لا يزال مسلسل حوادث القطارات التي تحصد الأرواح مستمراً، ويبحث عمن يضع له النهاية، الأسباب كثيرة ومعروفة لكن متي وأين ومن ينقذ المصريين من مقبرة السكة الحديد.. تقادم القطارات.. وقلة الصيانة.. وضعف المراقبة.. ونقص الموارد المالية، كلها أسباب أساسية تقف خلف حادث قطاري الإسكندرية الأخير، وما قبله من حوادث. »آخر ساعة» حاورت اللواء سعيد طعيمة رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، لنعرف منه موقف اللجنة من مشاكل مرفق السكة الحديد، وماذا قدمت اللجنة لهذا المرفق الحيوي داخل البرلمان.. • ماذا سيفعل البرلمان وخصوصًا لجنة النقل تجاه هذا الحادث؟ - اللجنة سوف تستمع علي مدار اجتماعاتها الطارئة التي بدأت الاثنين الماضي لآراء عدد من الخبراء والمختصين في مجال السكة الحديد للوقوف علي أسباب الكارثة وبحث السبل والأفكار لعدم تكرارها وأيضاً كيفية إصلاح منظومة السكة الحديد في مصر ووضع حلول جذرية وخطط واضحة سوف تتابعها اللجنة. هل أخذ مرفق السكة الحديد حقه في المناقشات داخل اللجنة في دور الانعقاد الثاني؟ - اللجنة كانت سباقة في كشف أخطاء السكة الحديد، وكشفت الإهمال الذي تعانيه السكة الحديد فاللجنة بالفعل عقدت 108 اجتماعات خلال دور الانعقاد الثاني كان منها ما يقرب من 80 اجتماعا ناقشت فيها اللجنة الأزمة الحقيقية التي تواجه السكة الحديد في مصر، وطرحت اللجنة الحلول وآليات التنفيذ وذلك من خلال طلبات إحاطة تقدم بها النواب وفي حضور وزير النقل عرضت طلبات الإحاطة وما تواجهه السكة الحديد من إهمال وهو ما قد ينذر بكارثة مؤكدا أن اللجنة حذرت عدداً من المسؤولين الذين ترددوا علي اللجنة خلال اجتماعات مطولة عقدتها معهم، من خطورة وقوع مثل هذه الحوادث، لكن لم تكن هناك استجابة كافية من جانب هؤلاء المسؤولين. ما موقف الوزارة من هذه المناقشات والاجتماعات؟ - للأسف الوزارة لم تتعامل بالشكل الكافي مع ما قدمته اللجنة من حلول وآليات لتنفيذ ذلك علي أرض الواقع، علي الرغم من وجود موارد وأصول يمكن استخدامها بالشكل الجيد لحل مشكلات السكة الحديد. هل من الممكن أن تشكل لجنة تقصي حقائق حول هذا الحادث الأليم؟ - أجل، »النواب» سينتظر تحقيقات النيابة العامة وكل الاحتمالات والإجراءات مطروحة، والأمر قد يستدعي لجنة لتقصي الحقائق للوقوف علي الأسباب الحقيقية للحادث. هل هناك خطط للتطوير قدمت من قبل وزارة النقل ممثلة في الوزير؟ - وزير النقل لم يعرض علي البرلمان أي خطة لتطوير السكة الحديد منذ توليه منصبه وحتي اليوم، ووزير النقل السابق كان قد عرض خطة وتم رفضها حيث لم تتضمن أي حلول واقعية وكانت مجرد خطة إنشائية. من وجهة نظرك ما أول خطوات إصلاح السكة الحديد في مصر؟ - لا أنكر أن مساعي إدخال التكنولوجيا علي منظومة تشغيل السكة الحديد أمر جيد لكن لا يمكن إدخال التكنولوجيا علي السكة الحديد دون انضباط العنصر البشري. ما أهم المشاكل التي تواجه مرفق السكة الحديد في مصر؟ - السكة الحديد لا يوجد بها أوناش جاهزة، وتلك الهيئة تحتاج إلي قيادات تعمل من الشارع وتكون في حالة طوارئ مستمرة، ما يحدث »قلة أدب» والسبب هو ضعف الإمكانيات، ويجب إحكام السيطرة، لأن هناك فسادا داخل المنظومة. فالإهمال يبدأ من شباك التذاكر وصولا إلي عامل التحويلة وسائق القطار والكمسري وغرفة العمليات وهي للأسف غير موجودة في السكة الحديد. لماذا انخفضت موازنة قطاع السكة الحديد في الموازنة العامة للدولة هذا العام؟ - بسبب عدم قيام الجهات المسؤولة عن النواحي المالية للسكة الحديد بفرض الموازنة الاستثمارية المخصصة لها العام الماضي 2016 2017، وصرفت 40٪ من الموازنة فقط، ما أدي إلي انخفاض الموازنة هذا العام 2017 2018، من 7.5 مليار جنيه إلي 3 ونصف مليار تقريبا في حين لو تم صرف المبالغ المخصصة لها ما كان لزاماً علي وزارة التخطيط تخصيص أكثر من 10 مليارات جنيه هذا العام. نفهم من ذلك أن هناك ضعف إمكانيات هيئة السكك الحديدية وتتسبب في مثل هذه الحوادث؟ - وقوع حوادث القطارات ليس بسبب ضعف الإمكانيات لكن بسبب وجود فساد في المنظومة، وهو ما يتطلب إحكام السيطرة وضرورة وجود قيادات تعمل بجهود مضنية من أجل إنقاذ السكك الحديدية التي كانت تفخر بها مصر، فهي الأولي في منطقة الشرق الأوسط والثانية علي مستوي العالم، وللأسف لا توجد غرف عمليات حقيقية، وهناك خلل في إدارة السكة الحديد، ونحن بحاجة إلي تطوير الفكر والقيادة في السكة الحديد فهي لا تعاني من أزمة في التمويل كما يعتقد البعض والدليل علي ذلك أن الحكومة خصصت العام الماضي 7.5 مليار جنيه، إلا أن هيئة السكة الحديد لم تصرف سوي 40٪ فقط من هذا المبلغ، فالسكة الحديد مازالت في خطر، لأن القائمين عليها ليسوا علي المستوي المطلوب. إلي من تشير أصابع الاتهام في هذا الحادث الأخير؟ - المسؤولية الجنائية تحددها النيابة العامة ولا أستطيع أن أتهم أي شخص بالتسبب في وقوع الحادث، إلا بعد خروج تقرير نهائي بعد معاينة موقع الحادث، حتي تتم المحاسبة لجميع المتسببين والمقصرين في هذا الحادث، الذي أودي بحياة عشرات الأبرياء، الذين خرجوا لممارسة حياتهم وأعمالهم فعادوا إلي ذويهم جثثا، لكن دعني أقول إن هناك مسئوليات تقع علي كتف المسئولين من أصغر عامل إلي أكبر قيادة فلا يوجد هناك تناغم في العمل بين جميع أقسام الهيئة، وهناك تسريب غير عادي في التذاكر بشكل غير مبرر نتيجة للمجاملات والإهمال وعدم المتابعة، بخلاف الخسائر غير المبررة في الهيئة. وما الأسباب الفنية التي تسببت في وقوع الحادث؟ - كما ورد علي لسان المحققين فالقطار كان معطلاً واستمر تعطله لفترة أكثر من نصف ساعة، وكان يمكن إيقاف القطار الآخر بعدة وسائل عديدة، منها الاتصال التليفوني، إلا أنه لا توجد غرفة عمليات أو متابعة للقطارات المعطلة مما أدي إلي وقوع الحادث.