نشأت في كنف عائلة تتذوق فن الرسم، ما ساهم في نمو موهبتها، ورغم محاولات ابتعادها عن هذا المجال الفني خلال فترة دراستها وحصولها علي بكالوريوس علوم الحاسبات وتأهبها لمناقشة رسالة الماجستير في ذات المجال، قررت الفنانة التشكيلية جيهان رياض ذكري العودة لحبيب عمرها الرسم والزخرفة والابتكار بخامات الخزف والسيراميك وتقديم عزف تشكيلي راقٍ تنقلك لوحاته المبهرة بسلاسة وانسيابية مطلقة إلي وعاء جمالي مرصع بكنوز موروثات الفن الفرعوني والقبطي، فتأسر حواسك كلها وتجعلها ترتع في روائعه داخل مجمع فنون كنيسة مار جرجس بهليوبوليس وتروي ظمأ الحنين إليه ببصمة إبداعية فريدة. قصة جيهان مع الفن التشكيلي غير المألوف تعود لسنوات بداياتها، حيث تقول إنها كانت مع خربشات بسيطة وبريئة حيث كانت تجسد الأشياء التي تحسها وتشعر بها وذلك لعفويتها وبساطتها، فضلا عن عمقها ورمزيتها التي تحمل دلالات كثيرة تصل إلي أشياء كثيرة ومختلفة وتعابير متعددة، ورغم تدرجها ونجاحها في دراستها الثانوية وحصولها علي بكالوريوس في علوم الحسابات وحصولها علي منصب إداري في جامعة عين شمس أهبها لمناقشة رسالة الماجستير - قريبا - أيضاً في علوم الحاسبات. في هذا الإطار تقول جيهان إنها لم تتوقف عن الرسم ومداعبة الريشة وتنمية هذه الموهبة التي اكتسبتها عن والدها الذي كان يعمل موظفا كبيرا بوزارة الزراعة - وقد كبر الرسم معها وكبرت معه وتركت أناملها وأبحرت معها في عالم الألوان وعزف الريشة رغم أن نشأتها العصامية وموهبتها الطبيعية احتاجت لتقنيات وطرق جديدة وهو ما سعت إليه باندماجها مع فنانين وفنانات تشكيليين خلال ذهابها بانتظام لكنيسة مارجرجس بهليوبوليس وهي بالقرب من منزلها بعد الزواج وذلك من أجل أن تصقل هذه الموهبة وتطور من أسلوبها الفني في الرسم كما كانت تبحث عن شيء مميز وجديد لا يمكله الآخرون.. وبالفعل تمكنت جيهان خلال تواجدها مع موهبتين الأولي اسمها جيهان زغلول والثانية باربرا عادل من مناقشة العديد من الموضوعات بتقنيات فنية مختلفة وجذابة تثير الفضول، وبما تأثرت به ساعدها في تحقيق بصمتها الفنية بنوعية جديدة استخدمت فيها مع زميلتيها الأخريين الخزف والسيرامك، وحولتهما إلي مادة تشكيلية ومنحوتات خارج إطار الأجندة الفنية التقليدية خصوصا أنها حملت أشكالا دائرية وبالونية استخدمت في طلائها الألوان القوية مثل الأسود والبرونزي والفضي والبرتقالي للدلالة علي الضوء والنور كأسلوب رموزي يدلل علي قوة الإنسان في مواجهة الصعاب. وتشير جيهان إلي أن لكل منحوتة في أعمالها ومنها ما يسمي "الخروج إلي الحياة" و"البحر والمركب" و"شجرة المفاتيح"، وغيرها، أعطتها ميزة معينة عن طريق الإبداع الزخرفي، بالإضافة إلي أنها أخذت من الفن القبطي والفرعوني موضوعات قدمتها في 20 منحوتة تميزت بجمال الشكل والحضور الفني المبدع، مؤكدة "حاولت أن أزاوج بين الرموز القبطية والفرعونية لصياغة تشكيل كيان جديد مترابط له جذوره وبعده الإنساني". ورغم أن جيهان نالت شهادة في الخزف وفنون السيراميك والزخرفة من خلال المعارض التي تقام وتشارك فيها كنيسة مار جرجس بهليوبوليس إلا أنها مازالت تحلم بتقديم الكثير في تلك المعارض لأنها مهتمة في رسالتها بتوفير جو للأطفال ذوي المواهب في مختلف الفنون كالرسم وغيره وتتمني أن تفتح السبل للفنان حتي يواصل مسيرة العمل ويري الآخرون إبداعه ويهتمون به. ورغم نجاح جيهان في عملها الإداري بشكل متميز، إلا أنها تعشق استكمال بقية حياتها الإبداعية داخل مجمع الفنون بالكنيسة وسط الألوان والفرشاة وخامات الخزف والنحت والسراميك وغيره، إلا أنها لا تنسي موقفا طريفا تعرضت له عندما اتصلت بها امرأة وطلبت منها التدخل لدي الفنانة عايدة رياض لمساعدتها في دخول مجال التمثيل وانتهي الأمر بأن أوضحت لها جيهان أنها عاشقة لفن عايدة رياض لكنها ليست شقيقتها. جيهان قالت أيضاً أنها كانت واحدة من أهم ركائز كورال كنيسة مارجرجس بهليوبوليس الذي يعتبر من الكورالات المشهود لها علي مستوي الكنائس ويطلقون عليه اسم "فريق ثيؤطوكوس" بخلاف أنها مازالت تعشق القراءة وسماع الموسيقي. وتضيف جيهان إن أعظم شيء في حياتها بجانب عشقها لعملها وللفن هو زواجها من المهندس رامي جرجس المدير بإحدي شركات الشحن الكبريي، كونه إنسانا يتمتع بالذوق والحس الراقي وشياكة المعاملة وهي تدين له بالفضل في تحويل حياتهم الأسرية إلي جنة تنعم فيها بالسعادة مع ولديهما جولي (6 سنوات) وهي لاعبة باليه من الطراز الأول وإحدي نجمات مدرسة فيتارد المختصة بكل ألوان الفنون. وتؤكد جيهان أنها بالرغم من اهتمامها بالموضة إلا أنها لا تساير صيحات الموضة العالمية، بل تختار ما يليق عليها فقط، فهي تعشق ارتداء الجينز والملابس الكاجوال وتفضل ألوان الأزرق والأسود والكحلي، وفي الوقت ذاته تفضل استخدام الماكياج البسيط الذي لا يحمل أي مغالاة قد تفسد الجمال الطبيعي، وتفضل ارتداء أحذية الكعب العالي خصوصاً في السهرات، والأجمل أنها عاشقة لفن الطهي ودخول المطبخ وتتحدي أقاربها في منافستها لعمل أي نوع من الأكلات، وتختم حديثها بأنها تؤمن بالحكمة القائلة "من زرع حصد".