوات النظام السوري ومعارضين لها من بين قوات المخيمات الفلسطينية الموالية للمعارضة السورية.. والتي أدت لوقوع العشرات من الجرحي.. قبل أن تتدخل قوات بشار بالمدرعات لمساندة حلفائها من الفلسطينيين.. ودخل للساحة أيضا.. قوات من الإرهابيين الموالين للنظام بجانب قوات موالية له أخري من الشبيحة.. دخلت مخيم اليرموك للتصدي للموالين للجيش السوري الحر.. ومن حي الحجر الأسود واليرموك.. امتدت المصادمات لأحياء مجاورة في قلب جنوب العاصمة السورية دمشق وفي شوارعها الرئيسية المدرعات والمروحيات.. بجانب قذائف الآربي جي والأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وهو ما ينذر فعلا بدخول فلسطينيي المخيمات في سوريا لخط المواجهة بين قوات الجيش النظامي والجيش السوري الحر.. وخاصة بعد أن انقسم الفلسطينيون بين مؤيدين للنظام وموالين للمعارضة السورية.. بينما أعلنت حركة حماس حليفة بشار لفترة طويلة وقوفها بجوار الثورة السورية؟! ويعد مخيم اليرموك الذي اندلعت فيه شرارة المواجهة السورية الفلسطينية.. من أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين داخل سوريا منذ عام 1948 وحتي الآن وهو من بين أكبر عشرة مخيمات فيها تضم أكثر من نصف مليون لاجيء وهي: السيدة زينب وسبينة والنيرب وجرمانا وحمص وخان الشيخ ودرعا وحماة وخان دنون ودرعا طواريء وقبر الست.. ومعظم هؤلاء اللاجئين جاءوا من شمال فلسطينالمحتلة (الجليل الأعلي) ومن مدن وقري: صفد وحيفا وياقا.. ومن بين العشرة مخيمات هناك أربعة تم بناؤها قبل نكسة 1967، وتقوم الحكومة السورية بالتزاماتها تجاه هذه المخيمات بتقديم الخدمات الحكومية لها وتوفير التعليم بالمدارس والجامعات السورية أسوة بالمواطنين السوريين. كما تتكفل بعلاجهم في المستشفيات الحكومية.. وتوفر البنية الأساسية لهذه المخيمات. وفي المقابل تكمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة المعروفة ب: (الأونروا).. خدمات المخيمات من بنية أساسية وتمويل واستكمال بناء المنشآت داخليا ورعاية المقيمين فيها.. وتعد المخيمات العشرة هي المعترف بها في سوريا من قبل (الأونروا) وتضاف إليها مخيمات أخري غير معترف بها. وتعد تجمعات للفلسطينيين داخل سوريا وهي: اليرموك والرمل وحندرات. داخل هذه المخيمات يعمل الفلسطينيون في التدريس أو الوظائف الحكومية السورية.. ويعمل آخرون في الزراعة بالمدن والقري، وبعضهم يعمل في الأعمال الموسمية بصورة مؤقتة وكباعة جائلين.. وفي بعض المصانع المتأخمة للمخيمات خاصة تلك القريبة من المدن الرئيسية مثل: دمشق وحمص وحماة ودرعا، وبعضهم يعمل في جمع القمامة وإعادة استخدامها مرة أخري، وتعمل بعض نساء المخيمات في الخدمة بالمنازل خاصة في العاصمة دمشق. أما من حالفهم الحظ من اللاجئين بالحصول علي تعليم جيد خاصة في جامعتي : دمشق والبعث.. فيعملون في العاصمة وما حولها كأطباء ومهندسين وموظفين مدنيين.. ومدرسين بالمدارس المحلية.. وبالذات هؤلاء الذين ينحدرون من مخيم اليرموك الذي يقع علي بعد 8 كيلو مترات فقط من دمشق والذي تم بناؤه عام 1957.. كما يعمل لاجئو مخيم الرمل داخل مدينة اللاذقية الساحلية علي البحر المتوسط.. والذي بني عام 1955.. في الصيد وكعمالة مؤقتة بالميناء. وداخل المخيمات سواء كانت شرعية أو مجرد تجمعات فقط.. حدث ولا حرج.. عن : المعاناة من تدهور الخدمات الصحية والتسرب من المدارس إما لضيق اليد أو للكثافة داخل الفصول وضعف المستوي التعليمي.. ويضاف لذلك.. انعدام الصرف الصحي في معظمها.. وجفاف ينابيع المياه الجوفية.. وسوء البنية الأساسية التي تقدمها الحكومة السورية منذ عقود طويلة والتي تدهورت أكثر مع نشوب الحرب الأهلية هناك منذ أكثر من عشرين شهرا. ومابين شح الخدمات.. وندرة الوظائف.. جاءت الحرب التي وجد فيها لاجئو المخيمات أنفسهم بين فكي الرحي: النظام ومعارضته.. ودخولهم مؤخرا علي خط المواجهة بين الجانبين: إما مع أو ضد؟ لن تكون هناك خيارات أمامهم إلا واحد من ثلاثة: إما الانضمام للنظام أو للمعارضة.. أو النزوح مرة أخري لبلد آخر قد تقبل أو لا تقبل بهم وهناك خياراتهم ليست كثيرة في بلدان مجاورة مكتظة فعلا بلاجئين مثلهم خاصة في : العراق ولبنان والأردن!!