قال الدكتور مصطفى كامل متولى، أستاذ هندسة الإنشاءات فى كلية الهندسة - جامعة عين شمس، إن الكبارى نوعان إما خرسانية وهذه تكون ثقيلة مثل كوبرى 6 أكتوبر، أو معدنية تتكون من قطاعات حديدية خفيفة ورقيقة مثل كوبرى قصر النيل، ولهذا يشعر المار فوقه باهتزازات مع مرور السيارات وهى اهتزازات محسوبة وآمنة لا داعى للقلق منها، لأنها تحدث نظرا لخفة مكونات الكوبرى عكس المكونات الخرسانية السميكة فى النوع الآخر، مشيراً إلى أنه لا يوجد نوع كبارى أفضل من الآخر، حيث يتحدد نوع الكوبرى حسب الغرض المراد منه والتكلفة والوقت. وأضاف متولى: «إذا أردنا إنشاء كوبرى فى وقت سريع فالحل فى المعدنى حيث يمكن إقامته فى 15 يوما لأنه عبارة عن قطاعات يتم تجميعها سويا، عكس الخرسانى الذى يستغرق إنشاؤه بين 8 أشهر وعام كامل، كما يحتاج إلى 28 يوما ليصل لأقصى إتمام للتفاعلات بين مكوناته الخرسانية، وهناك عامل آخر يحدد نوع الكوبرى، هو عدد وحجم الأعمدة والمسافة بينها، فلو المطلوب عدد قليل من الأعمدة أو مسافة كبيرة بينها، نلجأ للمعدنى الذى يتحمل نفس أحمال الخرسانى وبقطاعات أقل كثيراً منه لأنه أقوى». وأوضح متولى أنه عندما تتعرض الكبارى المعدنية لدرجات حرارة مرتفعة، نتيجة الحرائق مثلاً كما حدث فى كوبرى التونسى، فإن الكوبرى قد يتحمل لمدة ساعتين فقط هما «مدة الحماية الزمنية للكوبرى» بعدها تتأثر قطاعاته، وتنصهر وتدخل فى مرحلة التشكل اللدنى فتلتوى وتأخذ أشكالا أخرى مما يعنى ضرورة استبدالها، لافتاً إلى أن هناك صيانة دورية للكبارى تتم على مراحل معروفة، أولها الفحص البصرى كل شهر أو 6 أشهر حسب نوع الكوبرى، وأهميته، ومن خلال هذا الفحص يمكن التعرف على أى أضرار فى الكوبرى، كما تجرى على الكبارى أيضا اختبارات تحمل، وذلك بقياس الترخيم الذى يحدث فيه، وهل هو فى حدود المواصفات أم لا، وإذا لم يكن الفحص البصرى كافيا لمعرفة الأضرار الناتجة عن حرائق أو زلازل أو مياه فهناك نوع آخر من الصيانة وذلك بأخذ عينات من الكوبرى لتحليلها. وتابع متولى: «لو كان الكوبرى خرسانياً تؤخذ قلوب خرسانية، أما لو كان معدنياً فتؤخذ قطعة من جسمه بمعرفة المهندسين المختصين حتى لا يتأثر الكوبرى، وعند تعرض الكوبرى لحوادث يتم الاختيار بين إجراءين، الأول هو الإصلاح فى حالة التلفيات البسيطة، حيث تستبدل الأجزاء التالفة بأخرى سليمة فى حالة الكوبرى المعدنى، أما لو كان خرسانياً فيتم عمل أعمدة استثنائية له مع كسر الجزء المضار وإعادة صبه أو معالجته بالألياف الكربونية وهى إحدى التقنيات الحديثة، وعندما تكون التلفيات أكبر من الإصلاح فيتم إنشاء الكوبرى من جديد». وأكد متولى أنه لا يوجد أى جزء فى الكبارى غير قابل للصيانة والإصلاح، سواء الأعمدة أو الكمرات أو البلاطات، موضحاً أن الكبارى لها أعمار افتراضية كبيرة تتراوح بين 100 و 120 عاماً، ويراعى عند إنشائها أن تتحمل مختلف العوامل، ولا تؤثر حوادث السير عليها بدرجة كبيرة، لكن إذا كان الأمر كارثة طبيعية كالزلازل أو الحرائق فإن التأثير يحدث حسب حجمها، محذراً من إهمال الصيانة لأنه يؤدى إلى قصر عمرها. مع مراعاة ان لكل نوع كوبرى صيانة خاصة فالمعدنى يعالج بانتظام بمواد عازلة من الصدأ والخرسانى يتم الكشف عليه بانتظام للتأكد من سلامتة.