الكباري التي أقيمت في القاهرة منذ عشرات السنين لحل أزمة الاختناقات المرورية وزيادة سيولة حركة المركبات بها، أصبحت في الآونة الأخيرة عبئا ثقيلا نتيجة إصابة بعضها بالشلل التام بسبب تآكل الأسفلت والرصف أو انفصال وهبوط فواصلها مما يؤدي لوقوع حوادث مروعة عليها يروح ضحيتها العديد من المواطنين والمركبات حيث إن هذه الفواصل السبب الرئيسي وراء 90٪ من الحوادث فوق هذه الكباري. ويترتب علي ذلك أن الإدارة العامة للمرور تقرر إغلاق بعض أجزاء منها أمام حركة جميع أنواع المركبات لفترات زمنية قد تطول حتي يتم إصلاح وصيانة العيوب والتلفيات بها.والحالة السيئة التي وصلت إليها كباري القاهرة الكبري نتيجة ظهور عيوب في الفواصل والأسفلت وغيرها تتطلب وجود خطة عاجلة وتدبير اعتمادات مالية للقيام بأعمال الفحص والتفتيش والصيانة لها من أجل الحفاظ علي السلامة العامة وإعادة الحيوية لها خاصة كوبري 6 أكتوبر العجوز الذي تمثل حركة قائدي المركبات عليه 70٪ من الحالة المرورية بين القاهرةوالجيزة. ففي الشهور الماضية كانت الفواصل وراء العديد من حالات الإغلاق والأعطال في الاتجاه القادم من العجوزة إلي ميدان عبدالمنعم رياض ومنه إلي رمسيس فوق جمعية الشبان المسلمين وأخيرا وليس آخرا في الوصلة المحصورة بين أعلي شارع الجلاء وبين الوصلة الجديدة مع القديمة في اتجاه الجيزة، وعملية إصلاح الفواصل في هذه الوصلة فقط تتطلب 40 يوميا من العمل بالليل والنهار طوال أيام الأسبوع لصيانة 400 متر من طول الكوبري. وعن عملية الإصلاح التي تتم حاليا في هذا الجزء من كوبري 6أكتوبر.. يقول المهندس محمد ضياء الدين مدير وحدة الإصلاح في إدارة الكباري بالمقاولون العرب إن الكوبري به أجزاء يزيد عمرها علي 35 عاما نظرا لبنائه علي عدة مراحل كان آخرها مطلع الأوتوستراد انتهي العمل به منذ حوالي 4 سنوات. موضحا أن الكباري الخرسانية أو المعدنية تتطلب أعمال فحص وصيانة دورية لبعض عناصرها خاصة الفواصل الطولية أو العرضية التي تحتاج لإصلاح كل مدة زمنية علي حسب نوعيتها، وفواصل الكباري لها فائدة أساسية وهي إتاحة عملية التمدد والانكماش للجزء العلوي من الكوبري إلي جانب تيسير الانتقال السلسل من الطريق إلي سطح الكوبري ويحدث التلف في الفواصل نتيجة حركة وتأثير السيارات الدائم عليها سواء بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة أو تجمع الأتربة والمخلفات بها مما قد يؤدي لاقتلاعها وتمزقها من جراء جذب وتلف مسامير التثبيت.. كما أن ركائز الكوبري لها عمر افتراضي ويتطلب الأمر إعادة فحصها بصورة دورية ومعرفة حالتها وتغيرها كل فترة زمنية لتسمح بحركة الكوبري. فالفواصل تسمح بعملية التمدد والانكماش دون تأثير سلبي علي العناصر الإنشائية. ويشير المهندس ضياء الدين إلي أنه يجري حاليا صيانة الفاصل الطولي لكوبري 6 أكتوبر في منطقة التوسعة أعلي شارع الجلاء فهناك جزء معدني وآخر خرساني مما يؤدي لاختلاف الحركة من الجزء القديم إلي التوسعة الجديدة. فهذا الفاصل الخرساني مبني منذ 6 سنوات فقط وعملية الإصلاح تتم في 400 متر منه علي 4 مراحل طول المرحلة منها 100 متر وتستغرق 10 أيام ولكننا نقفل الكوبري في مسافة طولية قدرها 150مترا منها 25م قبل التشغيل و25 أخري بعده من أجل سلامة العاملين وقائدي السيارات. والمرحلة الأولي بدأت من 4/6 وانتهت في 4/16 الجاري والعمل سيتواصل 24 ساعة في اليوم خلال ال 30 يوما المقبلة للانتهاء من المراحل الثلاث المتبقية. بالفعل هناك خطة شاملة لصيانة كوبري 6 أكتوبر.. كما يؤكد المهندس ضياء الدين من خلال إصلاح الفواصل العرضية والأسوار المعدنية وأعمدة الإنارة والكوابين المعدنية التي تحمل التوسعات ودهانات حماية من أسفل إلي جانب إصلاح الأعمدة الخرسانية وصيانة الأسفلت. فهذا الكوبري يحتاج إلي تطوير كامل حتي يتم تحويله إلي موديل كوبري مثل كباري أوروبا بالإضافة إلي وجود خطة مضغوطة أو عاجلة مدتها 3 أشهر تنتهي في 6/30 المقبل لإنجاز الأعمال الإنشائية التي تؤثر سلبيا علي سلامة الكوبري وتعوق الحركة المرورية عليه سواء أعلاه أو أسفله.. فهذه الإصلاحات سيكون لها الأولوية من أجل سيولة المرور وزيادة حركة السيارات. ويشير المهندس ضياء الدين إلي وقوع أخطاء جسيمة من قائدي السيارات علي الكباري ومنها السير في المنحنيات والدوران بسرعات كبيرة خاصة بالليل وبفعل قوة الطرد المركزية يصطدمون بالبلدورات والأسوار أو يسقطون من أعلاه إلي جانب صعود سيارات النقل عليها وهذا الأمر غير مسموح به مما يؤدي لزيادة أعباء التحميل المتكرر عليها (الإعياء) وبالتالي يؤثر علي السلامة الإنشائية للكباري ووقوع حوادث خطيرة. ويضيف المهندس ضياء الدين أن المقاولون العرب جهة تنفيذية تقوم بإصلاح وصيانة الكباري بتكليف وإشراف من مديرية الطرق والنقل بمحافظة القاهرة التي تحدد هذه الأعمال المطلوبة بناء علي تقرير معتمد من الاستشاري لها وهو مكتب محرم وباخوم الذي يقوم بالأعمال الهندسية ويضع المواصفات المطلوب تنفيذها. أما التكلفة المالية لما نقوم به من أعمال تحددها لجنة داخلية من المحافظة والإسكان والمقاولون ومكتب محرم وباخوم وهي تضع سعرا تقديريا في البداية وعند الانتهاء من التنفيذ تحدد السعر الفعلي.. ويؤكد المهندس ضياء الدين أنهم بصرف النظر عن هذه الأسعار يقومون بالعمل فور تكليفهم بالمهمة. وقد اكتشفنا أنه أثناء العمل الجاري في وصلة الجلاء هناك فريقان لمراقبة جودة أعمال الإصلاح والصيانة التي تتم الأول من مكتب محرم وباخوم والآخر من المقاولون العرب وعن ذلك يقول المهندس أحمد أبوالعلا بوحدة دعم جودة التنفيذ بإدارة الكباري بالشركة في كلمات معدودة نحن نعالج أي خلل فور حدوثه أثناء التنفيذ حتي يخرج عملنا بالصورة اللائقة والجودة العالية، فلو حاجة بسيطة ظهرت بعد الانتهاء لاتحقق الشكل الرائع. فنحن وفريق محرم وباخوم نعمل علي مدي 24 ساعة في اليوم من خلال طاقمين في فترة صباحية وأخري مسائية، حيث أن المحافظة ترصد وتوجه والاستشاري يدرس ويعاين والمقاولين تعالج العيوب بالأسلوب المطلوب وبناء عليه يتم العمل بدقة متناهية في منطقة حساسة من كوبري 6 أكتوبر وفي مرحلة زمنية صعبة تمر بها البلاد. وعن أعمال الفحص والتفتيش والصيانة الدورية للكباري في القاهرة الكبري يوضح الدكتور حزين أحمد حزين أستاذ الطرق والمرور بكلية هندسة القاهرة أن الكباري داخل القاهرةوالجيزة والقليوبية قامت بتشييدها وزارة الإسكان ولكن غير منوط بها صيانتها حيث تنقل تبعيتها وملكيتها فور الانتهاء من بنائها إلي مديريات الطرق والنقل في هذه المحافظات أي المحليات التي لايتوافر لديها الكوادر الفنية والمدربة أو الاعتمادات المالية لتحديد الفترات المناسبة للفحص والتفتيش الدوري لأي كوبري طبقا لمجموعة من العوامل مثل خصائص المرور وعمر الكوبري وحالته وزيادة أعباء التحميل عليه وتأثير التحميل المتكرر (الإعياء) علي سلامته الإنشائية. وبالتالي احتياجات الصيانة لاتتم بصورة دورية أو نمطية نتيجة لذلك ونحن في أشد الحاجة إلي وجود جهاز متخصص للإشراف علي هذه الكباري يكون تابعا للمحافظة كما يقوم بجمع البيانات الخاصة بها داخل قاعدة معلومات مخصصة لذلك.. فالكباري تعاني من العشوائية وعدم الوعي والإهمال.. فالباعة الجائلون يحتلون أعلاها وأسفلها إلي جانب الاستخدام غير الآدمي لها كدورات مياه مفتوحة مما يؤدي إلي صدأ الحديد داخل الخرسانة المسلحة وبالتالي حدوث شروخ عديدة بها وهي لاتعبر عن قدرة العناصر الإنشائية لكن يجب تسجيلها لأنها تستلزم في بعض الأحيان إجراء صيانة وإصلاح لها. إلي جانب إشعال الحرائق أسفلها مثلما يحدث في كوبري الدقي وكوبري السيدة عائشة وغيرها. ويشير الدكتور حزين إلي أن الكباري في القاهرة الكبري نوعان معدنية معمول الجزء العلوي منها من طبقة ملاط رقيقة عمرها الافتراضي قصير وفي نفس الوقت غالية الثمن، وعدم أمانة مهندسي المحليات تجعلهم يستخدمون هذه المادة مرتفعة التكاليف وقد تمت محاولات عديدة لإقناعهم باستخدام بلاطات أسفلتية فوق هذه الكباري بحيث يكون عمرها الافتراضي أطول وسعرها أرخص فهذه المادة سعر المتر المسطح 003 جنيه بينما متر الأسفلت 05 جنيها، كما أنها تتآكل بسرعة وتحتاج تغييرا كل 3 أو 4 سنوات ولكن هؤلاء المهندسين يصرون عليها لأن مكافآتهم في الشهر لاتزيد علي ألفي جنيه بينما يعتمدون استخلاصات بملايين الجنيهات. ومن أمثلة الكباري المعدنية كوبري السيدة عائشة وأحمد سعيد والدقي وكوبري ميدان الجيزة. ويؤكد الدكتور حزين أنه بمجرد تآكل هذه الطبقة الرقيقة أعلاه ينكشف السطح المعدني للكوبري وتكون النتيجة تآكل المنشأ الخرساني له مما يؤدي إلي وقوع حوادث مرورية عديدة من جراء انزلاق السيارات علي السطح المعدني الناعم بعد تآكل طبقة الأسفلت. أما بالنسبة للكباري الخرسانية كما يري الدكتور حزين فإن مشاكلها أقل خطورة نتيجة الفواصل التي تساعد علي عملية التمدد والانكماش ونظرا لأنها لايتم صيانتها بطريقة صحيحة واستخدام مواد مرنة تسمح بقيامها بهذه العملية.. فتظهر المشاكل المتكررة فيها، فقد شاهدنا أن اتساع الفواصل في كوبري روض الفرج أدي لسقوط طفل في نهر النيل.. كما أنها قد تؤدي لتأثير سلبي علي تكلفة صيانة السيارات ووقوع حوادث مرورية من جرائها. ولذلك يتطلب الأمر عمل فحص دوري علي المنشأ الخرساني وتحديد الأجزاء المعيبة بهذه الكباري من أجل صيانتها ودهان الأسوار المعدنية بمواد مضادة للصدأ.. كما نحتاج إلي فحص دوري للعلامات المرورية نظرا لعدم وضوح الرؤية أمام قائدي السيارات نتيجة الظروف المناخية إلي جانب فحص الإنارة بصفة دورية وتحديد الأسباب التي تؤدي لحوادث متكررة علي كوبري ثروت من جامعة القاهرة حتي صفط اللبن لأن هناك تفريعة من الكوبري الدائري وهذه الجزيرة الخرسانية هي الأسوأ في جميع الكباري لأنها تؤدي لاصطدام معظم المركبات بها والتالي حدوث تلفيات عديدة بها، لذلك يجب وضع اللافتات المرورية للتحذير في هذه المنطقة من خلال الإدارة العامة للمرور.