السجال الفلسطيني الأمريكي الذي شهدته أروقة مجلس الأمن بشأن خطة السلام الأمريكية المزعومة والتي تعرف إعلاميا باسم »صفقة القرن» كان سجالا قويا دافع فيه الجانب الفلسطيني عن حقوقهم المشروعة وأنه لا يمكن لأي مال مهما كان حجمه أن يجعل الفلسطينيين يتنازلون عن حقوقهم لاسيما حقهم المشروع في إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية.. وفي هذا الصدد قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن الولاياتالمتحدة تصوغ حاليا وعلي ما يبدو خطة لاستسلام الفلسطينيين لإسرائيل وليس اتفاقا للسلام وذلك خلال اجتماع غير رسمي للدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لمناقشة قضية المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ويعتقد المالكي بأن الفلسطينيين لايملكون رفاهية عدم الانخراط في أي جهود للسلام ولكن الجهود الأمريكية لا يمكن وصفها بأنها جهود للسلام ولا يمكن أن ترقي لمثل هذا الوصف مع الأسف الشديد.. وأكد المالكي بأن الجانب الفلسطيني لا يمكن أن يقبل بمثل هذه الخطة وأنه لا يوجد أي قدر من المال يمكنه أن يجعل هذا مقبولا.. وفي نفس الوقت فإن المبعوث الأمريكي.. عاد ليراوغ ويماطل مرة أخري مشيرا إلي أنه لابد من الكف عن الادعاء بأن المستوطنات هي التي تعوق التوصل إلي حل سياسي معتبرا أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي هما المشكلة.. وبعد فإن الأمر أصبح في غاية التعقيد والحساسية ولابد أن يتخذ العرب موقفا موحدا وحاسما يقفون عليه في وهذه الفترة التي تسبق الإعلان عن صفقة القرن المشئومة ولابد أن تكون هناك خطة عربية مدروسة تفند أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية والتي كانت ومازالت هي القضية الأولي في عمق الضمير العربي.