في اعتقادي ان الدولة تمتلك مفاتيح حل العديد من المشاكل التي تواجه حياتنا بعد أن اثبتت قوتها في منح العلاوة الخاصة لغير المخاطبين بقانون الخدمة المدنية والحصول علي الموافقة من النواب. وكم اتمني ان تسارع الحكومة باتخاذ اجراءات عاجلة فيما يتعلق بهذا الجنون والارتفاع الرهيب في اسعار الحج الذي هو فريضة لايطالبنا الله بادائها الا مرة في العمر لمشقتها في الجهد والمال فالانسان يقتطع من قوته خاصة الغلابة ليؤديها ولايعقل أن تصل الرحلة المقدسة في اسعارها الي مايقارب في المتوسط مابين 60 و 160 ألفا أو مايزيد صحيح فرق الجنيه من الريال زاد بنسبة كبيرة وصل بفارق الخمسة جنيهات في السوق السوداء في بعض الاحيان ولكن الفارق في مقابل الخدمة المقدمة. ارتفع لارقام فلكية وعندما تسأل المنظمين خاصة في قطاع السياحة ممن ينظمون الحج يقولون لك لأن الدولة تحصل من الشركات علي الضرائب كاملة عن تنظيم تلك الرحلات وهي بالقطع ستقع علي عاتق من يريد السفر »الحاج الغلبان» الذي لاسبيل امامه الا تلبية طلبات الشركات ليسمحوا له بالتوجه للحج وهي تتخذ من الوقت والمساومات الكثير قبل ادراج الاسم في كشوف السفر والتأكيد عليها بل ووصل الامر بالبعض سرا للمطالبة بتسديد جزء من النفقات بالريال وهو مايحتاج الي مراجعات دقيقة في التكلفة الحقيقية حتي لايقع الاستغلال علي الحجاج أليس الحج من ضروريات الدين. فلماذا لاتساعد الحكومة في ظل ذلك الغلاء الفاحش علي تخفيض النفقات باعفاء الحج من الضرائب لعل ذلك يساهم في خفض الرسوم المدفوعة؟ هناك من اصحاب الشركات من يؤكد ان الحج يمكن أن يكون باسعار تقل كثيرا عن المعلن لو أن هناك تيسيرات من الدولة لتلك الشركات خاصة في مسألة الضرائب. حتي تذكرة الطائرة المبالغ في سعرها والتي يتم تحميل رحلات السفر ثمنها كاملا باعتبار أن الرحلات تعود بلا ركاب وتذهب فيالعودة بلا ركاب لتعود بالحجاج بعد الفريضة تحتوي علي مايقارب نصفها ضرائب تحصلها الدولة وعندما تسأل شركة الطيران لاتجد الا الرد اسعارنا في المتناول ولكن ضرائب الدولة هي التي ترفع قيمتها. تنظيم الحج يجب أن يكون من خلال منظومة واحدة تدرس كل المشاكل وتضع تجارب الاخرين امام اعينها لتعيد صياغة الصورة الأمثل للحج المصري بما يسمح بادائه بلا استغلال وبلا فرض رسوم ضرائبية وبلا مجاملات علي حساب الحجاج الذي هم في الآخر من يتحملون كل شيء حتي الزيادة في العملة ولا تتخيلوا جهة من الجهات الثلاثة التي تنظم الحج تخسر ولو مليماً واحداً للاشراف عليه بل الكل كسبان والخسران الوحيد من اداء الفريضة أمام الله هو الحاج المفتري عليه. الدولة تمتلك ان تعفي الحجاج من الضرائب المفروضة علي الرحلات حتي ولو كانت تمثل 20٪ من التكلفة وليس مستساغا ان تصر علي تحصيلها وهي تري من اختيروا بالقرعة لايستطيعون تدبير باقي ثمن الرحلات واضطر بعضهم الي مد اليد وسؤال الاهل والجيران عن المدد علي ان يسددوه من لحم الحي بعد ذلك علي اقساط يعلم الله متي تنتهي؟ ياعالم يامسئولين ادرسوا تجارب الدول التي تنظم الحج الجماعي بنجاح خاصة ماليزيا واندونيسيا ودول شرق اسيا لتعرفوا كيفية المساعدة في اداء الركن الخامس من الدين بلا مشاكل وبلا تجارة.