عندما تكتب المرأة نقدا أو إبداعا، فهي كتابات ذات مذاق خاص، ولون وشكل مختلف ليس لأنه أدب نسوي وإنما لأنه ذات طبيعة خاصة، فإذا كتبت عن الحب فهي الأعمق، وإذا كتبت عن مشاعرها فهي الأصدق وإذا كتبت عن الرجل فهي الأوقع، كتابات المرأة لها مواصفات ومعايير ترتبط بإنسانيتها ، بين إبداعات المرأة المختلفة توقفنا مع بعضهن من حالات نقدية وإبداعية، وقد طرح السؤال الأبدي نفسه: هل الكتابات النسوية تختلف عن الكتابات العادية، أم أن الفكر الإنساني واحد، سواء كتبته امرأة أم رجل، في دراسة نقدية قدمتها الدكتورة زينب العسال أكدت أن الكتابة بالنسبة للمرأة صارت بحثا عن أفق أوسع للحرية تحقق فيه توازنها المفقود بين ذاتها، الكتابة النسوية تعني ما تكتبه النساء سواء أكانت هذه الكتابة عن المرأة أو عن الرجل أو عن أي موضوع في الدنيا. الدكتورة زينب العسال ناقدة متميزة، صاحبة رؤية نقدية خاصة في عالم الكتابة والإبداع، لها العديد من الدراسات النقدية التي تهتم بالكتابات النسائية وإبداع المرأة بوجه عام، صدرت لها حديثا دراسة جديدة عن نادي القصة تحت عنوان " عن المرأة وللمرأة " في هذه الدراسة تواصل الناقدة إثارة الأسئلة الداعمة لمشروعها النقدي الذي بدأته في كتابها الأول " أجيال من الإبداع " وتواصل في " تقاسيم نقدية" وتفاعل الأنواع في أدب لطيفة الزيات والنقد النسائي للأدب القصصي في مصر.. وهذه الدراسة تعبر عن هموم المرأة وقضاياها وأمانيها وطموحاتها رافضة ما قد تلح عليه الكتابات الذكورية من رؤي وهواجس تكبل بقصد أو بدون قصد انطلاقة المرأة للمشاركة الحقيقة والجادة في صياغة العالم الذي نعيش فيه. تقول الناقدة تحت عنوان " الكتابة النسوية بين الرفض والقبول ": صارت الكتابة بحثا عن أفق أوسع للحرية تحقق فيه المرأة توازنها المفقود بين ذاتها، وأصبح لدي الرواية النسائية القدرة علي ارتياد عوالم مغايرة تهدف إلي الدفاع عن حقوق المرأة من خلال المجابهة والمطالبة، والقول عبر نص أدبي صادق وحقيقي حتي يستطيع أن يفعل ويغير. وفي تعريف للكتابة النسوية تقول الناقدة: الكتابة النسوية تعني ما تكتبه النساء سواء أكانت هذه الكتابة عن المرأة أو عن الرجل أو عن أي موضوع في الدنيا وهي نشاط تمارسه المبدعة لتشق حجب الأنماط وتكسر القوالب ومواطن الاختمار انه النشاط الذي تصير معه الكتابة بحثا عن المعني المتجدد لحياة متجددة. ثم تطرقت الناقدة إلي مفهوم المواطنة في كتابة المرأة، والمرأة عندما تكتب التاريخ في وصف تفصيلي بأمثال واقعية من حياتنا الثقافية مثل رضوي عاشور ونجوي شعبان، ثم تنتقل إلي المرأة في فكر المبدعين الرجال أمثال العقاد ورواية سارة وإحسان عبد القدوس عندما يتحول الحب الي قضية ثم تأتي بنموذج واقعي للكاتبة الراحلة نعمات البحيري في ارتحالات اللؤلؤ ومن الكاتبات العربيات توقفت عند إبداع فاطمة العلي وفك التاء المربوطة إلي أن وصلت إلي الخطاب النسائي في ثلاثية الكاتب الليبي احمد إبراهيم الفقيه وتعرضت فيها إلي رواية خرائط الروح في أجزائها الاثني عشر موضحة الصراع المرير بين الواقع بكل تناقضاته وبين المثالية التي هي ملمح أصيل في روحه.