أحبت الرسم منذ نعومة أظافرها وكانت تنتظر يوم الجمعة وتستيقظ باكرا فترص عرائسها ولعبها فوق مكتبها وتبدأ في رسمها وتلوينها، ووجدت من الرعاية ما أتاح لموهبتها الفطرية أن تتفتح وتجد من يهتم بها ويشجعها علي المضي قدما في الإبداع في فنون الرسم، ويوما بعد يوم أجادت في تدرج ألوانها وضربات فرشاتها بشغف وأكدت برقي أعمالها أن الفن بالنسبة لها رسالة.. تخرجت وحصلت علي بكالوريوس الفنون ثم دبلومة وماجستير في الفن التشكيلي.. ورغم أنها عملت في مجال الديكور وحققت فيه تميزا ملحوظا داخل المجتمع، إلا أنها قررت استثمار موهبتها وأقامت مركزا لتعليم وتدريس مواد الفن التشكيلي عمليا للأطفال.. وحققت فيه نجاحات قدمت فيها أعمالا فنية للأطفال تشارك بها في معارض رسمية كل عام بقاعات الفنون المختلفة وهي نتاج آراء وأفكار وخبرات تنبع من ثقافات ومدارس فنية مختلفة صقلتها بالدورات التي أقامتها لتطوير المواهب.. إنها الفنانة التشكيلية دينا عبداللطيف محمود التي تؤكد من خلال أعمالها أن المبدع ضمير أمته ولسان حالها. وعن دراستها أكدت أن الفن أخذ من وقتها الكثير وهذا كان له تأثير علي نتيجتها في الثانوية العامة لدرجة أنها فكرت في الإعادة لدخول إحدي الكليات الكبري حيث كانت تتمني أن تصبح طبيبة أطفال ولأن جمال الطبيعة ألقي بظلاله علي إبداع دينا وهذا ما كانت تراه خالتها التي كانت مقيمة بالكويت.. وتعشق محاورة لوحاتها بترانيم شعرية هائمة.. فسرعان ما أقنعتها بتنمية موهبتها ودخول كلية التربية الفنية بالزمالك وبالفعل كان لها كل الحق حيث انطلقت موهبة دينا في بحور عوالم الفنون التشكيلية ونسجت حوارات إبداعية متفجرة بالحيوية والمعطيات الإيقاعية السريعة.. وكان لضربات فرشاة الزيت علي سطح لوحاتها الأثر الجميل في إظهار أعمالها بالشكل المطلوب. واستنادا لرغبة والدتها صاحبة الفضل الأول عليها في رعايتها ومساعدتها في استذكار دروسها خلال سنوات دراسة الكلية وفي الفترة التي سافر فيها والدها لقضاء فترة إعارة في جامعة الإمارات العربية المتحدة، لبت نداء العمل واتجهت للعمل مهندسة ديكور في مركز متخصص للبناء والديكور اسمه "داري للبناء والديكور".. ونظرا لموهبتها حققت طفرة في هذا المجال لإجادتها تسخير التقنيات الحديثة لخدمة فنها ولوحاتها وديكوراتها، ولسان حالها يؤكد أن الفن بالنسبة لها رسالة لن تتوقف عن الإبداع في مختلف المجالات الفنية وهذا الإبداع دفعها للمشاركة في معارض كثيرة منها تنويعات، حنايا الروح ، رؤي وروح ، حب وشوق.. وهذا بالطبع حقق للفنانة دينا محمود شهرة واسعة في المجال الفني وخصوصا في مجال الرسم والديكور بجانب أنه دفعها للحصول علي دبلومة وشهادة الماجستير في الفن التشكيلي.. وخلال هذه الرحلة الفنية ارتبطت بشريك حياتها الذي يعمل في المجال الفني الدرامي بالتليفزيون.. وأضاف لها بصمة لا تنسي مليئة بزخم من نجاحات في عملها وأنعم الله عليهما في رحلة إبداعهما معا وهي تشاركه الحياة الجميلة بولدين متميزين هما عبدالله وباسل، وبالنسبة للموضة فهي تعشق الموديلات الأنيقة والبسيطة وتفضل الماكياج البسيط.. وتشير إلي أنها طباخة ماهرة وتعشق صنع كل الأكلات وتفضل المشويات علي الفحم وبجانب عشقها للسفر واكتشاف كل ما هو جديد وقراءتها لكل ما يتعلق بالفن فهي تميل للمثل القائل "من جد وجد ومن زرع حصد". وسألناها.. لأي مدي سعيتِ للاستفادة من استغلال موهبتك الفنية لتقديمها للآخر؟ - أقمت مركزا حرا للفن التشكيلي.. أقدم فيه دورات تدريبية للأطفال الذين يتم اختيارهم بناء علي اختبارات الموهبة.. وخلال الدورات أعلمهم كيفية تطوير موهبتهم والإبداع في التكوين والألوان والتركيز علي رسم البورتريه ومعالجات تلوينه وأساعدهم علي خلق الذوق الفني لديهم كما أقوم باستخراج حاسة التذوق لديهم التي من خلالها يخرجون إلي واحة الإبداع الفني ولكي أطمئن علي ما استفادوه من وعاء الفن أقوم بعمل معرض لأعمالهم في إحدي القاعات الفنية كل عام وفي حضور نخبة من الفنانين التشكيليين لمد جسور الاستفادة بين الأجيال المختلفة. موقف طريف تعرضتِ له؟ - حياتي كومة مواقف طريفة أتذكر منها موقفا حدث لي أثناء جلوسي في رحلة سفر للإمارات لزيارة والدي.. وفوجئت بامرأة عجوز كانت مسافرة ورغم التجاعيد التي ملأت وجهها إلا أنها كانت فيها مسحة جمال أثارتني ودفعتني لرسمها علي اسكتش ورق بالقلم الرصاص.. وعندما اقتربت علي النهاية فوجئت بها تخطف الرسم وتقترب مني وعندما فتحت حقيبة يدها تخوفت، إلا أنها غمرتني بحبها وأحرجتني عندما أعطتني زهرة صغيرة من عقد الفل والياسمين الذي كان معها. هل أنتِ متفائلة؟ - دائما أنا متفائلة وأنظر للمستقبل من هذا الجانب. ما علاقتك بالقمر كفنانة؟ - علاقة وطيدة لأن حالات الجمال تطلق علي القمر.. ومشاهدته تدخل الراحة إلي نفسي وغيابه يجعلني أشعر بفقدان شيء عزيز جدا عليّ.