نقلا عن: الاهرام 30/7/07 أخيرا وبعد مرور تسع سنوات من الإهمال وعدم الصيانة منذ إنشائه عام1998 بدأ العمل علي قدم وساق في إجراء عملية جراحية كبري شاملة لمحور26 يوليو الذي أنكرت جميع الجهات مسئوليتها عنه وقامت كل جهة بإلقاء مسئولية صيانته والإشراف عليه علي الجهة الأخري. في البداية ألقت الهيئة العامة للطرق والكباري مسئولية المحور علي هيئة النقل التي ألقت بدورها مسئوليته علي وزارة الإسكان والتعمير التي ألقت بالمسئولية علي محافظة الجيزة وهلم جرا. وهكذا ظلت المسئولية تائهة بين كل تلك الجهات المعنية لمدة9 سنوات مما ترتب عليه تهالك حالة المحور تماما ووقوع العديد من الحوادث المروعة عليه بصفة يومية نتيجة سوء حالة الطريق وتهالك الفواصل وهبوط معظم أجزائه وعدم الإضاءة وغير ذلك من الأسباب التي جعلت البعض يطلق عليه وصف محور الموت. وأخيرا وضع الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء حدا لتلك المأساة بإسناد عملية إصلاح وتطوير هذا المحور المكدس بالمشكلات الإنشائية والفنية إلي وزارة الإسكان والتعمير التي قامت بتخصيص40 مليون جنيه للقيام بجميع أعمال الصيانة والتطوير اللازمة.
خطوات الإصلاح : عن مراحل العمل بالمحور يقول المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب التي تم إسناد عملية إصلاح وتطوير المحور إليها لا شك في أنه من أهم الأسباب التي أدت إلي تدهور حالة المحور بهذه الصورة أن يد الإصلاح أو الصيانة لم تمسه منذ إنشائه منذ نحو9 سنوات, لذلك أصبح في حاجة عاجلة لإجراء عملية إصلاح شاملة ودقيقة لجميع أجزائه التي تمتد بطول14 كيلو مترا بداية من ميدان لبنان حتي مدينة6 أكتوبر, وكان علينا أولا القيام بعملية مسح شامل لوضع المحور وتشخيص المشكلات الموجودة به, وعمل اختبارات للتربة لتحديد متطلبات عملية الإصلاح والصيانة وبعد إجراء تلك العمليات تم تقسيم العمل بالمحور علي5 مراحل. ويضيف: أول مرحلة بدأ العمل بها منذ نحو أسبوعين وطولها3 كيلو مترات وتمتد من بداية المحور في اتجاه المقبل من الطريق الصحراوي إلي اتجاه ميدان لبنان. ويتابع: إن علينا أولا القيام بعمل تحويلة مرورية بطريقة حضارية لائقة لاستيعاب الحركة المرورية الكثيفة علي المحور المستمرة طوال ال24 الساعة يوميا, فقد قمنا بالتنسيق مع المرور بإنشاء تحويلة آمنة لاستيعاب الحركة المرورية في منتصف الكوبري وغلق المنتصف الجاري الإصلاح به, وتم التركيز علي كثافة العلامات الإرشادية وتركيب مطبات صناعية قبل الوصول للتحويلة بمسافة مناسبة, وذلك للتهدئة والتحذير. وأضاف: بدأنا أولي خطوات الإصلاح بعملية رفع مساحي دقيق لمناسب الطريق الحالية لعمل ميزانية شبكية للطريق تشمل الجسر الترابي والتقائه مع الأعمال الصناعية( الكباري) حيث تتركز معظم المشكلات في الالتقاء بين الجسر الترابي والكباري. ويوضح أنه تجري إزالة الفواصل القديمة والأسفلت قبل وبعد الكباري للوصول إلي طبقات التأسيس ودمجها دمجا تاما بالمعدات ثم إجراء الاختبارات المعملية الحقلية للتأكد من انقباض التربة تماما. ثم بعد ذلك يضيف سيتم صب بلطات من الخرسانة المسلحة في المسافة بين نهايات الكباري والتحامها مع الجسور الترابية و كذلك إزالة الجزيرة الوسطي لعمل عينة جديدة بعد اعتمادها, كما تم رفع الأرصفة القديمة علي جانب الطريق لعمل أرصفة جديدة, وسيتم أيضا إزالة الحواجز المعدنية المثبتة في الجسور الترابية واستبدال حواجز أخري خرسانية سابقة الصب بها مع مراجعة أعمال الإضاءة مراجعة كاملة بدءا من الكابلات إلي أعمدة الإنارة إلي الكشافات مع رفع شدة الإضاءة بطول طريق المحور, بالإضافة إلي القيام بمراجعة شاملة للكباري المحور والركائز التي ترتكز عليها وعمل الصيانة اللازمة لها ومن أهمها: تغيير الفواصل بفواصل أخري حديثة بحيث لا يشعر قائد المركبة في أثناء قيادته بأي اهتزاز عندما يعبر فوق تلك الفواصل الجديدة كما سيتم علاج جميع المواقع التي يوجد بها هبوط في الطبقة السطحية بطول طريق المحور. ويوضح أن ذلك كله سوف يتم تنفيذه طبقا لأحدث المواصفات الفنية العالمية حيث تستخدم في هذا المشروع أحدث أجهزة المساحة بالليزر وكذا معدات حديثة جدا لرصف الطرق. ويضيف المهندس إبراهيم محلب: أؤكد مسئوليتي الخاصة أن المحور بعد الانتهاء من القيام بجميع أعمال الإصلاح والصيانة الشاملة له والمقرر الانتهاء منها بعد6 أشهر سوف يكون من أكثر الطرق جودة وأمانا لمطابقته أصول الصناعة والمواصفات العالمية تماما. ويقول: علي الرغم من الصعوبة التي تقابلنا في العمل نتيجة اختناق حركة المرور في الجزء الذي نعمل به خاصة في عطلات نهاية الأسبوع فإننا نتغلب علي تلك المشكلة بالتعاون مع الإدارة العامة لمرور الجيزة والتغلب علي تلك الاختناقات, كما قامت شركة المقاولون العرب بتوفير ونش لقطر أي سيارة معطلة تعوق حركة المرور للإسهام في رواج الحركة المرورية علي أفضل وجه ممكن وتخفيف معاناة المواطنين خلال فترة القيام بأعمال الصيانة والتطوير اللازمة للمحور التي سوف يتم الانتهاء منها خلال شهر فبراير المقبل. جهة صيانة : السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا بعد القيام بعملية الإصلاح ولمن سوف تؤول مسئولية صيانته وإدارته؟ وهل سوف يواجه بعد ذلك نفس مصيره الذي يظل يواجهه لمدة9 سنوات.. يجيب الدكتور مصطفي صلاح الدين أستاذ الطرق والمرور بكلية الهندسة بتأكيد أن مشكلة معظم الطرق والمحاور السريعة في مصر ليس لها صاحب أو جهة محددة مسئولة عن صيانتها وإدارتها, ومحور26 يوليو مثال صارخ لتلك المشكلة, حيث إن جميع الجهات المعنية رفضت القيام بأعمال الصيانة والإصلاح اللازمة له منذ إنشائه حتي الآن بدعوي أن كل جهة من تلك الجهات غير مسئولة عنه وأنه خارج نطاق مسئوليتها حتي وصل الأمر إلي أن بعض المواطنين الذين يقيمون بالمناطق الواقعة علي طريق المحور قاموا بإنشاء سلالم في أماكن متفرقة للصعود منها إلي المحور لركوب الميكروباص دون أدني محاسبة من أي جهة وذلك بالطبع نتيجة عدم وجود جهة محددة لإدارته والإشراف عليه. ويضيف: لذلك لابد أن تكون للمحاور الرئيسية الكبري مثل طريق الأتوستراد والطريق الدائري وطريق المحور عقود صيانة لجهة محددة حتي يكون هناك أحد مسئول تتم محاسبته كما هو الحال في جميع بلاد العالم المتقدمة. وحتي في حالة تحديد مسئولية إدارة الطريق للمحليات أو هيئة الطرق والكباري أو وزارة الإسكان أو أي جهة معنية أخري لابد أن يتم توقيع عقود صيانة لشركة محددة متخصصة في إجراء أعمال الصيانة بصورة متكاملة للطريق وبصفة مستمرة منذ بدء عمل الطريق, فليس المهم لمن تؤول إدارة الطريق, بل المهم إسناد صيانة الطريق لجهة متخصصة في إجراء عمليات الصيانة. هذا ما يؤكده أيضا المهندس جمال العالم خبير النقل والطرق قائلا: مشكلة المحور تنحصر في جانبين, الأول خاص بتصميم الطريق والثاني خاص بإدارته, وبالنسبة للنقطة الخاصة بتصميمه فهناك خطأ إنشائي يتمثل في هبوط التربة فالأرض التي أقيم عليها المحور زراعية رخوة مما أدي إلي هذا الهبوط في نقاط معينة تقع عندها معظم حوادث السيارات وهكذا أكبر دليل علي وجود خطأ إنشائي بالمحور لابد من معالجته في عملية الإصلاح معالجة دقيقة, كما يجب العمل علي تخفيف الكثافة المرورية عليه بإنشاء محاور أخري موازية. أما بالنسبة للجانب الآخر من مشكلة المحور الخاص بإدارته فإن حالة التدهور الشديد التي وصل إليها أن تكون هناك جهة مسئولة مباشرة عنه تقوم بإدارته وإجراء أعمال الصيانة اللازمة له بصفة دائمة ومحاسبتها عن أي إهمال أو تقصير. كما أنه لابد يضيف أن يكون علي الطريق رادار ثابت علي جميع أجزائه للالتزام بمعدل السرعة المقررة عليه, وأن يكون فاصل الجزيرة الواقعة في النصف عاليا لحماية قائدي السيارات من مخاطر انعكاس الضوء ووقوع الحوادث, ولابد أن يكون علي جانبي الطريق حاجز خرساني وليس حديديا لتقليل نسبة الحوادث التي تقع نتيجة اصطدامها به.