أزمة الكهرباء من أولي الأزمات التي يحاول أن يتعايش معها المواطن، وتثير أزمة انقطاعها المتكرر بأنحاء الجمهورية العديد من المشكلات الإنسانية فهي بدورها تؤثر علي انقطاع المياه وحجز العديد من كبار السن بين جدران منازلهم خشية انقطاع الكهرباء أثناء استخدام المصاعد، خاصة لسكان الأدوار المرتفعة، وعلي الجانب الآخر غالبا ما تنتعش مبيعات كشافات الإنارة ومولدات الكهرباء لاتجاه معظم المواطنين لشرائها للتغلب علي الأزمة. مجدداً بعد إعلان وزارة الكهرباء عن اضطرارها لزيادات ساعات التقنين لتخفيف الأحمال وخصوصاً أننا علي أبواب فصل الصيف، رافق هذا إقبال من المواطنين علي شراء كشافات الإنارة ومولدات الكهرباء التي ترتفع أسعارها كل يوم للإقبال عليها وزيادة الأزمة، وتختلف أسعارها حسب وحجم الكشاف وجودته ونوعه سواء كان (لمبات - ليدات ليزرية) ومصدره. سوق الضلمة يتوفر في السوق عدة أنواع من الكشافات معظمها صينية الصنع وخاصة ما يعرف بالليزرية وتلقي رواجاً متزايدا، وهناك الكشافات التقليدية التي تعمل علي غاز النيون وله عدة أشكال الأشهر الحجم الوسط صناعة يابانية وسعره بين 300 إلي 350جنيها والحجم الأصغر سعره بين 150 إلي 200 جنيه وتتألف من لمبة نيون واحدة تعمل لمدة 6-7 ساعات وهناك صناعة صينية ومصرية محلية وأسعارها بين 200 إلي 400 حسب حجمها وارتفع سعرها مؤخرا بحدود 50%. يقول مدحت محمد - تاجر - أن هناك أنواعا جديدة من الكشافات دخلت إلي الأسواق، منها كشافات إنارة مزودة بلمبات توفير الطاقة وهي عدة قياسات فالحجم الصغير يتكون من لمبة توفير طاقة واحدة سعرها بين 400 إلي 500 جنيه والحجم الوسط يتكون من لمبة كشاف مع لمبة توفير سعره بين 550 إلي 650 وهناك الحجم الأكبر مؤلفة من لمبتي توفير طاقة تباع بسعر بين 600 إلي 800 جنيه ومدة عملها بين 2- 3 ساعة. ويضيف علي محمد - تاجر - يتوفر في الأسواق العديد من أنواع وماركات مولدات الكهرباء ويأتي معظمها صيني الصنع وهي جيدة وتفي بالغرض وأسعارها في متناول الجميع وتتوفر بقدرات مختلفة بدءا من 500 كيلو وات وحتي 10 كيلو وات، ويختلف ذلك حسب الاستهلاك، وهناك مولدات أكثر من 60 كيلو وتلك غالبا ما تستهلك بالمحلات والمراكب والقري السياحية. ويوضح أن الأنواع تكون حسب الاستهلاك، فناك مولدات لعمل اللمبات النيون أو الموفرة، أو لعمل المروحة التي تستهلك من 50 إلي 100 وات أو الغسالة وتستهلك من 200 إلي 1000 وات حسب نوعها عادية أو اوتوماتيك، والثلاجة التي تستهلك من 100 إلي 300 وات حسب الحجم، أما أجهزة التكييف فتحتاج إلي مولدات ذات قدرات كبيرة أكبر من 5 كيلو وات. وتختلف الأسعار حسب قدرة المولد ومواصفاته وأحجامه، فهناك مولد قدرة 1 كيلو وذلك يتراوح سعره من 400 إلي 450 جنيها، مولد قدرة 1.7 كيلو يتراوح سعره من 800 إلي 1000 جنيه ويعمل الاثنان عن طريق السحب، ويوجد نوع آخر 1.7 كيلو وات أيضا سعره يتراوح من 1200 إلي 1700 ولكن ذلك يحتوي علي مفتاح للتشغيل بجانب إمكانية تشغيله عن طريق السحب، ونوع آخر من المولدات قدرته 3 كيلو وات وذلك يصل سعره إلي 3000 جنيه. فيما يري محمود عماد - موظف - أنه في اضطرار إلي شراء المولدات الكهربائية مؤكدا أن أسعار المولدات مرتفعة وزادت مع زيادة ساعات التقنين وغياب الكهرباء عن البيوت، كما أن حركة السوق والطلب علي المولدات الكهربائية لم تعد بالصورة التي كانت عليها خلال الشتاء الماضي بل في ازدياد حيث إن نسبة الزيادة في مبيعات المولدات الكهربائية هذا الموسم لاشك في أنها مرتفعة وتصل إلي 200 %عن الأشهر السابقة. أما هالة محمد - ربة منزل - فتري أن المولدات وكشافات الإنارة لا تجدي نفعا فهي حلول مؤقتة للأزمة خاصة في ظل ارتفاع أسعارها، فهي مصروف آخر، كما أن معظمها لا يعيش طويلاً مما يضطرنا إلي شراء واحد تلو الآخر دون فائدة من الكشافات، أما المولدات فأثمانها مرتفعة للغاية كمان أنها لا تعمل سوي بالسولار، وهي مشكلة أخري كيف نقوم بالحصول عليه مما يجعلنا نتجه لشواحن وكشافات الإنارة كحل مؤقت . انقطاع المياه وتأتي مشكلة الكهرباء غالباً مصحوبة بإزمة انقطاع المياه خاصة عند سكان الأبراج والأدوار المرتفعة التي غالباً ما تعتمد علي مواتير المياه التي تعمل بالكهرباء لوصول الماء إليها، فإما أن تنقطع الكهرباء وتتوقف المواتير عن العمل وبالتالي يعاني المواطنون من انقطاعات الكهرباء والمياه معا، ويذهب كل واحد منهم للبحث عن حل كل علي طريقته وحسب إمكانياته المادية، فيلجأ البعض إلي شراء زجاجات وجراكن المياه الكبيرة للجوء إليها في حالة إنقطاع المياه، وهناك بعض العمارات التي يلجأ أصحابها إلي شراء المولدات التي تصل أسعارها إلي 70 ألفا لعمل المواتير والحصول علي الماء اللازم لاستخداماتهم وما بين هذا وذاك فغالباً ما يطحن المواطن في ظل هذه الأزمات واستغلال التجار له وانتعاش سوق الضلمة. يري أشرف إبراهيم (مدرس) أسكن بالطابق السابع ولا سبيل لوصول المياه إلينا سوي الماتور، قمت بتركيبه رغم تكلفته العالية، إلا أن انقطاع الكهرباء كل يوم ولمدة 4 أو 6 ساعات يومياً يسبب انقطاع الماء أيضا مما يضطرني إلي شراء جراكن المياه التي ترتفع أسعارها مع ازدياد انقطاع الكهرباء فالحجم الصغير منها لا يقل ثمنه عن 15 جنيها والمتوسط 25 والحجم الكبير منها يصل إلي 40 و 50 جنيهاً. يقول احمد عباس (موظف) لقد أصبح انقطاع الماء والكهرباء من الأمور التي تعودنا عليها، إذ كانت تقطع الكهرباء طوال العام وتكون فترتها ما بين ساعتين إلي أربع يوميا، وتمتد هذه الأيام لأكثر من 12 ساعة وتتكرر مشكلة المياه مع الكهرباء، فأصبحت حياتنا قطعة من العذاب.. مياه مفصولة وكهرباء ولا يوجد حل. وعن كيفية التعامل مع هذه المشاكل تقول وفاء محمد - ربة منزل - عندما تنقطع الكهرباء عندي، تكون موجودة عند شقيقتي بمنطقة أخري، فأحمل إليها بعض الأغراض التي أبغي وضعها بالثلاجة، وعندما تعود الكهرباء إلي منزلي تكون قد انقطعت عندها، فتحمل هي بعض أغراضها لتضعها في ثلاجتي، وتأخذ بعض المياه. لكن بالقطع، ليس كل من يقطن في أحد الأحياء لديه شقيقة تقطن في منطقة أخري بنفس الحي، ليتعاونا سويا علي مواجهة مشكلة توزيع انقطاعات الكهرباء بين المناطق. ولم تجد مني محمد - ربة منزل - سوي صاحب السوبر ماركت ليساعدها علي حل تلك المشكلة، من خلال وضع أغراضها لديه لامتلاكه مولد كهرباء وشراء زجاجات المياه منه للتغلب ايضا علي انقطاع الماء الذي يصاحب انقطاع الكهرباء، قائلة لقد أصبح انقطاع الكهرباء والمياه المتكرر كالكابوس الدائم صيفاً وشتاءً . تحديد إقامة ولم يعان سكان الأدوار المرتفعة من مشكلة انقطاع المياه فقط عند فصل التيار الكهربائي، ولكن تأتي مشكلة المصعد هي الأخري لتحدد إقامة السكان، وخاصة كبار السن منهم خوفا من انقطاع التيار الكهربائي أثناء ركوب المصعد، تقول عبير مصطفي - موظفة - لقد أصابنا فوبيا المصعد منذ تكرار انقطاع الكهرباء، فنحن نسكن بالدور ال 12 وفي رعب دائم من ركوب المصعد نظرا لتكرار انقطاع التيار الكهربائي، هذا بالإضافة إلي أن والدتي كبيرة في السن بالطبع لا تقدر علي الصعود أو النزول سوي باستخدام المصعد وهو مايشل الحركة ويجعلنا معظم الوقت مجبرين علي المكوث بالمنزل طيلة الوقت. تسخر زينب عبد الرازق - موظفة - مما تلاقيه يومياً من معاناة أثناء النزول والصعود لذهابها إلي العمل، قائلة نعاني يوميا من انقطاع الكهرباء وغالبا لا يتم قطعها سوي في الصباح وأوقات الذهاب إلي العمل والمدارس، ونحن نقطن بالدور ال 10 ولدي ثلاثة أطفال أكبرهم بالصف الرابع الابتدائي ونظل نتخبط إلي أن نتمكن للنزول، دون ذلك نلتزم الوجود بالمنزل وكأننا تحت إقامة إجبارية خوفاً من انقطاع الكهرباء أثناء ركوب المصعد. وفي محاولة للتغلب علي الأزمة يؤكد جميل محمد موظف بإحدي شركات المصاعد أن هناك جهازا يستخدم لحماية المصاعد من خطر الهبوط أو الارتفاع أو الوقوف آليا. ويضيف يتعلق هذا الجهاز بحماية المصاعد من الأخطاء المفاجئة التي تحدث في نظم التشغيل خاصة أثناء انقطاع التيار الكهربائي، ويشتمل الجهاز علي دائرة تحكم آلي لإعطاء إشارة متزامنة عند حدوث الخطأ وذلك لمعالجة الخطر الناشئ عن ذلك. مشيرا يتم ذلك باستخدام دائرة اتصال تقوم بإعطاء إشارة من البكرة الرئيسية للواير مما يؤدي إلي وقوف المصاعد وحماية الطنبورة الزهر للمصعد،وبهذا الجهاز يمكن للفرد أن ينسي نهائيا مشاكل المصاعد التي توقفت، والتي انزلقت، أو ارتفعت آليا، ولم تعد الأخطاء المفاجئة التي تحدث في نظم التشغيل سببا في قلق الإنسان من المصاعد لأن هناك إشارة متزامنة عند حدوث الخطأ لمعالجته قبل أن يحدث انقطاع التيار، حيث أكد المتخصصون أن السبب الأول لحوادث احتجاز المصاعد في المنشآت السكنية هو انقطاع التيار الكهربائي أو الخلل الفني، موضحا أنه يمكن استغلال مثل هذا الجهاز بالعمارات والفنادق وغيرها، ولكنه مكلف بعض الشيء وهو ما يجعل أصحاب الشركات والقري السياحية الأكثر في شرائه واستخدامه. إتلاف الاجهزة الكهربائية وإن كانت مشكلة انقطاع الكهرباء تتسبب في انقطاع المياه، إلا أنها تسبب مشكلة أخري لا تقل خطورة عن الأولي، حيث إنها تتسبب في عطل وفساد الأجهزة، فعندما يتم قطع التيار الكهربي، ويأتي مرة أخري يتسبب في عطل الكثير من الأجهزة واللمبات بسبب شدة التيار الكهربائي، وعلي جانب آخر يجد تجار الأدوات الكهربائية رواجا لإصلاح ما أفسده التيار الكهربائي ويشكو المواطنون مر الشكوي من تلك المشكلة.