أطلقت دار الكتب والوثائق القومية مبادرة عالمية لتحويل الدار إلي "مكتبة وطنية" علي غرار المكتبات الوطنية في دول العالم المتقدم تليق باسم مصر ومكانتها الثقافية وتنوع تراثها علي مدار تاريخها. تتضمن المبادرة تغيير اسم دار الكتب وهي ترجمة حرفية للمصطلح التركي "كتبخانة" إلي المكتبة الوطنية التي تضطلع بأدوار أهم وأعم من فكرة المكان المخصص لاقتناء الكتب وعرضها. وقال د.زين عبد الهادي رئيس دار الكتب والوثائق القومية- ل"آخر ساعة": منذ توليت المسئولية الدار منذ أيام جعلت مشروع النهوض بدار الكتب والوثائق مسئوليتي، ستكون بمثابة خطة عمل للدار في السنوات القادمة ونعمل حاليا علي نشرها بين مختلف الجهات المعنية والمانحة ووسائل الإعلام المختلفة، تتضمن تلك المبادرة مشروع إعادة هيكلة وتطوير شامل لدار الكتب والوثائق القومية، من خلال إعادة تصميم وتطوير مبني دار الكتب المطل علي كورنيش النيل ليتوافق مع أحدث وسائل العرض المكتبي في العالم. وأكد رئيس دار الكتب والوثائق أن الهدف من هذا المشروع الطموح هو إيجاد "مكتبة وطنية" تليق باسم مصر وتعبر عن روح القاهرة الغنية بالتنوع الذي يضم تراثا قبطيا وإسلاميا وحديثاً متمثلاً في القاهرة الخديوية، كل هذه أشكال من التراث الثقافي والفكري يجب أن تنعكس علي محتوي وشكل المكتبة الوطنية، من حيث المحتوي لا توجد مشكلة بالنسبة لدار الكتب، التي تقتني أربعة ملايين كتاب و60 ألف مخطوط من ضمنها مجموعة من المصاحف المملوكية التي لا توجد في أي مكان في العالم، 25 مليون وثيقة مسجلة علي قاعدة البيانات الإلكترونية، و130 ألف خريطة، بالإضافة إلي مجموعة من التسجيلات السمعية التي تعود إلي نهاية القرن ال19وبداية القرن العشرين، وهي مجموعة نادرة لاتوجد في الإذاعة المصرية، بالتالي دعونا منظمة اليونسكو لإطلاق يوم عالمي للحفاظ علي التراث المتمثل في المخطوطات وأوراق البردي، وقد خاطبنا وزير الثقافة الدكتور شاكر عبد الحميد في هذا الشأن. هذا من حيث المحتوي وهو كما تري تراث ضخم متنوع أما من حيث الشكل فالدار تحتاج للكثير من العمل، المكان محتاج لإعادة تأهيل ليتناسب مع أحدث ما توصل إليه العالم في فنون العرض المكتبي لذلك سنقوم بجولة في مختلف المكتبات الوطنية العالمية في دول العالم للتعرف علي أحدث أساليب العرض المكتبي في العالم. وأضاف عبد الهادي بالنسبة للتمويل لايمكن للحكومة أن تقوم بتكاليف عملية التطوير في ظل الظروف الحالية، لذلك بدأنا في مرحلة مخاطبة المؤسسات الدولية والمعنية للمشاركة في مخططات التطوير، ونعمل حاليا علي نشر مبادرة "المكتبة الوطنية" وقد سمحت لنا مؤسسسة الأهرام بإتاحة مواردها الإعلامية من أجل نشر الفكرة، كما أبدي المسئولون بالبنك العربي الأفريقي اهتمامهم بالمشاركة في دعم عمليات ترميم وثائق وكتب المعهد العلمي.