مصر مازال لها رصيد كبير من التقدير فى نفوس الأفارقة دعم وتطوير العلاقات مع دول القارة السمراء كانت ومازالت في قمة أولويات سياسة مصر الخارجية وذلك من منطلق إيمان مصر بانتمائها الأفريقي وإدراكها لمسئولياتها تجاه شقيقاتها الأفريقيات في ضوء ما تمتلكه من رصيد علمي وثقافي وإنساني وإمكانيات بشرية واقتصادية تساعدها علي النهوض بدور محوري في الإسهام الجاد في تحقيق التنمية في قارتنا السمراء وإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي تواجهها وذلك في إطار من التضامن والتكامل والأخوة الأفريقية التي تجمع بين شعوب القارة وصولا إلي الأهداف المشتركة من أجل تحقيق حياة أفضل ومستقبل أكثر إشراقا لأجيالنا والأجيال القادمة. وانطلاقا من ذلك عقدت السفيرة مني عمر مساعدة وزير الخارجية للشئون الأفريقية لقاء هاما مع العديد من الخبراء والمتخصصين في الشئون الأفريقية أكدت خلاله علي ترجيب وزارة الخارجية واستعدادها الكامل لتلقي آرائهم واقتراحاتهم وانتقاداتهم لكي يتم أخذها بعين الاعتبار في إطار سعي وزارة الخارجية المستمر لتطوير التعاون في شتي المجالات مع دول القارة الأفريقية. وقالت السفيرة مني عمر : نحن حريصون علي التزود بآراء الخبراء والأكاديميين وبآراء الإعلام المصري بما يخدم السياسة المصرية في أفريقيا ويحقق أهدافنا المنشودة بالقارة. وتحدثت السفيرة فاطمة جلال أمين صندوق التعاون الفني مع الدول الأفريقية التابع لوزارة الخارجية مشيرة إلي نجاح الصندوق في مهامه التي قام بها علي مدي ثلاثين عاما بعد حصول الدول الأفريقية علي تحررها من نير الاحتلال الأجنبي، وأشارت السفيرة فاطمة جلال إلي أن الصندوق يعد بمثابة الذراع التنفيذية للسياسة الخارجية المصرية في القارة السمراء و55٪ من ميزانية الصندوق تدعم التعاون مع دول حوض النيل و25٪ من الميزانية توجه لدعم دول الحزام الإسلامي الأفريقي والنسبة الباقية لكافة الدول ويتراوح نشاط الصندوق من إيفاد خبراء في كافة التخصصات للدول الأفريقية وعقد دورات تدريبية وذلك بخلاف المعونات والمنح والبرامج ودعم التنمية في أفريقيا من خلال أوجه التعاون الثلاثي فدولة مثل الصين واليابان يدعمون نشاط الصندوق في إطار دعم التنمية بأفريقيا وخير دليل علي نجاح الصندوق في القيام بمهامه هو استمراره علي مدي ثلاثين عاما ذلك بالإضافة إلي أن هناك شركاء غير تقليديين يخاطبون الصندوق في الفترة الحالية لعقد اتفاقات معه من أجل المشاركة في دفع التنمية الأفريقية ومن بين هؤلاء سنغافورة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وغيرهم. مسئولية متكاملة ومن خلال الحوار الصريح والهاديء والذي شارك فيه العديد من الخبراء والمتخصصين أكد العديد من الآراء علي أن مسئولية الحفاظ علي التواجد المصري في أفريقيا ينبغي ألا تقتصر علي وزارة الخارجية وحدها فقد تكون وزارة الخارجية هي المايسترو الذي ينسق الأدوار ولكن كافة وزارات الدولة وهيئاتها والإعلام والمؤسسات الثقافية لابد أن يكون لها دور في هذا النطاق. وهناك من أشار إلي أهمية دور رجال الأعمال والقطاع الخاص في دعم هذه العلاقات من خلال إقامة المشاريع والاستثمارات الهامة التي تعود بالنفع المتبادل علي مصر والدول الأفريقية. كما أن التواصل الشعبي أيضا له أهمية بالغة لأن الحكومات تجيء وتذهب ولكن الشعوب هي الباقية ولاسيما أن هناك إحساسا متبادلا بين المصريين والشعوب الأفريقية بأنهم جميعا ينتمون لهذه القارة السمراء.. وبالتالي فإن تبادل الوفود الثقافية ودعم التعاون العلمي والأكاديمي من الأمور بالغة الأهمية التي تساعد في دعم العلاقات بين الدول والشعوب لكي يتفهم كل منها الآخر. رصيد ضخم وتعليقا علي هذه الآراء أكدت السفيرة مني عمر مساعدة وزير الخارجية أن التحرك المصري في كافة أنحاء القارة الأفريقية يتم حاليا علي قدم وساق وهو تحرك مكثف علي كافة المستويات وهناك بالفعل توجه من رجال الأعمال خلال الشهور الماضية لإقامة مشروعات استثمارية زراعية وصناعية وطاقة وغيرها ولكنني أتفق في الرأي مع الجميع علي أهمية أن يكون هناك تواصل علي مستوي البرلمانات وعلي مستوي المجتمع المدني والشعبي بين مصر والدول الأفريقية لأن التواصل الشعبي أهم من التواصل الرسمي ويكون له دائما مردود إيجابي علي العلاقات والتعاون فيما بين الدول. وأشارت السفيرة مني عمر إلي أنه قد يحدث في بعض الأحيان خلاف في الرأي بين مصر وبعض الدول الأفريقية في موضوع ما ولكن مصر مازال لها رصيد كبير من التقدير والاحترام والإعجاب في نفوس الأفارقة فالدول الأفريقية وأنظمتها السياسية تنظر إلي مصر لكونها هي رمز الحضارة الأفريقية التي يعتزون هم بالانتماء إليها ويتشرفون بها أمام دول العالم. ومازال الحوار مستمرا ومازالت الآذان في وزارة الخارجية مصغية لكل اقتراح ولكل جهد ولكل نقد بناء يضع لبنة في إطار دعم السياسة المصرية الخارجية في قارتنا السمراء التي نعتز جميعا بالانتماء إليها وبدعم أواصر التعاون مع شعوبها في كافة المجالات لكي نحقق سويا التنمية والرخاء في كافة ربوعها لا فرق بين شمالها وجنوبها وشرقها وغربها فنحن جميعا أفارقة ونسعي لكي يكون لأفريقيا صوتها المسموع في كافة المحافل الدولية بما يخدم مصالحها ويعزز من مكانتها التي تليق بها.