حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



30 يونيه عيد الدفاع الجوي .. بداية استرداد الأرض والكرامة
نشر في المساء يوم 28 - 06 - 2015

تحتفل قوات الدفاع الجوي بعيدها الخامس والأربعين بعد غد الثلاثاء الذي يوافق 30 يونيه من كل عام حيث يمثل هذا اليوم منذ عام 1970 البداية الحقيقية لاسترداد الأرض والكرامة باستكمال اقامة حائط الصواريخ بطول جبهة قناة السويس.
وفي حواره مع "المساء".. أكد الفرق عبدالمنعم التراس قائد قوات الدفاع الجوي أنه اعتبارا من هذا اليوم وخلال الاسبوع الأول من يوليو 1970 تم اسقاط العديد من طائرات العدو وأسر العديد من الطيارين الاسرائيليين حيث أطلق علي هذا الاسبوع اسبوع تساقط الفانتوم.
اكد قائد قوات الدفاع الجوي الاهتمام بجميع مجالات البحث العلمي التي يمكن الاستفادة منها في تطوير ما لدينا من اسلحة ومعدات من خلال مركز البحوث الفنية الذي يقوم بتطوير معدات الدفاع الجوي من خلال مراحل متكاملة وأشار الي أن قوات الدفاع الجوي تحرص في نفس الوقت علي التواصل مع التكنولوجيا الحديثة واستخداماتها في المجال العسكري من خلال تنويع مصادر السلاح وتطوير المعدات والاسلحة بالاستفادة من التعاون العسكري بمجالاته المختلفة والتعاون في تطوير الأسلحة والمعدات وكذلك التعاون في تنفيذ التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والصديقة لاكتساب الخبرات والتعرف علي احدث اساليب التخطيط وادارة العمليات خاصة اننا نمتلك خبرة القتال العالية التي يستفيد منها المشتركون معنا في التدريبات.
اوضح الفريق التراس ان قوات الدفاع الجوي بدأت منذ فترة طويلة في تطبيق منظومة قيادة وسيطرة آلية متكاملة تحقق السيطرة علي ادارة اعمال القتال بقوات الدفاع الجوي.. وأشار الي أن قواته قد ادت جميع التزاماتها التدريبية المخططة علي مدار العام وان المهام الاضافية التي شاركت من خلال قوات الدفاع الجوي في تأمين الجبهة الداخلية وعملية التحول الديمقراطي لم تؤثر علي المهام الرئيسية للقوات في تأمين المجال الجوي لمصر ضد أي عدائيات جوية والمحافظة علي الاستعداد القتالي العالي والدائم.
واكد الفريق التراس ان قوات الدفاع الجوي تولي اهتماما كبيرا بالفرد المقاتل في اطار ما توليه القيادة العامة من اهتمام بالغ بهذا الأمر ايمانا منها بانه حجر الزاوية والعنصر الأساسي للانتصار في أي معركة.. وهذا هو نص الحوار :
* تحتفل قوات الدفاع الجوي كل عام في الثلاثين من شهر يونيو بعيد الدفاع الجوي ... نرجو إلقاء الضوء علي أسباب اختيار ذلك اليوم؟
** طبقاً للقرار الجمهوري رقم "199" الصادر في الأول من فبراير 1968 تم البدء في إنشاء قوات الدفاع الجوي لتمثل القوة الرابعة في قواتنا المسلحة الباسلة ... تم إنشاء حائط الصواريخ تحت ضغط هجمات العدو الجوي المتواصلة بأحدث الطائرات "فانتوم . سكاي هوك" ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوي المتيسرة في ذلك الوقت ... ومن خلال التدريب الواقعي في ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الاستنزاف تمكنت قوات الدفاع الجوي خلال الأسبوع الأول من شهر يوليو عام 1970 من إسقاط العديد من الطائرات طراز "فانتوم . سكاي هوك" . وأسر العديد من الطيارين الإسرائيليين وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وأطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم وتوالت انتصارات رجال الدفاع الجوي ويعتبر يوم الثلاثين من يونيو عام1970 هو البداية الحقيقية لاسترداد الأرض والكرامة بإقامة حائط الصواريخ الذي منع طائرات العدو من الاقتراب من سماء الجبهة فاتخذت قوات الدفاع الجوي هذا اليوم عيداً لها .
* السيد قائد قوات الدفاع الجوي ... يتردد في احتفالات الدفاع الجوي كلمة "حائط الصواريخ" ... فماذا تعني هذه الكلمة وكيف تم إنشاء هذا الحائط؟
** حائط الصواريخ هو تجميع قتالي متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات في أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة "رئيسية / تبادلية / هيكلية" قادر علي صد وتدمير الطائرات المعادية في إطار توفير الدفاع الجوي للتجميع الرئيسي للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات غرب القناة مع القدرة علي تحقيق إمتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن "15" كم شرق القناة ...
هذه المواقع تم إنشاؤها وتحصينها تمهيداً لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها ... وقد تم بناء هذا الحائط في ظروف بالغة الصعوبة ... حيث كان الصراع بين الذراع الطولي لإسرائيل المتمثل في قواتها الجوية وبين رجال القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية في ظل توفير دفاع جوي عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات ... وذلك لمنع إنشاء هذه التحصينات ... ورغم التضحيات العظيمة التي تحملها رجال المدفعية المضادة للطائرات ... كان العدو ينجح في معظم الأحيان في إصابة أو هدم ما تم تشييده ... وقام رجال الدفاع الجوي بالدارسة والتخطيط والعمل المستمر وإنجاز هذه المهمة .. وكان الاتفاق علي أن يتم بناء حائط الصواريخ باتباع أحد الخيارين :
الخيار الأول :
القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات .
فحائط الصواريخ هو تجميع قتالي متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات.
الخيار الثاني :
الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلي منطقة القناة علي وثبات أطلق عليها "أسلوب الزحف البطيء" وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق وإحتلاله تحت حماية النطاق الخلفي له .. وهكذا ... وهو ما استقر الرأي عليه وفعلاً تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة وتم احتلالها دون أي رد فعل من العدو ... وتم التخطيط لاحتلال ثلاثة نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة... وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام في تناسق كامل وبدقة عالية ...
* إن الحديث عن حرب أكتوبر لا ينقطع ... كيف قام الدفاع الجوي بتحطيم أسطورة الذراع الطولي لإسرائيل في حرب أكتوبر 1973؟
** إن الحديث عن حرب أكتوبر 73 لاينتهي ... وإذا أردنا أن نسرد ونسجل الأحداث كلها فسوف يتطلب ذلك العديد من الكتب حتي تحوي كافة الأحداث ... وسوف نكتفي بذكر نبذة عن دور قوات الدفاع الجوي في هذه الحرب ولكي نبرز أهمية هذا الدور ... فإنه يجب أولاً معرفة موقف القوات الجوية الإسرائيلية وما وصلت إليه من كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور ... حيث بدا مبكراً التخطيط لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية ... حيث قامت إسرائيل بتسليح هذه القوات بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية في ذلك الوقت بشراء طائرات ميراج من فرنسا وتعاقدت مع الولايات المتحدة علي شراء الطائرات الفانتوم وسكاي هوك حتي وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلي "600" طائرة أنواع مختلفة ... حيث توفر الوقت والإمكانيات للقوات الجوية الإسرائيلية للإعداد والتجهيز عقب حرب عام 56 وتحقيق إنتصار زائف في عام 1967 والإمداد بأعداد كبيرة من الطائرات الحديثة خلال حرب الاستنزاف ... فإن قوات الدفاع الجوي كان عليها التصدي لهذه الطائرات ... حيث قام رجال الدفاع الجوي بتحقيق ملحمة في الصمود والتحدي والبطولة والفداء وقامو بإستكمال إنشاء حائط الصواريخ عام 1970 تحت ضغط هجمات العدو الجوي المستمرة وخلال شهر إبريل ومايو ويونيو ويوليو وأغسطس عام 1970 استطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات من إسقاط وتدمير أكثر من "12" طائرة فانتوم وسكاي هوك وميراج ... مما أجبر إسرائيل علي قبول "مبادرة روجررز" لوقف إطلاق النار اعتباراً من صباح 8 أغسطس 1970.. وبدء رجال الدفاع الجوي في الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة ...
وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام - 3 البتشورا وانضمامها لمنظومات الدفاع الجوي بنهاية عام 1970.. وخلال فترة وقف إطلاق النار نجحت قوات الدفاع الجوي في حرمان العدو الجوي من استطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الإستطلاع الإلكتروني " الإستراتوكروزار " صباح يوم 17 سبتمبر 1971.. وإدخال منظومات حديثة من الصواريخ " سام-2 . سام-6 " لإستكمال بناء حائط الصواريخ إستعداداً لحرب التحرير ... وكانت مهمة قوات الدفاع الجوي بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط علي جبهة قناة السويس بل يشمل أرض مصر كلها بما فيها من أهداف حيوية سياسية وإقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ إستراتيجية ...
وفي اليوم الأول للقتال في السادس من أكتوبر 1973 هاجم العدو الإسرائيلي القوات المصرية القائمة بالعبور حتي آخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فوري توالي بعدها هجمات بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلية 6/7 أكتوبر تصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات ونجحت في إسقاط أكثر من "25" طائرة بالإضافة إلي إصابة أعداد أخري وأسر عدد من الطيارين ... وعلي ضوء ذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم ... وفي صباح يوم 7 أكتوبر 1973 قام العدو بتنفيذ هجمات جوية علي القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار ولكنها لم تجن سوي الفشل ومزيد من الخسائر في الطائرات والطيارين ... وخلال الثلاثة أيام الأولي من الحرب فقد العدو الجوي الإسرائيلي أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذي كان يتباهي بهم ... وكانت الملحمة الكبري لقوات الدفاع الجوي خلال حرب أكتوبر مما جعل "موشي ديان" يعلن في رابع أيام القتال في تحديده للمشاكل التي تواجه القوات الإسرائيلية "وثمة مشكلة أخري تواجخ طيراننا فهو عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية" وذكر في أحد الأحاديث التليفزيونية يوم 14 أكتوبر 73 "أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها ... ثقيلة بدمائها" .
* مرت بمصر أحداث عاصفة ... أثرت في الشعب المصري بكافة طوائفه واتجاهاته ...كانت القوات المسلحة مضرب المثل في الوقوف علي الحياد ... ومناصرة الشعب وحماية الشرعية الدستورية . نرجو إلقاء الضوء علي دور الدفاع الجوي في أحداث ثورتي 25يناير.30 يونيو؟
** يعتبر الدفاع الجوي أحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وطبقاً لمواقع تمركز وحداته الإدارية والمقاتلة فإنه ينتشر في جميع ربوع الدولة وتعمل مراكز القيادة به بصورة متواصلة لمدة 24 ساعة وطبيعة عمله تقتضي تواجد أطقم القتال في الخدمة بصفة مستمرة سلماً وحرباً ...
لذلك فإنه قد وقع عليه عبء متابعة الأحداث الجارية بصفة مستمرة ليلاً ونهاراً وكان له دور عظيم في متابعة الأحداث وتلقي كافة البلاغات عن جميع المواقف والاشتراك في القبض علي بعض المجرمين الهاربين من السجون والمتسللين/المخربين ... كما ساهمت قوات الدفاع الجوي في تأمين جميع مراحل العمليات الإنتخابية منذ 25 يناير حتي الآن .
بالإضافة إلي حماية الأهداف الحيوية والاشتراك في تأمين منشآت الدولة ومرافقها طبقاً للإمكانيات المتيسرة والسلطات المخولة بالإضافة إلي دور أفراد عناصر المراقبة الجوية بالنظر المنتشرين علي حدود مصر المختلفة في الإبلاغ عن اي عناصر تسلل لحدود مصر البرية والبحرية والجوية في منظومة متكاملة مع عناصر قوات حرس الحدود .
كما تقوم قوات الدفاع الجوي بتأمين أعمال قتال القوات الجوية أثناء تنفيذ المهام المكلفة بها في مكافحة الإرهاب في سيناء .
* في ظل التهديدات التي تتعرض لها عمليه السلام في المنطقة وعدم الاستقرار السياسي نتيجة للثورات العربية المحيطة ... واشتراك القوات المسلحة في تأمين الجبهة الداخلية كيف تواجه قوات الدفاع الجوي هذا الموقف؟
** في البداية .. أود أن أوضح أمر هاما جداً .. نحن كرجال عسكريين نعمل طبقاً لخطط وبرامج محددة وأهداف واضحة ... الا أننا في ذات الوقت ... نهتم بكل ما يجري حولنا من أحداث ومتغيرات في المنطقة... والتهديدات التي تتعرض لها كافة مسارات السلام الآن وما تثيره من قلق بشأن المستقبل ككل ...ليست بعيدة عن أذهاننا ..
ولكن يظل دائماً وأبداً للقوات المسلحة أهدافها وبرامجها وأسلوبها في المحافظة علي كفاءتها سلماً وحرباً .. وعندما نتحدث عن الاستعداد القتالي لقوات الدفاع الجوي .. فإننا نتحدث عن الهدف الدائم والمستمر لهذه القوات ... بحيث تكون قادرة ليلاً ونهاراً سلماً وحرباً وتحت مختلف الظروف علي تنفيذ مهامها بنجاح ... ويتم تحقيق الاستعداد القتالي العالي والدائم من خلال مجموعة من المحددات والأسس والاعتبارات ... تتمثل في الحالات والأوضاع التي تكون عليها القوات طبقاً لحسابات ومعايير في غايه الدقة ... وتوفر الأزمنة اللازمة لتحول القوات لتنفيذ مهامها في الوقت المناسب ...
* تهتم القوات المسلحة بالتعاون العسكري الذي يعتبر أحد الركائز الهامة للتطوير مع العديد من الدول العربية والأجنبية ... كيف يتم تنفيذ ذلك في قوات الدفاع الجوي؟
** تحرص قوات الدفاع الجوي علي التواصل مع التكنولوجيا الحديثة واستخداماتها في المجال العسكري من خلال تنويع مصادر السلاح وتطوير المعدات والأسلحة بالاستفادة من التعاون العسكري بمجالاته المختلفة طبقاً لأسس علمية يتم اتباعها في القوات المسلحة وتطوير وتحديث ما لدينا من أسلحة ومعدات بالإضافة إلي محاولة الحصول علي أفضل الأسلحة في الترسانة العالمية حتي نحقق الهدف الذي ننشده وفي هذا الإطار يتم تنظيم التعاون العسكري من خلال مسارين :
المسار الأول :
التعاون في تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذي تتطلبه منظومة الدفاع الجوي المصري طبقاً لعقيدة القتال المصرية بالإضافة إلي أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حالياً في خطة محددة ومستمرة .
المسار الثاني :
التعاون في تنفيذ التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والصديقة لاكتساب الخبرات والتعرف علي أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات في هذه الدول وقوات الدفاع الجوي تسعي دائماً لزيادة محاور التعاون في كافة المجالات "التدريب . التطوير . التحديث . ..." .
ويتم التحرك في هذه المسارات طبقاً لتخطيط يتم إعداده مسبقاً بما يؤدي إلي استمرار أعمال التطوير لقوات الدفاع الجوي علي مستوي المعدات أو أسلوب الاستخدام .
* إن الدفاع الجوي عبارة عن منظومة متكاملة تشتمل علي العديد من الأنظمة المتنوعة ... نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء علي عناصر وملامح ومتطلبات بناء المنظومة؟
** تتكون منظومة الدفاع الجوي من عدة عناصر استطلاع وإنذار وعناصر إيجابية تمكن القادة من اتخاذ الإجراءات التي تهدف إلي حرمان العدو من تنفيذ مهامه أو تدميره بوسائل دفاع جوي تنتشر في كافة ربوع الدولة في مواقع ثابتة وبعضها يكون متحركاً طبقاً لطبيعة الأهداف الحيوية والتجميعات المطلوب توفير الدفاع الجوي عنها .
ويتطلب تنفيذ مهام الدفاع الجوي اشتراك أنظمة متنوعة لتكوين منظومة متكاملة تشمل علي أجهزة الرادار المختلفة التي تقوم بأعمال الكشف والانذار بالاضافة الي عناصر المراقبة الجوية وعناصر إيجابية من صواريخ مختلفة المدايات والمدفعية م ط والصواريخ المحمولة علي الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية .
* في ظل التطور الهائل في تكنولوجيا التسليح الذي يشهده العالم الآن كيف يتم تأهيل طلاب كلية الدفاع الجوي لمواكبة هذاالتطوير؟
** تعتبر كلية الدفاع الجوي من أحدث المعاهد العسكرية علي مستوي الشرق الأوسط ولا يقتصر دورها علي تخريج ضباط الدفاع الجوي المصريين فقط بل يمتد هذا الدور ليشمل تأهيل طلبة من الدول العربية والأفريقية الصديقة.
ونظراً لما يمثلة دور كلية الدفاع الجوي المؤثر علي قوات الدفاع الجوي والتي تتعامل دائماً مع أسلحة ومعدات ذات تقنية عالية وأسعار باهظة فإننا نعمل علي تطوير الكلية من خلال مسارين :
المسار الأول :
تطوير العملية التدريبة وذلك بالمراجعة المستمرة للمناهج الدراسية بالكلية وتطويعها طبقاً لاحتياجات ومطالب وحدات الدفاع الجوي والخبرات المكتسبة من الأعوام السابقة بالإضافة إلي انتقاء هيئة التدريس من أكفأ الضباط والأساتذة المدنيين في المجالات المختلفة .
المسار الثاني :
تزويد الكلية بأحدث ما وصل إليه العلم في مجال التدريب العملي وفي هذا المجال فقد تم تزويد الكلية بفصول تعليمية لجميع أنواع معدات الدفاع الجوي مزودة بمحاكيات للتدريب علي تنفيذ الاشتباكات بالأهداف الجوية كذا تم تجهيز الفصول والقاعات الدراسية بدوائر تليفزيونية مغلقة وشاشات عرض حديثة.
* تمتلك قوات الدفاع الجوي ميدان رماية متطورا لأسلحة الدفاع الجوي كيف يتم الاستفادة من هذا الميدان في إعداد الفرد المقاتل واختبار الأسلحة والمعدات؟
** من المعروف أن الرماية الحقيقية هي أرقي مراحل التدريب القتالي حيث تعطي نتائجها الإيجابية الثقة في السلاح وتعتبر تتويجاً لما تم بذله من جهد خلال العام التدريبي وهي مؤشر حقيقي علي سلامة تخطيط وتنفيذ التدريب ومن هذا المنطلق وفي ضوء التطور الملموس لمنظومة الدفاع الجوي المصري تم تنفيذ برنامج تطوير ميدان الرماية ليكون مركز رماية حضاري مجهز بمنشآت حديثة مع تزويده بأحدث أنظمة أهداف الرماية ... وتقييم وتحليل وتسجيل نتائج الرمي للوقوف علي نقاط القوة والسلبيات سواء بالنسبة للفرد أو المعدة .
* أدي التطور الهائل في أسلوب الحصول علي المعلومات وتعدد مصادرالحصول عليها إلي عدم وجود أسرار عن أنظمة التسليح في معظم دول العالم.. فما هو الحل من وجهة نظر سيادتكم للحفاظ علي سرية أنظمة التسليح بقوات الدفاع الجوي؟
** شيء طبيعي في عصرنا الحالي أنه لم يعد هناك قيود في الحصول علي المعلومات حيث تعددت وسائل الحصول عليها سواءاً بالأقمار الصناعية أو أنظمة الإستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية ... بالإضافة إلي وجود الأنظمة الحديثة القادرة علي التحليل الفوري للمعلومة وتوفر وسائل نقلها بإستخدام تقنيات عالية
مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها . ويجعل جميع الأنظمة ككتاب مفتوح أمام العدو / الصديق .
ولكن هناك شيئاً هاماً وهو ما يعنينا في هذا الأمر .. هو فكر استخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذي يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية في معظم الأحيان بما يضمن التنفيذ الكامل في إطار الخداع والمفاجأة ..
وهذا في المقام الأول يحقق الإخفاء وله درجات سرية عالية وتحتفظ به القوات المسلحة كأهم خطط الحروب المقبلة .
والدليل علي ذلك أنه في بداية نشأة قوات الدفاع الجوي تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية "الفانتوم" بإستخدام وسائل إلكترونية حديثة من خلال منظومات الصواريخ المتوفرة لدينا في ذلك الوقت وكذا التحرك بسرية كاملة لإحدي كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكتروني إستراتكروزر المزودة بأحدث وسائل الاستطلاع الإلكتروني بأنواعه المختلفة وحرمان العدو من استطلاع القوات غرب القناة باستخدام اسلوب قتال لم يعهده العدو من قبل "وهو تحقيق امتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة".
* يقاس تقدم الأمم بمدي اهتمامها بالبحث العلمي حيث إنه السبب الرئيسي لذلك - كيف يتم إستخدام البحث العلمي في تطوير الأسلحة والمعدات بقوات الدفاع الجوي ؟
** بداية أؤكد علي أننا نهتم بجميع مجالات البحث العلمي التي يمكن الإستفادة منها في تطوير ما لدينا من أسلحة ومعدات . ويتواجد بقوات الدفاع الجوي مركز للبحوث الفنية والتطوير وهو المسئول عن التحديث والتطوير وإضافة التعديلات المطلوبة علي معدات الدفاع الجوي بالاستفادة من خبرات الضباط المهندسين / الفنيين / المستخدمين للمعدات حيث يقوم المركز بإقرار عينات البحوث وتنفيذها عملياً بدءاً بإجراء الإختبارات المعملية . ثم الاختبارات الميدانية للوقوف علي مدي صلاحيتها للاستخدام الفعلي الميداني بواسطة مقاتلي الدفاع الجوي . ويقوم مركز البحوث الفنية بتطوير معدات الدفاع الجوي من خلال مراحل متكاملة بهدف استخدام التكنولوجيا الحديثة والاستفادة من أحدث التقنيات العلمية بما يحقق الإرتقاء بمستوي الأداء لمعدات الدفاع الجوي هذا بالإضافة إلي وجود تعاون وثيق مع مراكز البحوث الفنية المختلفة بالقوات المسلحة لدراسة مشاكل الإستخدام للأسلحة والمعدات وتقديم أفضل الحلول لها .
* علي ضوء المهام الصعبة والمتعددة لوحدات الدفاع الجوي وما يتطلبه ذلك من القدرة العالية للقادة علي تحقيق القيادة والسيطرة الحازمة كيف يتم اختيار القادة علي المستويات المختلفة بقوات الدفاع الجوي ؟
** لا تتم عملية اختيار القادة في قوات الدفاع الجوي بمعزل عن النظام العام للقوات المسلحة بل تتم في إطار عام حددته القيادة العامة للقوات المسلحة بمواصفات وشروط وتأهيل معين لأي قائد علي أي مستوي .
ويتم اختيار القادة بناء علي المستوي الفني والتخصصي والتدريبي للضابط المرشح للقيادة علي أي مستوي ويتم ذلك بصفة مستمرة بدءاً من تخرجه من كلية الدفاع الجوي وعلي مدار خدمته بالكامل حتي يتم ترشيحه لتولي الوظيفة القيادية من خلال تقارير الكفاءة السنوية للضباط والتي تم تطويرها لتكون معبرة تعبيراً تاماً عن مستوي الضابط في جميع أوجه التقييم .
كما يتم الاختيار طبقاً للتأهيل العلمي للضابط والذي له معيار كبير في تولي المناصب القيادية بقوات الدفاع الجوي لما له من أثر كبير علي قدرة الضابط علي الإلمام بمتطلبات القيادة الحديثة .
* إن تواصل القائد مع مروسيه من أهم اسباب نجاح القيادة والسيطرة ومتابعة تنفيذ المهام كيف يتم تحقيق ذلك بقوات الدفاع الجوي؟
** إن القيادة العامة للقوات المسلحة تهتم دائماً بأبنائها من خلال عقد اللقاءات الدورية للقادة علي كافة المستويات.
ويحرص جميع القادة بقوات الدفاع الجوي علي تنفيذ اللقاءات الدورية بدءاً من مستوي قائد القوات حتي مستوي قائد الفصيلة ويختلف معدل تنفيذ اللقاءات من مستوي إلي آخر حيث يتم لقاء قائد الفصيلة وقائد السرية يومياً وقائد الكتيبة أسبوعياً وقائد اللواء مرتين شهرياً هذا بخلاف لقاءات القادة مع مرؤوسيهم في المناسبات القومية والدينية وعقب تنفيذ الالتزامات التدريبية الرئيسية .
أما عن اللقاءات بالضباط والصف والجنود فإنها مستمرة دائماً دون انقطاع وفي مناسبات متعددة. منها الذي يتم بقيادة القوات شهرياً مع القادة والضباط بجميع مستوياتهم القيادية بغرض شرح أبعاد الموقف السياسي العسكري
وتوعية الضباط بالموضوعات الهامة من خلال محاضرات للرؤساء المتخصصين .
إني أعتبر أسعد لحظات عملي ومهام وظيفتي التي أقضيها بين الضباط والصف والجنود سواء بالقيادة أو مواقع القتال لانها تعطي المؤشر الحقيقي والواقعي لأداء القوات .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.