وقفت جموع الحجيج علي جبل عرفات تبتهل الي الله سبحانه وتعالي بقلوب خاشعة تردد»لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك«. ويواصل الحجيج رحلة الرحمة والمغفرة بالانتقال من »عرفات« عند غروب الشمس الي المزدلفة لصلاة المغرب والعشاء قصرا وجمع الحصي بينما تردد قلوبهم والسنتهم دعاء التلبية في كافة تحركاتهم مرددين لبيك اللهم لبيك .. ويتباهي سبحانه ويقول للملائكة "هؤلاء عبادي جاؤني شعثا غبرا يطمعون في رحمتي ومغفرتي فاشهدوا إني قد غفرت لهم. وينتقلون بعدها الي »مني« لرمي الجمرات التي تمثل إبليس وهو ما يسمي بجمرة العقبة الكبري . بينما يتوالي إلقاء الحصي في الأيام الثلاثة التالية علي العقبة الكبري والوسطي والصغري. ويتجه الحجاج الي مكةالمكرمة قاصدين المسجد الحرام والكعبة المشرفة للدعاء والتمسح بأستارها خاشعين مستبشرين برحمة الله .. ويطوف الحجاج بالكعبة المشرفة رمز التوحيد والإيمان بالواحد الأحد الفرد الصمد، داعين مستغفرين، وينتقل ضيوف الرحمن الي السعي بين الصفا والمروة وهما الجبلان اللذان كانا يحتضنان السيدة هاجر بينما كانت تبحث عن الماء لابنها إسماعيل حيث تفجرت بئر" مياه زمزم " التي ماتزال تروي ظمأ الملايين من الحجاج منذ آلاف السنين في معجزة ربانية احتار العلماء في تفسيرها حتي اليوم. ويختتم الحجاج رحلتهم المقدسة بزيارة المسجد النبوي الشريف حيث يلقون التحية علي الرسول الكريم محمد ([) شفيعنا يوم القيامة عند رب العالمين، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم .. ويصلي الحجاج ركعتين في الروضة الشريفة التي قال عنها الرسول الكريم »ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة« ويستعد الحجاج للرحيل والعودة الي أهاليهم سالمين غانمين وقد غفر الله لهم وعادوا كما ولدتهم أمهاتهم ..اللهم اغفر وارحم وتقبل دعاء .. وأدخلنا الجنة مع الأبرار والشهداء والصالحين .