45 عاما علي إنشاء قوات الدفاع الجوي، القوة الرابعة لقواتنا المسلحة بجانب القوات البرية، والبحرية، والجوية، وتحتفل القوات المسلحة في نهاية شهر يونيو من كل عام بعيد قوات الدفاع الجوي، الذي يخلد ذكري إنشاء حائط الصواريخ، تحت ضغط هجمات العدو الصهيوني الجوي المتواصلة بأحدث الطائرات في ذلك الوقت. وتمكنت قوات الدفاع الجوي في الأسبوع الأول من شهر يونيو 1970 من إسقاط العديد من الطائرات من طراز "سكاي هوك فانتوم"، وأسر العديد من الطيارين الإسرائيليين، وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وأطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم، وتوالت انتصارات رجال الدفاع الجوي، حتي تحقق الانتصار في أكتوبر 1973. نتابع كل جديد في أسلحة الهجوم الجوي ووسائل الحرب الإلكترونية لدينا تعاون عسكري وثيق مع روسيا.. ونشارك بدور كبير في تأمين احتفال قناة السويس ويُعَد حائط الصواريخ، الذي أقامته قوات الدفاع الجوي المصرية، أكبر تجميع قتالي متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات في أنساق متتالية داخل مواقع ودُشَم محصنة قادرة علي صد وتدمير الطائرات المعادية في إطار توفير الدفاع الجوي للتجميع الرئيسي للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات غرب القناة مع القدرة علي تحقيق امتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن 15 كم شرق القناة. 30 يونيو 1970 شهد تساقط أولي طائرات العدو وإعلان الدفاع الجوي المصري شامخًا فيما قال الفريق عبد المنعم التراس، قائد قوات الدفاع الجوي، إن صفحات تاريخ العسكرية المصرية تزخر بالعديد من البطولات والأمجاد، التي تُجسد الجُهد والعطاء والتضحية والفداء لأبطال الجيش المصري من قوات الدفاع الجوي، وقد كان يوم 30 يونيو عام 1970 أحد أهم هذه الصفحات وأكثرها إشراقًا، باعتباره اليوم الذي اكتمل فيه حائط الصواريخ، وشهد تساقط أولي طائرات العدو وبتر ذراعه الطولي، وأعلن الدفاع الجوي المصري عن نفسه في هذا اليوم عملاقًا شامخًا. الفريق عبدالمنعم التراس، قائد قوات الدفاع الجوي، علي هامش الاحتفال بعيد الدفاع الجوي الخامس والأربعين، قدم تحية إعزاز وتقدير إلي مصابي العمليات، الذين يحملون علي صدورهم أوسمة الفخر والعزة والتضحية، وكان عطاؤهم غير محدود من أجل رفعة شأن مصر وشعبها، مؤكدا أن هناك تواصلا دائما مع القادة السابقين والرواد الأوائل للاستفادة من خبراتهم والاسترشاد بأعمالهم وبطولاتهم وتضحياتهم، كما قدم التحية لرجال قوات الدفاع الجوي المرابطين والواصلين الليل بالنهار لحماية سماء الوطن. وأعرب الفريق التراس، عن خالص تحياته لرجال قوات الدفاع الجوي المرابطين في مواقعهم يواصلون الليل بالنهار سلمًا وحربًا لحماية سماء الوطن، الذين شاركوا زملاءهم بالتشكيلات التعبوية في تأمين مسيرة الديمقراطية الحقيقية، التي ارتضاها الشعب بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو ووضعتا مصر في مصاف الدول الديمقراطية المتقدمة. أضاف قائد قوات الدفاع الجوي، إن القوات المسلحة قد وعدت فأوفت وعاهدت فصدقت، موجها التحية والتقدير إلي شعب مصر العظيم، الذي قام بثورتي 25 يناير و30 يونيو وكانت أرواح أبنائه ثمنًا لاسترجاع الحرية وتحقيق العدالة والديمقراطية. الفريق عبدالمنعم التراس، قال "نحفظ العهد لتظل مصر درعًا للأمة وحافظة هيبتها.. واستطرد الفريق التراس: "رجال الدفاع الجوي مصرون علي التضحية بكل غال ونفيس، وحافظون العهد لتظل مصر درعا للأمة العربية، وحافظة للأمة هيبتها، ولسماء مصر قدسيتها، داعيا أن يحفظ الله الوطن ويقيه شر الفتن ويجعله واحة للأمن والأمان لتستمر مسيرة التقدم والرقي والازدهار". وكشف الفريق التراس، عن أن قوات الدفاع الجوي دائماً ما تتابع وتراقب كل ما هو جديد لأسلحة الهجوم الجوي الحديثة، ووسائل الحرب الإلكترونية المتطورة، وهناك تحديث وتطوير مستمر لرفع وزيادة قدرات وحدات القوات المسلحة، طبقا للخطة التي تضعها القيادة العامة، لافتا إلي أن الفترة الماضية شهدت تطورا كبيرا في مجال الدفاع الجوي. قائد قوات الدفاع الجوي، أكد أن الجيش المصري يمتلك أخطر سلاح في العالم، وهو الجندي المقاتل، الذي يعمل في أصعب الظروف، ويواجه الصعاب والتحديات مهما كان حجمها، قائلاً "كنت أحد من شرفوا بالمشاركة في حرب أكتوبر المجيدة، ورأيت تضحيات وبطولات نادرة لجنود مصر الأوفياء". وعن التعاون التقني والفني مع الجانب الروسي في مجال الدفاع الجوي، أكد الفريق عبدالمنعم التراس، إن الفترة الراهنة تشهد تعاوناً وثيقاً مع الجانب الروسي، إضافة إلي عدد كبير من الدول الغربية والشرقية، لافتاً إلي أن هناك عقيدة راسخة داخل القوات المسلحة بضرورة تنويع مصادر السلاح، وتطوير المعدات ونقل التكنولجيا الحديثة وتوفير قطع الغيار اللازمة، والقيادة العامة تضع دائما هذا الأمر ضمن أولوياتها. وأثني قائد قوات الدفاع الجوي علي المجهودات التي يبذلها رجال الجيش المصري لتأمين سيناء، قائلاً "الأسبوع الماضي كنت في إفطار وسط جنود سيناء، ولم أتخيل مستوي الروح المعنوية العالية، التي يتحلون بها، والصبر والعزيمة، التي يتحلون بها في مواجهة الصعاب والعقبات، وهم يرابطون ليلا ونهارا بمنتهي الشجاعة والإصرار، ومؤمنون بقضيتهم ووطنهم وانتمائهم لمصر، وهذا أمر مشرف جدا مصدر فخر لكل مصري". أضاف قائد الدفاع الجوي قائلاً "لنا قوات مرابطة علي الحدود مع السودان، وليبيا والاتجاهين الشرقي والشمالي وفي كل شبر من أرض الوطن مصر، وهناك أماكن صعبة ومناطق وعرة، ولكن أبناء الجيش المصري الشرفاء موجودون ومتعايشون، بمنتهي القوة والسعادة، ومتكاتفون ومترابطون مع قادتهم". وطمأن الفريق عبدالمنعم التراس كل أبناء الوطن قائلاً "رجال الدفاع الجوي علي أعلي درجات اللياقة والتدريب والكفاءة ولديها قدرات عالية جدا، وخبرات قتال عريقة، وهذا أمر قد يكون مفتقدا في الكثير من الدول"، مؤكدا أن المجال الجوي المصري تحت السيطرة الكاملة من قوات الدفاع الجوي المصرية وآمن تماما، ونعمل في تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية، والقوات البحرية علي مدار الساعة. وأشار الفريق التراس، إلي أن قوات الدفاع الجوي تشارك في تأمين سيناء والحدود الغربية، وتتولي تأمين القوات الجوية خلال العمليات، بالإضافة إلي المشاركة في أعمال تأمين الجبهة الداخلية، خلال الفترة الماضية. وكشف الفريق التراس، أن قوات الدفاع الجوي سيكون لها دور كبير في تأمين احتفالية افتتاح قناة السويس الجديدة، قبل وبعد الافتتاح بالتعاون مع التشكيلات التعبوية، ومختلف أجهزة الدولة. وقال قائد قوات الدفاع الجوي، إن القوات المسلحة تهتم بكل ما يجري حولنا من أحداث ومتغيرات في المنطقة، وكذلك التهديدات التي تتعرض لها كافة مسارات السلام الآن وما تثيره من قلق بشأن المستقبل ككل، مؤكدا أن هذه المتغيرات ليست بعيدة عن أذهان رجال الجيش المصري، ولنا دائما أهداف وبرامج وأسلوب في المحافظة علي كفاءة قواتنا سلمًا وحربًا، بحيث تكون قادرة علي العمل المتواصل ليلا ونهارًا سلمًا وحربًا وتحت مختلف الظروف. أضاف قائلاً "تتم المحافظة علي الاستعداد القتالي الدائم باستمرار من خلال الحصول علي معلومات عن العدو الجوي بصفة مستمرة والتنظيم الدقيق لوسائل المواصلات واستعداد مراكز القيادة الرئيسية والتبادلية إدارة أعمال القتال والمحافظة علي الكفاءة الفنية للأسلحة والمعدات، ويتم تنفيذ كل هذه العناصر في إطار من الانضباط العسكري الكامل، والروح المعنوية العالية". وأكد قائد قوات الدفاع الجوي، أن قواته لديها أكبر مركز رماية علي المستوي الإقليمي ولا توجد له مراكز مماثلة علي مستوي الشرق الأوسط، وقد تم تطويره ليكون مركز رماية حضاريا مجهزا بمنشآت حديثة مع تزويده بأحدث أنظمة أهداف الرماية، وتقييم وتحليل وتسجيل نتائج الرمي للوقوف علي نقاط القوة والسلبيات سواء بالنسبة للفرد أو المعدة، لتحقيق العائد القتالي والتدريبي لكل من الفرد والمعدة. وأوضح التراس، أن قوات الدفاع الجوي تهتم بجميع مجالات البحث العلمي، التي يمكن الاستفادة منها في تطوير الأسلحة والمعدات، ولديها مركز للبحوث الفنية والتطوير وهو المسئول عن التحديث والتطوير وإضافة التعديلات المطلوبة علي معدات الدفاع الجوي بالاستفادة من خبرات الضباط المهندسين والفنيين، المستخدمين للمعدات، حيث يقوم المركز بإقرار عينات البحوث وتنفيذها عمليًا بدءًا بإجراء الاختبارات المعملية، ثم الاختبارات الميدانية للوقوف علي مدي صلاحيتها للاستخدام الفعلي الميداني، ويقوم مركز البحوث الفنية بتطوير معدات الدفاع الجوي من خلال مراحل متكاملة بهدف استخدام التكنولوجيا الحديثة والاستفادة من أحدث التقنيات العلمية، بما يحقق الارتقاء بمستوي الأداء للمعدات. وأعلن قائد قوات الدفاع الجوي، أنه من المخطط إقامة مناورة ورمايات بالذخيرة الحية لأسلحة الدفاع الجوي بالتزامن مع احتفالات أكتوبر المقبلة.