نشاهد في مصر هذه الأيام الحلقات 130 وما بعدها من المسلسل التركي العشق الممنوع فقد أصبحنا مدمنين للمسلسلات التركية ولسنا وحدنا المدمنين لهذه المسلسلات فإن بعضا منها يذاع علي قنوات التليفزيون من الشرق الأوسط ودول البلقان وهي تدر 50مليون دولار لتركيا فقد أصبحت من الصادرات الأساسية للأتراك. ولكن هل يشاهد الأتراك نفس ما نراه هنا من المسلسلات؟. الحقيقة أن ما يعرض علي شاشة التليفزيون التركي منذ يناير الماضي هو مسلسل تاريخي عنوانه »القرن البديع« وهو مسلسل عن الخليفة العثماني العاشر سليمان الذي حكم تركيا 46سنة من عام 1520 حتي عام 1566 في أيام مجد الإمبراطورية العثمانية. وهذا المسلسل أثار عاصفة ضخمة من الاحتجاجات والانتقادات في تركيا وقدمت فيه 70 ألف شكوي للسلطات الحكومية وقناة التليفزيون التي تذيعه مساء الأربعاء من كل أسبوع. والسبب في ذلك أن المسلسل يقدم السلطان العثماني سليمان زير نساء ويحتسي الخمر ويعيش حياة لاهية مع زوجته »حوريم« التي تعرفها أوربا باسم روكسانا. وتتولي كاتبة السيناريو السيدة يدال أوكاي. هذا المسلسل قصته خيالية مصدرها أو ملهمها التاريخ وهي عندما تدخل مقر الحريم فإننا نجعلها قريبة منه. إننا نجعلها من البشر لها مخاوفها وعواطفها وغضبها وحبها أيضا. إنها تتزين بمجوهرات براقة وترتدي ملابس جميلة رائعة كتلك التي ترتديها نساء هذه الأيام. وقد أدي المسلسل إلي زيادة زوار متحف »كوب كابي« في استانبول مقر السلاطين العثمانيين زمان. ويؤدي دور السلطان الممثل التركي المعروف هاليت أرجنسي أما زوجته في المسلسل فتقوم بدورها الممثلة الألمانية ريم اوزيريللي التي ولدت في برلين. وفي المسلسل فإن ريم أو حوريم التي اختفت من كنيسة أبيها في أوكرانيا 27سنة تلقت هي والبطل تهديدات كثيرة بالقتل عن دورهما في المسلسل ووقف الأتراك أمام الاستديو أثناء تصوير المسلسل يهتفون الله أكبر ويقذفون الاستديو بالبيض والطماطم. وكانت ريم خائفة في أولي الحلقات من هذه التهديدات. ولكنها اعتادت عليها وقد أدان المجلس الأعلي للإذاعة والتليفزيون في تركيا هذا المسلسل لأنه اخترق الحياة الخاصة لإحدي الشخصيات التاريخية الهامة في السلطنة العثمانية ويجب أن يعتذر منتجو المسلسل للشعب عما فعلوه. وقال الطبيب أردوغان رئيس وزراء تركيا أن المسلسل غير محترم وأنه يبذل جهدا لتقديم التاريخ التركي بصورة سلبية وغير لائقة للأجيال الجديدة. ولكن المعترضين الأتراك يقولون: نحن لا نعرف ما جري تاريخيا أيام السلطنة العثمانية فإن المجتمع المهذب لم يكن يتكلم عن النساء بهذه الصراحة وكل ما نشر عنه قاله الأوربيون وبالذات النمساويون. أما المحطة التي أنتجت المسلسل فاكتفت بالقول! انتظروا الحلقات القادمة لأنها ستصحح التاريخ!