عشقها للرسم والتلوين حرك شهيتها لاستكمال الدراسة الحرة للفنون بكلية الفنون الجميلة.. رغم حصولها علي بكالوريوس التجارة.. ونظرا لأنها متميزة تعزف وترسم بالعود والكمان علي بياض شتي الهواجس والهموم الحياتية في لوحاتها التشكيلية وسلاحها ريشة وألوان، فقد أثار تميزها بخطوط خفيفة لينة إعجاب أساتذتها خلال دراستها للفنون بإيطاليا ونصحوها بخوض تجربة التصميم في عالم الموضة والفاشون.. وهذا صنع بالفعل من هذه المرأة شخصية مبدعة.. مغايرة تركب الصعب والتحدي.. فمن امرأة طافت العالم بلوحاتها الفنية إلي صاحبة قصة نجاح واعدة في عالم الأزياء.. خصوصا بعد حصولها علي دبلومتين من "فاشون أكاديمي" واستعدادها لمناقشة رسالة الماجستير في ذات المجال.. وها هي الفنانة التشكيلية غادة جلال أبوسنة التي انتصرت لتجربتها في سحر وروعة التصاميم مستمرة علي ساحة الإبداع في تقديم الموضات العالمية المبتكرة خاصة في ظل توليها منصب المستشار الفني لكبري شركات الموضة في دبي. لا يكفي أن تحس بالميل نحو حقل إبداعي ما لتكون في يوم من الأيام أحد المبدعين المميزين في رحابه، وإنما الميل لا يعدو كونه بطاقة عبور نحو عوالم إبداعية تتطلب الصبر والاجتهاد والحلم بالتميز والبحث عن سبل ترك بصمة دالة عليك.. كلمات تنطبق تماما علي تجربة الفنانة غادة أبوسنة في بحور الفن التشكيلي والتصاميم المبهرة.. والتي حدثتنا عنها وقالت: إنها كانت موهوبة منذ صغرها تحب الرسم وكانت مشهورة داخل محيط مدارس الأمريكان بمدينة طنطا محافظة الغربية التي درست فيها مراحل تعليمها من الابتدائية وحتي نجاحها في الثانوية العامة وجميعها مدارس لغات.. ويذكر أن أساتذتها شهدوا بموهبتها منذ أن كانت بدايتها مع خربشات بسيطة في الفن الرمزي حيث كانت تجسد الأشياء التي تحسها وتشعر بها، وقد كبر الرسم معها وكبرت معه.. حيث ملك أناملها وأبحر بها في بستان الألوان.. واستمرت تمضي عن قناعة في هذا الحقل الإبداعي بعد أن عززتها جملة مساندات من والديها أتاحت لها موهبة العزف بالريشة والتنقل بها برفق بين أوتار اللوحة لتصنع ما تشاء وتبرز ما بطن كزهرة احتاجت إلي الهواء ولكن الميل وتشجيعات المحيطين لم تكن كافية بالنسبة لغادة أبوسنة للاستمرار في خوض هذا الحقل الإبداعي.. خاصة في ظل رغبة والدها جلال أبوسنة وهو أحد كبار رجال الأعمال بمحافظة الغربية في دخولها كلية التجارة آملا أن تتولي شئون إدارة أعماله.. ورغم أنها لبت رغبته وحصلت علي بكالوريوس التجارة شعبة إدارة أعمال بتفوق.. إلا أنها بادرت بالعودة لبستان عشقها للرسم ومجال التصميم، ومن جديد عادت لتواصل مسيرة الدراسة الحرة للفنون بكلية الفنون الجميلة بالزمالك واستفادت من الدراسة في تصميم ديكور وأثاث المنازل والفيلات وحدث أن التقت خلال دراستها بأساتذة أجانب وفنانين مصريين مدوا لها يد العون في ذات المجال الفني ومنهم الدكاترة عبدالعزيز الجندي، طاهر عبدالعظيم، عماد رزق، مراد درويش، ومعهم الدكتوران الفنانان وجيه يسي وجاليليو وجميعهم أشادوا بتفوقها في رسم اسكتشات الموديلز وتميزها برقة وليونة خطوطها، ولهذا أشاروا عليها بالسفر لإيطاليا للاستفادة من تطوير موهبتها في مجال الفاشون، وبالفعل طارت إلي هناك وحصلت علي دبلومتين من فاشون أكاديمي.. وهي الآن تستعد لمناقشة رسالة الماجستير عن لمسات الفن التشكيلي الخارجة عن المألوف وتأثيراتها الخالية من القيود علي الموضة.. وذلك بعد أن قررت الحصول علي إجازة من فرصة العمل التي حصلت عليها كمهندسة ديكور في التليفزيون. واللافت أن غادة حرصت علي أن تكسر جميع الحواجز التي تقف أمام طموحاتها وبفضل الله تمكنت من المشاركة في الكثير من المعارض والمهرجانات العربية والملتقيات الدولية ومنها سمبوزيوم يوم الرواد السادس للفنون بالأردن، ومعرض الفنون التشكيلية المصاحب لمهرجان دارك السياحي بمحافظة ضبا.. ملتقي بصمات الفن بالمملكة العربية السعودية، "كرنفال مصر الدولي للفنون وملتقي شباب العالم"، الأسبوع العالمي للفن التشكيلي وكل هذه المعارض أقيمت بشرم الشيخ، معرض بداية بقاعة جاليليو بالمهندسين، ونفس المعرض في نسخته الجديدة بقاعة كلية الفنون الجميلة بالزمالك، معارض إبداع بأتيليه الإسكندرية، ملتقي هارموني بأتيليه القاهرة، فن الهوية بقاعة الأهرام، وعلي ضوء إسهامات غادة الفنية حصلت علي دعوات للمشاركة في معرضاين في بلغاريا وتركيا، كما وصلتها دعوة لحضور معرض بولاية نيويوركالأمريكية بعد اختيارها ضمن عشرة فنانين بأن يعرضوا أعمالهم هناك وهذا الأمر أسعدها كثيرا لأنها ستحاول نقل الفن المصري وثقافاته إلي جميع المجتمعات. • وسألناها ..ما حقيقة نجاحك في الموضة؟ - لكوني فزت بلقب عاشقة الفنون والموضة بعد أن شاركت في مسابقة دولية في تطبيقات الفن التشكيلي وتأثيره علي الموضة توليت منصب المستشار الفني لإحدي شركات الموضة العالمية في دبي (مسئولة اختيار التصاميم) وهذا بالطبع زادني ثقة للإبحار في هذا المجال المليء بالإبداع وهو أيضا أكبر دليل علي نجاح المرأة في مجال الفن والبيزنس. • وهل تتمتعين بهوايات أخري؟ أعشق رياضة التنس والباليه وأمارسه، وأحب الموسيقي وأجيد العزف علي البيانو وخصوصا أغنية إنت عمري. • لأي مدي تشاركين في العمل التطوعي؟ - أجد نفسي في العمل التطوعي وفي هذا المضمار أقمنا معرض "مستشفي السرطان" لصالح مرضي السرطان ومعرض "مستشفي القلب" لصالح مرضي القلب ومعرض مساندة شهداء الجيش والشرطة ومعارض لدعم المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة ودور الأيتام وكل هذا انطلاقا من السير علي نهج والداي في هذا الجانب الإنساني . • وما سر ارتدائك للقباعات؟ - هذا نابع من عشقي للتغيير في تصاميم الموضة فهي تشعرني بمساحات من الرقة والبساطة وأنا ارتديت القباعات منذ فترة تواجدي لدراسة الموضة في إيطاليا وتأثرت كثيرا هناك بموهبة النجمة العالمية صوفيا لورين وارتدائها نوعيات مختلفة من القباعات وكثيرا ما كان يردد زملائي هناك تمتعي باستايل أجنبي ولهذا قررت المغامرة بارتداء القباعات الشيك التي أقوم بتصميمها وتنفيذها بنفسي، وهذا بدافع حبي أن أكون مختلفة. وتشير غادة إلي أنها تعشق السفر وتعتبره بحور ثقافة وإثارة ومتعة وتعشق القراءة وكتابة الأدب والشعر الرومانسي، كما تعشق الإبداع عموماً وسلاحها الريشة والألوان، وتؤمن بالحكمة القائلة: "العمل باجتهاد مفتاح النجاح في الحياة".