تواصل الدكتورة زينب العسال توغلها في عالم المرأة محللة في دراستها النقدية عن المرأة وللمرأة، قضية المرأة وأدبها الذي يمثل بالنسبة لها التوازن المفقود ووصول الرواية النسائية للقدرة علي ارتياد عوالم مغايرة تهدف إلي الدفاع عن حقوق المرأة شارحة كيف سارت الرواية النسائية في ثلاثة مسارات الأول يضع الصراع بين الرجل والمرأة في البؤرة وبطلات هذا الاتجاه يكلن الاتهامات للرجل دائما بأنه المسئول الأول عن تدهور وضع المرأة وتخلفها والثاني يصور المرأة السلبية المستكينة والراضية بوضعها المتردي وهي تكيف نفسها وتتعامل مع قهرها كأنه قدر لا فكاك منه.. أما الثالث وهو المسار الذي ينظر لاضطهاد المرأة كنتاج عوامل تخلف تاريخية واجتماعية وثقافية خضع لها كل من المرأة والرجل فعليها التعاون لخوض معركة مشتركة لتغيير هذا الوضع وهو ما تبناه أصحاب الاتجاه الاجتماعي.. أما فيما نطلق عليه عبارة الكتابة النسوية أو الإبداع النسوي.. فإننا نطرح فرضا نجعل منه مسلمة وهو أن هناك سمات شخصية تتطلب توفرها في الفرد المبدع هل هي سمات ذكورية أو سمات أنوثية أم مزيج منهما؟ مؤكدة علي أن الفروق بين الرجل والمرأة هي فروق في الدرجة وليست في النوع لكن المجتمع الذكوري حول هذه الفروق إلي فروق في النوع ومن ثم نتج عن ذلك فروق في القيمة، الرجل الذي ترتفع عنده درجة العاطفة يشبه الأنثي والمرأة التي تزداد لديها القدرة الجسدية أو تتسم بالخشونة توصف بأنها مسترجلة، علينا دائما أن نتذكر أن المرأة لا تولد امرأة إنما تصبح امرأة.. تستشهد زينب العسال بما كتبته شرين أبوالنجا عن الكتابة النسائية بطرحها سؤال عن ماهية النص النسوي وتجيء إجابتها: بأن النسوي يعني إعادة التوازن الفكري للعلاقات ويمكن اعتبار الكتابة والقراءة إحدي المناطق التي تتمثل فيها هذه العلاقات.. أما المفهوم الثاني للكتابة النسوية فهو ينبع من رؤية سياسية اجتماعية تتبناها النساء وقد يتبناها الرجل أيضا لكن الحقيقة أن كتابة الرجل من هذا المنطلق نادرة كلا المفهومين ناله القصور والتشويه في ظل خطاب ذكوري مهيمن فلم تدرس كتابة النساء بل لاقت التجاهل لقصور معرفي إضافة إلي غياب التصورات النقدية المنفتحة.. وخلصت الكاتبة إلي أن الكتابة النسوية بهذا المعني وجه من وجوه نضال المرأة للدفاع عن ذاتها واستعادة لغة الأنثي وإيقاظها من مرقدها مع ملاحظة أن المرأة عاشت طويلا تقتات علي لغة الرجل فليس من السهل استعادة لغتها الخاصة بين عشية وضحاها وإذا كان لها ما أرادت فمن الصعب أن تثبت أن هذه لغتها الخاصة.